ثقافة

دور وسائل الاتصال الإلكترونية في تشكيل اتجاهات الشباب

يتعاظم دور وسائل الاتصال الالكترونية يوما بعد يوم، حتى أنها أصبحت أحد أهم مصادر المعلومات التي نعتمد عليها لتكوين آرائنا ووجهات نظرنا، فالآنية والسرعة أهم ما يميز هذه الوسائل، ويجعلها تتفوق على مثيلاتها، وبات وجودها واقعاً لابد من معرفة كيفية التعامل معه.. وقد أجريت مجموعة أبحاث لدراسة تأثير دور هذه الوسائل، ومؤخراً، وضمن أبحاث المركز الوطني للبحوث والدراسات الشبابية المستمرة، تم تناول “دور وسائل الاتصال الاجتماعي الإلكترونية في تشكيل اتجاهات الشباب السوري نحو الأزمة” وقد تحدث الدكتور شاهر الشاهر، مدير المركز في محاضرته التي ألقاها في كلية الآداب، عن هذا البحث، وابتدأ حديثه بالإشارة إلى أن هذا البحث هو آخر دراسة قدمها المركز الذي تأسس عام 2004 ويتبع لمنظمة شبيبة الثورة، ويقوم بإصدار العديد من الدراسات والبحوث الميدانية الشبابية، وله هيئة علمية، وأخرى استشارية، كما كان هناك توجه لتضم مجموعة من الشباب، وألا تقتصر على أساتذة الجامعة فقط، حيث يتم توجيه أسئلة مستمرة للشباب، ونسعى لأن يكون المركز هيئة بحثية مستقلة.

دور مواقع التواصل الاجتماعي
وعن ضرورات إجراء بحوث حول دور وسائل الاتصال أوضح د.الشاهر أن مواقع التواصل الاجتماعي الالكتروني أسهمت في رسم معالم كثير من الأحداث التي شهدتها بعض البلدان العربية.. أما في حالة الأزمة السورية فمازالت الدراسات تبحث في تأثيرها، وقد ظهرت مجموعة تساؤلات: هل كان هناك دور لهذه المواقع، وما طبيعة هذا الدور، وما هي الشريحة الأكثر تأثراً؟..
لذا قمنا بإجراء بحث ميداني لرصد هذا التأثير، وصممنا استمارة علمية محكمة، وكان عدد الاستمارات الموزعة حوالي 5 آلاف استمارة على 10 محافظات، باستثناء محافظة درعا والمحافظات الشرقية، لصعوبة الوصول إليها.
ويسـعى البحث لتحقيــــق مجموعــــة من الأهداف لخّصها د .الشاهر بـ : تقصي دور وسائل الاتصال في تشكيل رأي الشباب نحو الأزمة، والتعرف على أبعاد وأهداف وفلسفة وسائل الاتصال، وأثر التغيرات العالمية والمتسارعة على طبيعة العلاقات، والفروق بين استجابات الشباب فيما يتعلق بتشكيل الرأي العام نحو الأزمة.. وأوضح د. الشاهر أن أهمية البحث تتجلى في أهمية ودور هذه الوسائل في تشكيل الاتجاهات، وفي تحسين الوعي السياسي، وقدرته على وضع الحلول.

الفيسبوك لدى السوريين
يشكل الانترنت المصدر الأول للمعلومات لدى شريحة الشباب، هذا ما أكدته نتائج البحث، حيث أشار د. الشاهر إلى أنه عندما تم توجيه سؤال للشباب السوري عن مصدر معلوماتهم، ووجد أن الانترنت يشكل 53 % من مصادر معلومات الشباب السوري، لذا عندما أخاطب الشباب يجب أن أقوم بالتواصل معه عن طريق وسائل الاتصال الالكترونية، بينما لاحظنا تراجع دور الأسرة بشكل كبير كما وجدنا أن 98% من الشباب يتصفح الانترنت، وأن الفيسبوك هو الموقع الأول الذي يستخدمه السوريون، بينما جاء اليوتيوب في الموقع الثاني والتويتر جاء ثالثاً.. وأضاف د. الشاهر: هناك حوالي 30% من الشباب يدخل المواقع باسم مستعار و60% منهم يدخل باسمه الحقيقي، وهذا له مدلولات إيجابية كبيرة.
الشريحة العمرية الأصغر الأكثر تأثراً
وهناك فروق واضحة في طبيعة استخدام الشباب السوري للانترنت، وتُعْزَا هذه الفروق لمجموعة متغيرات: كالعمر والجنس والتعليم والمستوى الاجتماعي والاقتصادي..
وقد أوضح د. الشاهر أن الذكور يستخدمون الانترنت بنسبة أكبر من الإناث، ويعود ذلك إلى نمط الحياة الاجتماعية في الأسرة العربية التي تجعل العبء على الفتاة، مما يجعل مساحة الفراغ والوقت لدى الذكور أكبر، كما أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي كان تأثير وسائل الاتصال أقل في تشكيل الرأي العام، وامتلك الشاب القدرة على التعاطي مع الصفحات التي تطرح موضوعات لها علاقة بالحراك السياسي، وكلما كانت الشريحة العمرية أصغر زاد تأثرها بوسائل الاتصال.. وللمستوى الاقتصادي تأثير واضح، فالعاطل عن العمل لا يستطيع تأمين تكاليف الاتصال بالانترنت.
وأبدى د. الشاهر تفاؤله من كون نتائج البحث أكدت أنه على الرغم من كون 67% من الشباب السوري يزور ويطلع على صفحات المعارضة، إلا أنه لا يثق بها، ولاسيما ان 48% من الشباب رؤوا أن الانترنت أسهم في زيادة الأزمة.
وحول الخطوات التي يقترحها الشباب لحل الأزمة أشار د .الشاهر أن الحل الوطني احتل المرتبة الأولى بالإضافة إلى مجموعة اقتراحات أخرى كإعادة الإعمار، والحل السياسي، وزيادة مفهوم المواطنة، والاهتمام بدور الإعلام في حل الأزمة.
لوردا فوزي