ثقافة

“السيت كوم” بديل عن الأعمال الطويلة في الظروف الصعبة

تعددت أنواع الدراما، فظهرت أشكال جديدة للمسلسلات، ومن بينها “السيت كوم” التي  جذبت عدداً كبيراً من الفنانين بعد تخوف المنتجين من تقديم مسلسلات طويلة بسبب ظروف البلاد الاقتصادية والسياسية المضطربة وخشية صعوبة تسويق هذه الأعمال. في الماضي كان الاعتقاد بأن أعمال الـ”سيت كوم” تتضمن إيحاءات قللت من نسبة إنتاجها وعرضها، لكن هذا التفكير لم يعد سائداً اليوم، فقد تمكن “السيت كوم” من حجز مكانه في جدول مواعيد المشاهدين، ومن المتوقع أن تزيد عدد التجارب المقدمة من هذه الأعمال التي تعد حلقاتها من النوع المنفصل- المتصل، وتعتمد في الأساس على الضحك من خلال وجود أبطال ثابتين وضيوف للعمل ضمن فترة زمنية قصيرة.

بداية “السيت كوم”
حققت مسلسلات “السيت كوم” انتشاراً كبيراً، وظهرت حلقاته في سورية عبر سلسلة “عائلة النجوم” التي تعتبر الأشهر في الخط الدرامي، وها هو الموسم الدرامي الحالي يشهد لجوء بعض الفنانين إلى “السيت كوم” نظراً للأزمة الراهنة التي يعانيها الإنتاج كون المسلسل يحتاج إلى موازنة أقل من المسلسلات الدرامية الطويلة، خاصة بعد أن نال جانباً من النجاح في بعض ما قُدم على الشاشة، لذلك قرر عدد من المنتجين خوض هذه التجربة من خلال هذا النوع من المسلسلات كوسيلة لمواجهة الأزمة الإنتاجية الحالية، حيث تكون تكلفة إنتاج ”السيت كوم” أقل كثيراً مقارنة بالمسلسلات الدرامية الطويلة، بالإضافة إلى أنها لا تحتاج لبناء ديكورات ضخمة أو كثيرة فهي تعتمد على مكان واحد لجميع الحلقات.

سهل وسريع
في الواقع، تشكل “السيت كوم” فاصلاً سريعاً بين البرامج الجادة التي تقدم على شاشة الفضائيات المختلفة فهي تنتزع الضحكة والابتسامة من المشاهدين، وهذا ما يجعلها لا تشكل عائقاً لمنتجيها وخاصة بعد أن حققت انتشاراً واسعاً حينما اعتقد بعض المنتجين أنها سهلة وسريعة وممكن إنجازها دون مجهود، ويمكن بيعها في أي توقيت من العام.

أقل تكلفة
تمكنت بعض أعمال “السيت كوم” التي قدمت في الآونة الأخيرة تحقيق النجاح للظروف الإنتاجية المناسبة التي تقدم بها، فهي لا تحتاج إلى الكثير من مواقع التصوير التي تستنزف من ميزانية الإنتاج عادة، إلى جانب أن هذه الحلقات يمكنها استضافة مجموعة من النجوم المحببين للجمهور وبالتالي يشكل هذا عاملاً من عوامل الجذب لمتابعة الحلقات، فيمكن القول إن شركة الإنتاج هي صاحبة القرار في عرض السيت كوم، وهذا ما حدث مع المخرج وسيم السيد الذي انتهى مؤخراً من تصوير عمله “السيت كوم” الجديد “نيولوك” فيقول السيد:
في الواقع لم يكن عمل “السيت كوم” من اختياري، بل من اختيار شركة الإنتاج لأنها ترى أن البلد في وضع لا يسمح بالتنقلات الكثيرة فهناك صعوبة كبيرة تخص هذا المجال، وبالتالي هذه الصعوبة تفرض هذا النوع من الأعمال، بالإضافة إلى أنها أقل من تكاليف مسلسل طويل، ففي “السيت كوم” يكون عدد الشخصيات والضيوف محدوداً جداً على عكس العمل الكامل بالإضافة إلى الزمن القصير الذي يتم تصوير العمل فيه، مع مراعاة موضوع الإضاءة ففي “السيت كوم” تكون إضاءة واحدة أما في العمل الكامل يحتاج الأمر إلى إضاءة ليلية ونهارية وخارجية وداخلية والتنقل في الشوارع بالإضافة إلى تعدد الأمكنة، أنا قمت بهذا العمل بقرار من شركة الإنتاج فهي التي اختارتني، وأحياناً هناك “سيت كوم” تكون كلفته الإنتاجية كبيرة، وذلك يعتمد على الضيوف وحسب نوعية الانتقال.
صعوبات أخرى
وميزة السيت كوم أن الشخصيات الأساسية تكون قليلة وتحدث حالة انسجامية بينها وهذا يدعم الروح الواحدة وينتج تفاعلاً بين الممثلين وتصبح العلاقة أقوى، ولكن رغم سهولة هذا النوع من الأعمال إلا أن هناك الكثير من الصعوبات التي تعترض مخرج هذه الأعمال فـ “السيت كوم” تتعب المخرج كثيراً في البحث عن مكان تصوير واحد يكون مناسباً لظروف العمل، لأنه يتطلب تقسيم هذا المكان إلى عدة زوايا لكي لا يصل المشاهد إلى مرحلة الملل في المتابعة وبالفعل أبدع المخرج وسيم السيد في هذا المجال فيقول:
يتطلب “السيت كوم” التفرغ الكامل، فهو ضمن مكان واحد ولكن يجب التنويع فيه دون أن يتعرض المشاهد للملل، فيجب على المخرج نقله ضمن هذا الحيز دون أن يشعر بالملل. في هذه الظروف الراهنة وجدت صعوبة كبيرة في إيجاد مكان لعمل “نيولوك” فكنت أبحث عن صالون كبير للحلاقة النسائية، ولم أجد المكان إلا في ضواحي دمشق، وهذا ما عرضني لمشكلة أخرى وهي رفض الممثلين الذهاب إلى مكان معرض للخطر.
جمان بركات