ثقافة

انحناءة للمسرحي الجنوب أفريقي الكبير بريت بيلي

بريت بيلي، على أجنحة أنفاس ياسمين المسارح السورية المقاومة، أبعث إليك بانحناءة روحي حين يكون الوقت صباحاً، وعلى خيوط الشفق المنساب متهادياً على رقرقات أمواج الأبيض المتوسط، وهي تخطر متدرجة نحو مبيتها، تحت لحاف الغسق حين يكون النهار قد حمل شمسه يخبئها لإشراقة جديدة، وعلى خفوت بوح الهمسات لعاشِقَين وقد أسبل الليل قناعه على الوجوه الحاسدة الواشية حين تكون قد أزِفَت ساعة السَحر: – بريت بيلي-
رسالتك المسرحية التي اجتازت إلينا الحدود والسدود، والتي نثَرت غيث حبرها على جباهنا المسرحية كما يُنثر رذاذ ندى على خدود أزهار الوجود، فنهضت إليها قلوب المسرحيين الشرفاء تحتضنها كنهوض مشتاق إلى مشتاق: أيها المسرحي الجنوب أفريقي الإنساني الفذ، حين حطت رسالتك المسرحية الكونية رحالها في بلادنا، تدق نواقيسها بآذان هذا العالم الأصم، المنحاز بأغلبيته للشر، رحنا، نحن المسرحيين السوريين المقاومين بكل ما هو مسطور بصدورنا وعقولنا من إبداع مسرحي، نركض بخشبات مسارحنا إلى الساحات، نماهي صيحاتنا بصيحتكم المسرحية المقدامة المدوية: نعم يا سيدي ليس أصعب من أن يغط الضمير البشري في أعمق سباته، والظلام يحز أعناق النور بعين الشمس، فهكذا أحالته الأنظمة الفاشية هذا العصر إلى مقبرة لا أحياء تدب فيها سوى عقارب القهر، وأفاعي الاستبداد تنفث سمومها بأجساد المستلبين الجياع.
سيدي وأستاذي -بريت بيلي- أيها المجبول من طين عظمة شعبك الجنوب أفريقي، ومن ماء أعين /مانديلا/، القائد الإنساني العظيم، أعلمك كمسرحي سوري مقاوم، شرفني زملائي، مسرحيو الجنوب السوري المقاوم باختياري لإلقاء رسالتكم المسرحية العالمية في عيدنا، يوم المسرح العالمي، آثرت وزملائي أن نحيد عما درج من تقاليد بقراءة مثل هذه التحفة المكتوبة ببديع الفكر ونقاء السريرة، آثرنا أن أجسدها كممثل مسرحي على الخشبة تمثيلاً لأزرع روحي في أعمق ترابها الدرامي، نعم هكذا يا سيدي كنا معاً أنت وأنا على الخشبة نناهض المظالم القمعية، والرأسمالية المفترسة، بكيت معك، وضحكت، وتخيلت، وتأملت كما شاءت رائعتك لي أن أفعل، نعم يا صديقي الإنساني المبدع، بريت بيلي، حان الوقت لأخبرك أن قطعاناً من الذئاب كونتهم الامبريالية الصهيوأمريكية من نطف كل نفايات المغائر الحجرية، تسللوا إلى وطننا ينهشون لحوم أطفالنا، ويسبون نساءنا، ويحيلون ما أنجزناه من حضارة إنسانية عبر عشرة آلاف سنة، أحالوها إلى قاع صفصف، أنشبوا مخالبهم التكفيرية الظلامية بكبد أول أبجدية في التاريخ البشري، أبجديتنا السورية التليدة، وكديدان المستنقعات تغلغلوا بين أهداب أعيننا الحالمة المحبة لكل جمال، وصدور أمهاتنا اللواتي أرضعننا نسوغ عشق الوطن والسلام، هكذا قذفتهم أفواه أسيادهم، حكام واشنطن المتغطرسة، ومن الغرب الرأسمالي المقيت، مع بصاقها، أولئك الذين ما كانوا إلا مسودات بدائية في عصور ما قبل التدوين في أوراق دفاتر الإنسانية.
صديقي ورفيقي بريت بيلي، أيها الشجاع العذب الأخاذ، قبل أن أنهي انحناءاتي لقامتك المسرحية الشامخة، أعلمك أن شعبي السوري العظيم، وبقبضة جيشه المقاوم الأسطوري يطاردان فلولهم الهاربة كما تهرب أسراب الذباب عندما تهب الريح بصرصرها، ويدكان جحورهم على أقمال ذقونهم، أطمئنك سيدي، سوريتي تصنع انتصاراتها عند كل نائبة كعادتها، ولن تركع.. بريت بيلي، من على خشبتي المسرحية السورية الجنوبية الأشمية المقاومة، أرفع لك قبعتي وأحيي منحنياً.
مشهور خيزران –  مسرحي سوري