ثقافة

في ملتقى خالد بكداش الثقافي: الجبهة الثقافية أساسية في تعزيز صمود سورية

تعزيزاً لصمود سورية في وجه المؤامرة الكبرى، وفي حربها الدائرة اليوم، وفي ظل أزمتها الحالية، انطلقت فعاليات ملتقى خالد بكداش الثقافيّ الذي اعتاد أن يقيمه اتحاد الشبيبة الشيوعية السورية شبيبة خالد بكداش سنوياً، وقد أكد أسامة الماغوط أمين اللجنة التنفيذية للاتحاد في تصريحه لـ “البعث” أن الاتحاد اعتاد أن يقيم هذا الملتقى دعماً للثقافة الوطنية، ويقيمه اليوم وهو أكثر إدراكاً لأهميته في هذه المرحلة بالذات، على اعتبار أن الجبهة الثقافية هي جبهة أساسية في تعزيز صمود سورية في وجه المؤامرة التي تستهدفها شعباً وثقافة وحضارة، مبيناً أنه يجب على المثقفين أن يقوموا بدورهم في هذه المرحلة من خلال الإنتاج الأدبي الصادق والملتصق بالجماهير وتطلعاتهم، وأن  كل فعالية اليوم في الشأن الثقافي هي مساهمة في تعزيز الصمود السوريّ .

حالة من الصمود
وبيّن سنان عابد سكرتير فرع دمشق وريفها للاتحاد أن استمرار الحياة الثقافية يشكل حالة من حالات الصمود والتصدي للمؤامرة التي تحاك ضد بلدنا، مبيناً أنه من رحم المعاناة تولد الكلمة لتكبر وتصبح قوة لها وقعها، فدور الفن والأدب لا يقل أهمية عن أي عامل آخر، وأن الفنان والأديب الحقيقيّ يجب أن يهتم بمصير أرضه وشعبه، وبالتالي فإن التحديات التي تواجه وطننا كبيرة وتتطلب منا كل من موقعه العمل بلا كلل أو ملل لتبقى سورية شامخة.
في حين أشار إدريس مراد المنسق العام للملتقى أن الجميع  كان حريصاً على أن يقام الملتقى بعد غيابه لدورتين، إدراكاً منهم لأهمية مثل هذه الفعاليات الوطنية في الظرف الحالي، ولأهميته على الساحة الثقافية السورية، منوهاً إلى أن الملتقى كما في الدورات السابقة عمد إلى تنويع أنشطته ما بين الموسيقا والغناء والقصة والشعر، والتي شاركت فيها شخصيات فنية وثقافية هامة، إلى جانب تكريم الملتقى لعدد من الشخصيات الثقافية التي أثرت حياتنا الثقافية لجهودها ونتاجها كالكاتب المسرحي جوان جان الذي كرّمه الملتقى في يومه الأول.
وختم مراد كلامه مؤكداً أن الطموحات كثيرة لتطوير هذا الملتقى، ولكن الأهم برأيه اليوم أن تعود العافية إلى سورية.

نشاط ثقافي وطني
أما الشاعر سليمان السلمان فعبَّر عن سعادته الكبيرة لمشاركته في هذا الملتقى، لأن فيه تعزيزاً لصمود الوطن بإيصال الكلمة الصادقة المناضلة التي تضع النقطة على الحرف في مسيرة الوطن ونضاله في مواجهة الأعداء ومؤامرات الاستعمار التي تهدف إلى إضعاف سورية والمقاومة، مؤكداً أن شعره في هذا الملتقى ما جاء إلا تعبيراً عن فداحة هذه المؤامرة ومبيناً فيه أن الصمود في الوطن هو الأساس لمواجهة كل اعتداء عليه، وهذا ما عوّدتنا عليه سورية التاريخ والحضارة القادرة دوماً على اجتياز المحن .
واتفق الموسيقي عدنان فتح الله، قائد الفرقة الوطنية للموسيقا العربية الذي افتتح فعاليات اليوم الأول بالعزف على آلة العود وتقديم عدة مقطوعات موسيقية من تأليفه، مع ما قيل سابقاً حول أهمية هذا الملتقى كنشاط ثقافيّ ووطنيّ، مبيناً أن الفنون عامة والموسيقا بشكل خاص كانت رسالتها رسالة محبة وسلام، وبالتالي فإن وجودها في أي نشاط يسهم مساهمة كبيرة في ترميم أرواحنا، وهذا ما نحتاج إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى، وهذا أهم ما يمكن أن يساهم به الموسيقيون السوريون سواء في هذا الملتقى أو في حفلات دار الأوبرا.

ندوة الدراما السورية
وفي ندوة الدراما السورية التي أقيمت ضمن فعاليات الملتقى في يومه الأول، والتي شارك فيها الفنانون حسام الشاه وكفاح الخوص ومؤيد الخراط والكاتب المسرحي جوان جان، وأدارها الإعلامي إدريس مراد، تعددت الآراء ووجهات النظر من قبل المشاركين وكذلك الحضور، حول واقع درامانا السورية، فكفاح الخوص رأى أن الدراما السورية مازالت تحكي بمركزية عن دمشق، وهي لم تلامس حتى الآن الحالة الإنسانية ومازالت بعيدة عن قراءة مجتمعنا السوري، والسبب -برأيه- وجود منتج غير مختص هدفه الربح بالدرجة الأولى، وكاتب غير مختص لا يمكنه الحديث عن جوهر المشكلة.. أما الكاتب جوان جان فقد أسف لأن بعض كتابنا يفتقدون للوعي المطلوب في طرح موضوعاتهم، إلى جانب عدم إدراكهم  بشكل صحيح لتأثيرات ما يطرحونه في كتاباتهم، والدليل أن أعمالاً كثيرة قوبلت بالرفض من قبل الجمهور حين عرضها.
في حين تطرق حسام الشاه إلى مسألة الدوبلاج باعتباره أحد الفنانين المشاركين فيه، مشيراً إلى أنه يفتخر أن الدوبلاج السوري نجح بشكل كبير وهو سيستمر في الدوبلاج بلهجته السورية مهما اختلفت جنسية الأعمال، مستغرباً الهجوم الذي شُنَّ على من يعمل في دبلجة الأعمال التركية، مبيناً أن هذه الأعمال أصبح لها سوق كبيرة بفضل اللهجة السورية.. في الوقت الذي أكد فيه مؤيد الخراط أن مشاركة الفنانين السوريين في دوبلاج الأعمال التركية أساسه ماديّ بحت، وهذا ما يفسر أن عدداً كبيراً من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية الذين لا يعملون لا في التلفزيون ولا في المسرح هم يعملون في الدوبلاج الذي أصبح مورد رزقهم الوحيد.
واختتمت فعاليات اليوم الأول من الملتقى بوصلة غنائية فراتية أداها الفنان عبد الوهاب الفراتي.
وبحضور شبابي كبير ولافت لاحظه كل من حضر  ملتقى خالد بكداش الثقافي، الذي تابع فعالياته لليوم الثاني وجاء ملوناً بالشعر والقصة والأغنية، أعربت الفنانة شذا الحايك عن سعادتها بالمشاركة في الملتقى بقولها: أسعى دائماً ألا تقتصر مشاركاتي على مسرح دار الأوبرا فقط بل أن تكون على جميع المسارح الأخرى على امتداد بلدي سورية أينما وجدت. وأضافت الحايك: ما يميز مشاركتي اليوم هو الحضور الشبابي الكبير في الملتقى بما يمثله من طموح ونشاط وأمل، مما يعني تفاعلاً كبيراً بيني وبين الجمهور.. وعما ستقدمه في الملتقى قالت الحايك: أنا عادة أقدم الأغنيات الطربية لكنني اخترت اليوم، كون أغلب الجمهور من الشباب، شيئاً من الخفيف، السهل الممتنع ومن ذلك باقة من أغنيات السيدة فيروز: “يا جبل اللي بعيد، سألوني الناس، حبيتك تنسيت النوم…” وسأغني بعض الأغنيات من التراث الشامي، وهناك أغنية طربية يحبها الجيل الحالي “يا مسافر وحدك” للموسيقار محمد عبد الوهاب، والختام سيكون مع “أغنية حلوة يا بلدي”.

تقديم الوجه الحضاري
كما شاركت في الملتقى فرقة نيسان من الشبيبة الشيوعية السورية، وهم عبارة عن مجموعة هواة يسعون لإعادة أمجاد فرقة نيسان التي كانت قديماً، وقد حدثنا وسام كحل أحد أعضاء الفرقة، وهو طالب في كلية الطب البشري، عن  أهمية مشاركة الفرقة بقوله: نسعى دائماً لتقديم مضمون له علاقة بفكرنا كاتحاد شبيبة شيوعية، ونختار ما هو تقدمي ووطني، ويعبّر عن الوجه الحضاري للحزب والوطن، كما أعرب كحل عن سعادته بكثافة الحضور في الملتقى والذي غلب عليه جيل الشباب، وهذا دليل على أن الشباب السوري مستمع وذواق للإبداع.
بدورها رأت نيرمين داؤد، خريجة تجارة واقتصاد ومغنية في الفرقة، أن الفعاليات الثقافية شديدة الأهمية في الظروف التي تمر بها بلدنا.. وأضافت: نحن سعداء بإقامة الملتقى، ونسعى لتوعية شريحة الشباب من خلال المواد التي نقدمها، ونحرص أن تعبر عن الوجه الحضاري والتقدمي لبلدنا.
وقدم الفنانون: فنر العبد الله، وشكري سوباري عدداً من المعزوفات المنفردة ضمن الملتقى.. وكان للشعر والقصة والخاطرة حضورهم، حيث استمع الحضور لعدد من القصائد والقصص قدمها كل من: علي الدندح- – سلام التركماني– تغريد المفلح– غادة فطوم– الفنان كفاح الخوص.. كما تم تكريم عدد من الشخصيات الفنية والأدبية التي كان لها حضورها في إغناء المشهد الثقافي السوري بإبداعاتها، ومن المكرمين الإعلامي: إدريس مراد– الفنان نزيه أسعد– الفنان ميساك باغبودريان– الإعلامي وليد معماري .

أمينة عباس- جلال نديم صالح