ثقافة

في اليوم العالمي للكتاب: د. الحلبوني: الكتاب أرقى من المديح.. والقراءة تمنح الإنسان مزيداً من سحر المعرفة

تأتي احتفالية اليوم العالمي للكتاب التي أقامها قسم المكتبات والمعلومات كلية الآداب- جامعة دمشق لتحتفي بخير جليس في الأنام وتذكرنا بضرورة العودة إلى رحلة بلا رحيل ضمن صفحات تسطر تجارب وعلوم ومعارف الآخرين. وقد جاءت الاحتفالية بتوجيه من الهيئة التدريسية في جامعة دمشق وأفكار من طلابها المهتمين، وركزت على جانبين هما: مبادرة إحياء مكتبات دمشق وورشات تكنولوجيا البحث العلمي، وافتتح رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد عامر المارديني بهذه المناسبة المكتبة المركزية ومكتبة الدراسات العليا في كلية الآداب بعد إنجاز أعمال التأهيل والصيانة فيهما التي نفذها طلاب متطوعون من قسم المكتبات والمعلومات في الكلية.
وتحدث د. خالد الحلبوني عميد كلية الآداب بقوله: لست في معرض مدح الكتاب فهو أرقى من المديح وأعلى مقام من الثناء، هو منحة حضارية تضيف حياة أخرى إلى العمر، والعاقل لا تكفيه حياة واحدة لذا يسعى ليستفيد من المعارف والخبرات فالقراءة متعة التجوال في عقول الآخرين.
وأضاف: لاشك أن القراءة تمنح الإنسان مزيداً من سحر المعرفة ونكهة الثقافة فلا يعد من يقرأ مؤلفات شكسبير وأشعار محمود درويش قارئاً ما لم  تتحول تلك القراءة  إلى جمالاً في التفكير وحسن التذوق لما يقرأه الإنسان وهذا ما يدعى بمتعة القراءة وأنا أدعو إلى مزيد من قراءة الكتب قراءة مثمرة هادفة.

عاصمة عالمية للكتاب
من جانبه أوضح د. هيثم محمود رئيس قسم المكتبات والمعلومات أنه تم اختيار تاريخ 23 نيسان من كل عام للاحتفاء باليوم العالمي للكتاب لتوافقه مع ولادة ووفاة عدد من مبدعي العالم الذين رصعت أسماؤهم بحروف من ذهب  فاختارته اليونسكو كتقدير لهم  ولكل من قدم إنتاجه في الحقول المختلفة في تاريخ البشرية ،وكذلك في كل عام تمنح اليونسكو  لقب العاصمة العالمية للكتاب للبلد الذي يتميز ببرامج لتعزيز الكتاب وفي هذا العام تم منح اللقب لمدينة بورت هاركورت في نيجيريا لجودة برنامجها.
وعن الدور الذي تقوم به جامعة دمشق أشار محمود إلى أن جامعة دمشق أولت أهمية خاصة لتطوير البحث العلمي والكتاب الجامعي والعمل على إعادة ألق الكتاب وتوفير الكتب بأسعار رخيصة، مشيراً إلى أن المكتبات تمثل بنكاً للمعلومات يُعتمد عليه في إجراء البحوث والدراسات.

تزايد مصادر المعلومة
وعن أهم التطورات التي شهدها واقع المكتبات وأبرز التغيرات والتحديات أثناء تنفيذ مبادرة إحياء مكتبات دمشق أوضحت الدكتورة عبير عساف المشرفة العامة على المبادرة أنه على الرغم من أن المكتبات  قبل عصر التقنيات كانت تقدم بعض الخدمات الالكترونية لكنها كانت خدمات فرعية لا أكثر، والمكتبة آنذاك لم تكن سوى مخزن لمصادر المعلومات وفي عصر التكنولوجيا فقدت المكتبة مكانتها كمصدر وحيد للمعلومات مع ظهور كل هذه التقنيات وأصبحت مؤسسة خدمات تركز على جودة الخدمات.

مبادرة وطنية
وفيما يخص مبادرة إحياء مكتبات دمشق أشارت عساف إلى أنها مبادرة وطنية تعتمد على الكوادر المحلية والأكاديمية فهي تحت إشراف قسم المكتبات والمعلومات وتطوعية ترحب بكل المتطوعين وتسعى إلى تخريج طلاب ذوي كفاءات عالية وبث روح التعاون وإتاحة الفرصة للطلاب للعمل على تطوير المكتبات وهيكلة إجراءات العمل في المكتبات وتحسين صورة المكتبة للرفع من إمكانياتها وقد تم تقسيم العمل إلى أربع خطوات الخطوة  التنظيمية وإعداد وتأهيل  الطلاب للعمل في المكتبات و توزيع الطلاب على المكتبات والمباشرة بالعمل والخطوة الأخيرة هي  التقييم ومشاريعنا القادمة هي إحياء المستودع الرقمي للجامعة وإنشاء فهرس مكتبات سورية، وتم  خلال الاحتفالية عرض فيلم من إعداد وإخراج الطالب نضال العبد الله يوضح آلية عمل الشباب لتطبيق مبادرة إحياء مكتبات دمشق في مكتبة كلية الآداب حيث تم العمل على الجانب التقني والتنظيمي بالإضافة إلى الاهتمام بهندسة وجمال المكتبة،  كما تم عرض فيلم  “التقنيات الحديثة المستخدمة في المكتبات ومراكز المعلوماتية “للطلاب أحمد المحايري وسارة العظمة وفالنتينا صالح والذي يتحدث عن توظيف جانب من التكنولوجيا لتسهيل قيام المكتبات بأعمالها، كذلك تم تقديم مجموعة من الورشات تساعد في إنجاز حلقات البحث والرسائل الأكاديمية وهي عبارة عن ست برمجيات كتحرير النصوص وإدارة المراجع وغيرها وفي الختام تم توزيع شهادات خبرة على القائمين بهذه المبادرة.
لوردا فوزي