الصفحة الاولى

يستعد لرئاسة تركيا بصلاحيات ديكتاتور المعارضة: أردوغان حوّل تركيا الى دولة استخباراتية

لم يخف رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي الذي يهيمن على السياسة في تركيا لأكثر من عشر سنوات طموحه في الترشح للرئاسة، فالاقتراع السري الذي أُجري لغالبية النواب في حزب العدالة والتنمية أمس يفضح خبث طموحاته، حيث تمّ التصويت لصالح ترشحه في أول انتخابات رئاسية مباشرة في البلاد في آب.
وقال مساعدون لأردوغان: إن الاقتراع كان بمثابة اختبار غير رسمي لمستوى التأييد داخل الحزب لترشحه للرئاسة، وهو الإجراء الذي قد يعني تخليه عن رئاسة الحزب، وأضافوا: إن عزمه على مواصلة المواجهة مع حليفه السابق رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة قد يجعله يقرر الاستمرار في منصبه رئيساً للوزراء لولاية رابعة ولهذا المنصب سلطات أقوى في الوقت الراهن.
وانتقد زعيما الحزبين المعارضين الكبيرين في تركيا أردوغان بتحويل البلاد إلى دولة استخباراتية عن طريق مشروع القانون الذي يمنح صلاحيات خطيرة لجهاز المخابرات التركي (إم. آي. تي) والذي يحوي مواد ستسبب معضلات كبيرة.
وذكر دولت بهتشلي زعيم حزب الحركة القومية، في خطاب له أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه أن رئيس الوزراء يجر تركيا إلى أن تصبح دولة مخابراتية، بل يتخذ إجراءات لحماية نفسه والتغطية على الجرائم التي ارتكبها جهاز المخابرات.
وكانت الصحف والمواقع الإخبارية التركية نقلت عن بهتشلي قوله: إن مشروع القانون الجديد مليء بالمشاكل برمته، حيث يسعى رئيس الوزراء إلى السيطرة على تركيا عن طريق جهاز المخابرات لأنه بهذا الشكل سيتجسس على الجميع ويحتفظ بملفات للجميع.
يشار إلى أن مشروع القانون الخاص بمنح صلاحيات لجهاز المخابرات التركي لا يزال قيد النقاش بالبرلمان، حيث يسعى حزب العدالة والتنمية الحاكم لتمرير المشروع هذا الأسبوع، وسط اعتراضات قوية من أحزاب المعارضة، وخاصة حزب الشعب الجمهوري الذي قال: إنه سيطعن في القانون أمام المحكمة الدستورية بالبلاد ليطالب بإلغائه.
وشن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليشدار أوغلو انتقادات لاذعة ضد حكومة أردوغان بسبب سياساته الاستبدادية المتزايدة يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن الانتخابات ليست كل شيء في الديمقراطيات، فأدولف هتلر وبينيتو موسوليني جاءا إلى السلطة بعد فوزهما في الانتخابات ولكن بعد فترة بدأ كل منهما يرى نفسه على أنه هو الدولة، لذا فإن سيادة القانون هي الأكثر أهمية.
في الأثناء، حذر أندريه بكلانوف نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس من أن مشاركة بعض الدول في تقسيم بلدان أخرى تعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية، في إشارة للدور التركي المشبوه في الأزمة في سورية، فيما قال غيرمان عنانيان نائب رئيس اتحاد الجاليات الأرمنية في روسيا الاتحادية: “إن حقيقة تسلل المسلحين المتطرفين من الأراضي التركية مخترقين الحدود السورية باتجاه بلدة كسب يدل قطعاً على أن تركيا شاركت بشكل مباشر في ارتكاب الأعمال الإرهابية في تلك المنطقة حيث جرى نهب وسرقة ممتلكات سكان البلدة الذين تمكنوا من النزوح وقتل كل من بقي يدافع عن البلدة، وأضاف: إننا ندين هذه الاعتداءات ونشجب تلك التصرفات الإجرامية في إعدام الأسرى المكبلين بغض النظر عمن هم وما هي انتماءاتهم الإثنية أو المذهبية مسلمين كانوا أم مسيحيين فإن هذه العمليات الإرهابية تدل على حقد المجموعات الإرهابية المتطرفة السادي تجاه الغير.
واستنكر عنانيان بشدة تصرفات الحكومة التركية التي تدعم جرائم المتطرفين الإرهابيين بهدف تحسين المواقع الاستراتيجية العسكرية لتركيا وتحسين وضعها الاقتصادي، مؤكداً ثقته التامة بأن الحكومة التركية تقوم بدعم المجموعات الإرهابية.