ثقافة

التواصل مع أنماط الشخصية المختلفة

لم يتوحد جميع الحضور في نمط شخصية واحد فلكل منهم نمطه الخاص به، ولكن أصبح  كل منهم  يميز بين الأنماط المختلفة للشخصيات، ويعرف كيفية التعامل معها، وينسجم مع تصرفاتها ويبرر ردات فعلها، فمن أجل حياة اجتماعية صحية لابد من التعرف على الذات وعلى الآخر، وذلك وسط الجو التفاعلي الذي أشاعه الدكتور وائل الحسن “مدرب معتمد في مجال التنمية البشرية” في محاضرته “أنماط الشخصية الحديثة” التي ألقاها في ثقافي أبو رمانة، وقد ابتدأها بالإشارة إلى مصطلح التنمية البشرية، وهو موجود منذ الحرب العالمية الثانية، فبعدما خرجت بعض الدول المشاركة فيها خاسرة ترسخت أهمية هذا المفهوم، وانطلقت التجربة الأولى في ألمانيا، ونحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى التنمية البشرية لإعادة بناء الإنسان، وإعادة التأهيل من خلال استثمار الوقت، والتواصل والتوجيه والتخطيط والتقييم، وخصوصاً أن جميع ما يحققه الإنسان يعتمد على نفسه وليس على المحيط.

معرفة مواطن القوة
وبما أن كل شخصية مميزة عن الأخرى، ولها طابعها الخاص، نوه الحسن إلى وجود أربعة أنماط مختلفة للشخصية، وركز على أهمية التوصل إلى معرفة الفروق والاختلافات بين  هذه الأنماط، وكيفيه التعامل معها، وغالباً نحن نتعامل مع الآخرين حسب شخصياتنا، ونتجاهل كيف يفكر الآخرون، ونعمل من انطلاق وجهات نظرنا، ونتجاهل الشخص الآخر..
وهناك مجموعة فوائد لمعرفة نمط الشخصية –حسب ما أشار إليه الحسن- أهمها معرفة مواطن القوة في نفسك، وتعزيزها، ومواطن الضعف فيها وتقويتها، وكيفية التعامل مع الناس بناء على شخصياتهم، والتقييم السديد للأشخاص، وبالتالي يمكن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وامتلاك القدرة على تغيير القناعات، وإيصال المفاهيم، ومعرفة نقاط القوة والضعف لدى الآخرين من خلال أنماطهم، ومعرفة أفضل طرق التأثير عليهم، واكتساب القدرة على توظيف المهارات والمواهب في تحقيق النجاح، وتكوين فرق العمل الناجحة المؤثرة.

أنماط الشخصية
وذكر الحسن أن أنماط الشخصية هي أربعة: التحليلي والبصري والحسي والعاطفي، ولكل منها صفاته الخاصة وطريقة تعامل محددة، فالشخص التحليلي يعتمد على الإقناع والتحكم، ويجب أن تركز معه على قوة الفكرة والإصرار على تنفيذها، أما البصري فيهتم بالتفاصيل والجزئيات ويحتاج إلى أرقام واقعية وأدلة منطقية بعيداً عن التوقعات وفق طريقة محددة  وخطة واضحة، أما الحسي فيحتاج إلى مقدار من الحرية والإطراء والثناء والإثارة والمغامرة، وأخيراً فإن العاطفي تستطيع التعامل معه من خلال تقديم بعض الخدمات له.
وانعكس التطور الحاصل في المجتمعات على أنماط الشخصية فانصهرت الأنماط الأربعة المختلفة لخلق نمط مركب جديد أطلق عليه الحسن اسم “الديجتال” وهو عبارة عن الأنماط  الأربعة مجتمعة  لتشكل نمط الشخصية الحديثة، فجميعنا اليوم يملك الأربع شخصيات، ولكن بنسب متفاوتة، ويطغى أحد هذه الأنماط على الآخر تبعاً للموقف، وقد تم البدء بالعمل على دمج الأنماط منذ حوالي 10 سنوات.

طريقة جديدة في التواصل
وأضاف الحسن: نحن اليوم لا نتقبل بعض الأشياء لأنها تخاطب نمطاً واحداً فينا ولا تخاطب شخصية “الديجتال”، فأنا يجب ألا أسمع الشخص فقط، بل أن أراه وأشعر به وأتفاعل معه، فالديجتال فرضت طريقة جديدة في التواصل، حتى أن الأفلام والألعاب أصبحت تتوجه لهذه الشخصية فوجدت الألعاب والأفلام ثلاثية الأبعاد.
ولفت الحسن إلى ما يسمى بالوصايا العشر لبناء العلاقات الإيجابية وهي: توجيه التحية للأشخاص، فليس هناك أجمل من تحية طيبة إلى شخص، والابتسامة، ومخاطبة الأشخاص بأسمائهم، فأجمل موسيقى يسمعها الشخص هو اسمه يردد من شخص غريب، وأن تكون ودوداً وكريماً بالثناء على الآخرين، وحذراً بالانتقادات، وتهتم بالآخرين وتساعدهم وتراعي مشاعرهم، والتركيز على إضافة جرعة من حس الدعابة، وقليل من الصبر وكثير من الإنسانية لتحقيق إنجازات كبيرة. ورأى الحسن أن الجميع اليوم يركز على علم المستقبليات، وهو علم يهتم بصناعة المستقبل، ويعلمنا كيف نصنعه بيدينا، عن طريق ما يسمى بناء المستقبل، فليس هناك شيء عبثي بل كل شيء هو نتيجة تراكمية، وهو علم عادة ما ننساه في حياتنا الشخصية، ونركز عليه فقط في حياتنا المهنية.. وأشار أيضاً إلى أنه مع واقع الالكترونيات الجديد أصبح من الممكن للشخص أن يملك شخصيتين، إحداهما الكترونية والأخرى واقعية، ومع وجود بعض السلبيات لهذا التواصل، إلا أنه لابد من القول إن هناك أشخاصاً حققوا نتائج إيجابية من خلال التواصل الالكتروني.
لورا فوزي