محليات

بين قوسين تهاوي المشروع التخريبي

خرج السوريون خلال اليومين الماضيين، وبمناسبة ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وملؤوا الساحات برايات وأعلام العزة والفخار، وصدحت حناجرهم بشعارات الحب لهذا الوطن المفدّى ولجيشه العربي السوري الباسل، مؤكدين تمسّك كل مواطن سوري بالثوابت الوطنية، التي أثبتت للعالم أجمع أن سورية، بكل مكوّناتها ولحمتها الوطنية، كانت وستبقى القلعة العربية المنيعة التي تتكسّر عند بواباتها جميع أشكال التحديات والأخطار والتآمر.
هي رسالة ذات دلالات حدّد فيها السوريون، بخط عريض، أن مستقبل سورية لا يُصنع إلا فيها وبيد أبنائها، وكل من يتآمر عليها سوف يُهزم، وتتكسّر مشاريعه أمام صمود الشعب والجيش والقيادة الحكيمة، خاصة بعد أن سقطت الأقنعة، وبات القاصي والداني يدرك تماماً حجم ما يحاك ضد سورية، الخط العروبي المقاوم، وما يخطّط لها ولشعبها في غرف التآمر السوداء، حيث خفافيش الليل يوزعون أدوار الحقد والضغينة فيما بينهم.. لكن نور الشمس، الذي بدأ يحطم ستائر مواخيرهم الماجنة، لابد وأن يمحو صورهم الشيطانية عن لوحة مستقبل سورية الأبيض الناصع، والذي يرسمه أبناؤها بحبهم وتلاحمهم، صفاً واحداً مع أبطال قواتنا المسلحة الباسلة، التي بدأ المشروع التخريبي للقوى الاستعمارية يتهاوى، ويلفظ أنفاسه الأخيرة تحت أقدامهم.. هذا المستقبل المرتكز إلى ثوابت تاريخ سوري عصيٍّ على الفتن، قوي عند أي مواجهة، ومِشْعَلٍ لا ينطفىء نوره، ومنارة يهتدي بها كل من ضلّ الطريق، وأضاع سَمْتَ  حياة العزة والفخار.
نعم.. السوريون، وفي حراكهم في كل ساحة وشارع وقرية، عبّروا عن رفضهم كل أشكال التدخل الخارجي، والاستقواء بالأجنبي، وأجمعوا على سيادة الدولة، والذود عن كرامتها، بعد أن صمدوا وبكل أشكال التضحية والبطولة والفداء، في وجه هذه الحرب الكونية الشرسة التي تشنّها قوى البغي والهيمنة، وتغذيها أموال سوداء، لأنظمة رجعية أشد سواداً.
إن من يتأمل هذه الجموع الحاشدة، التي ترسم بصوت واحد أجمل لوحة وطنية متماسكة، عزّ نظيرها في أي بقعة من بقاع الدنيا، لسوف يدرك  تماماً أن السوريين متمسكون، بصدق وشرف وأمانة، بخط المقاومة الذي لا يقبل المساومة، وأنهم باتوا أكثر قناعة بأهمية الحوار الوطني، والمصالحات الوطنية، لطرد الغرباء ومكافحة الإرهاب.
هو إذاً طريق الخلاص الوطني الذي اختطه السوريون بكل محبة، ومودة، وتعاضد، وثقة متبادلة بين الشعب والجيش، لإعادة سورية الياسمين، والمياه الزرقاء النقيّة، والجبال الشامخة، والسهول المعطاءة، إلى سابق عهدها، رمزاً للأمن والأمان، والتعايش، والمحبة، من خلال التكاتف، والتعاون، والوحدة الوطنية بين جميع أبناء الوطن، لاعتماد الحوار فيما بينهم كطريق وحيد لإنهاء الأزمة، وصولاً إلى المصالحة الوطنية الكبرى.
وما تشهده سورية حالياً من مصالحات وطنية، على مستوى الأحياء والمناطق، يعبّر عن حرص الجميع على إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة، لأن سورية، أولاً وأخيراً، لا تستحق إلا ورود الربيع الحقيقي الأخضر، وليس الربيع المزعوم، المستورد بعلب الحقد والكراهية.

محمد الآغا