اقتصاد

“العليقة وقت الغارة خسارة”!؟ بعد عقود من التهرب.. التراكم الضريبي الآن يبحث.. وغداً أمر!!

يتساءل المختصون وحتى البسطاء على حدّ سواء، وهم متعجبون يستنكرون، حين يسمعون مسؤولاً في وزارة ماليتنا وهيئة الضرائب والرسوم، وخاصة ممن تربع وعلى مدار سنوات طويلة في منصب ما أطلق عليه من تسميات مختلفة، كالتكليف الضريبي وضرائب الدخل وكبار المكلفين وغير ذلك من تسميات المعالجة للتهرب الضريبي، وكلها كانت تصبّ ولا تزال تصب ولا ندري في أي نهر أو بحر؟!.
يتساءلون حين يسمعون معاون وزير المالية لشؤون الإيرادات يقول مؤكداً: إن التراكم الضريبي الذي تعاني منه الدوائر المالية يمثّل أكبر عائق أمام الإصلاح الضريبي، ويردف تأكيده بأن هذا يفرض عليهم إيجاد صيغة محدّدة للتخلص من هذا التراكم!.
والأنكى الاعتراف بكل محاولات وزارة المالية السابقة والتي باءت كلها بالفشل في إنهاء التراكم الضريبي، وطبعاً لم يفت المعترفين تدوير زوايا الأسباب والحجج والمبررات المانعة من تحقيق ذلك، حتى تذكروا إعادة تدوير الأسطوانة المشروخة، “كاشفين” ويا له من كشف، أن وزارتهم أي المالية تبحث –ولتضعوا تحت تبحث الخطوط التي تشتهونها- حالياً في صيغة لإنجاز هذا التراكم من خلال صك تشريعي يتضمّن التسوية مع المكلفين وفق صيغة متوازنة تحفظ حق الخزينة والمكلف على حدّ سواء.
والمفارقة المضحكة المبكية، أنهم وقبل إنجاز ما يبحثون فيه، ويؤكدون أن لا بد منه، مازالوا يستخدمون السين والسوف للأهم مما يجب التفرغ له!!.
بدورنا، ولا نعلم حقيقة ونحن نقرأ تلك التصريحات، كيف (نطَّت) إلى ذاكرتنا قضية المخططات التنظيمية التي غُيّبت على مدار عقود، لتكون النتيجة تراكمات من المخالفات وما أدراكم كم حجم “الاستفادات” منها؟!، وما علاقتها بالتراكم الضريبي، لنخلص إلى الترحم على أجدادنا الذين قالوا: “العليقة وقت الغارة خسارة”.. وصح النوم لا مال لكم مال!!.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com