الصفحة الاولىمن الاولى

سباق بين العملية الانتخابية والتفجيرات الإرهابية في العراق

بدأ العراقيون في الخارج التصويت في الانتخابات العراقية، ورغم التهديدات الإرهابية المتواصلة في بغداد وباقي المدن العراقية تستمر المهرجانات الانتخابية استعداداً لموعد الاستحقاق في الثلاثين من الشهر الجاري ويسبقه الاثنين تصويت العسكريين ورجال الأمن.
وتوجه العراقيون المقيمون في الخارج إلى مراكز اقتراع خاصة أقيمت في عدد من البلدان التي يقيمون فيها للإدلاء بأصواتهم لانتخاب مجلس النواب العراقي على مدى يومين قبيل موعد الانتخابات المقررة في العراق في 30 من الشهر الجاري، وقد افتتحت المفوضية 103 مراكز انتخابية بواقع 656 محطة اقتراع، كي يدلي عراقيو الخارج بأصواتهم فيها.
وتوزعت هذه المراكز في عدد من البلدان العربية والأجنبية التي تضم جاليات وتجمعات عراقية كبيرة أمثال الأردن ولبنان والإمارات العربية المتحدة وإيران والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا والسويد والدانمارك والولايات المتحدة الأمريكية.
إنه سباق التوتر في العراق، التوتر الأمني والتوتر ما قبل ممارسة أقدس الحقوق الديمقراطية: حق الانتخاب.
بين تفجير وآخر يسير العراقيون نحو استحقاق نهاية الجاري في انتخابات برلمانية هي الأولى بعد الانسحاب العسكري الأميركي عام ألفين وأحد عشر… آخر التفجيرات دوت في العاصمة بغداد وأسفرت عن سقوط أكثر من مئة بين قتيل وجريح، نيران العنف حملت توقيع “الدولة الإسلامية في العراق والشام” داعش.
موجة العنف تخبو وتشتعل، تتنقل في مختلف المحافظات وأكثرها الأنبار غرب العاصمة، حيث القتال مستعر بين قوات الأمن العراقية ومجموعات مسلحة مدعومة من القاعدة، أحداث أدت الى تشريد أكثر من 140 ألف عراقي من مساكنهم، بحسب وزارة الهجرة والمهجرين العراقية.
وضمن العمليات الواسعة التي تخوضها القوات العراقية ضد جماعات التكفير والإرهاب تمكن، أمس، الجيش العراقي من القضاء على عشرات العناصر مما يسمى تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” الإرهابي وأمير في “القاعدة” إسماعيل العبيدي وألقى القبض على اثنين وثلاثين آخرين، كما ضبط اثنتين وعشرين عربة كانوا يستخدمونها في نينوى والرمادي وبغداد.
يأتي ذلك في وقت نفى فيه مجلس محافظة الأنبار، اقتحام قوات الجيش لمدينة الفلوجة، مؤكداً أن تحريرها من المسلحين سيتم بعد الانتخابات المقبلة، وتابع: إن القوات ستعطي المسلحين مهلة لعشرة أيام بعد الانتخابات، أما الانسحاب أو تسليم نفسهم، وبخلاف ذلك سوف تقوم أفواج الطوارئ من الشرطة المحلية وأبناء العشائر المساندة لها من الفلوجة حصراً، بتحرير المدينة من المسلحين.
وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة فإن العام 2013 شهد مقتل ثمانية آلاف وثمانمئة شخص في أحداث العنف ليصبح العام الماضي أكثر الأعوام دموية في العراق منذ العام 2008 حتى اليوم، لكن الحكومة ماضية في تطبيق خطتها الأمنية وتعد بأمن مستتب عشية الانتخابات.
بعد مرور أربعة أشهر على إعلان رئيس الوزراء العراقي الحرب على الإرهاب يجد العراقيون أنفسهم مدعوين إلى التوجه نحو صناديق الاقتراع لكي يقولوا كلمتهم في معركة ضد أرباب العنف يسميها جنود عراقيون بطيئة وخبيثة.