ثقافة

مشروع توثيق التراث اللامادي في سورية خطوة على طريق حماية تراثنا

يوماً بعد يوم تبرز أهمية وضرورة التعاون بين الجهود الحكومية والفعاليات المجتمعية،   وقد أثمر هذا التعاون عن إطلاق مشروع حصر وتوثيق التراث اللامادي في سورية والذي تم برعاية وزارة الثقافة وذلك في خان أسعد باشا وبمناسبة إطلاق المشروع أكدت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح  على أهمية إنجاز المرحلة الأولى والأساسية من إستراتيجية حفظ التراث اللامادي في سورية وصونه ونشر الوعي بأهميته، وهي إستراتيجية تهدف لحماية تراثنا وتنبع من الغيرة عليه والحرص على بقائه حياً في الذاكرة والوجدان كأحد مكونات الهوية الوطنية  وسمة من سمات أصالتها وتميزها، واعتبرت مشوح أن صون تراثنا الذي يمثل إرثنا يتطلب منا تطويره ليغدو أحد روافع التنمية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية معتبرة أن ذلك الإرث ورثناه عن أجدادنا وسنورثه للأجيال القادمة وهو ثروة لا يكتمل صونها إلا برصدها ودراستها وفهم أبعادها الفكرية والجمالية وتطويرها والبناء عليها كي يتسنى لها أن تحفر بصمتها في صرح الحضارة. وعن الجهات التي ساهمت في إنجاز المشروع قالت مشوح: تم حصر 100 عنصر من عناصر التراث اللامادي السوري وهو مشروع قامت به وحدة دعم وتطوير المتاحف الوطنية في المديرية العامة للآثار والمتاحف ونفذته وفق معايير بحث وتوثيق عالمية معتبرة أن التعاون مع الجمعية السورية للثقافة والمعرفة في انجاز المشروع هو تجسيد لتكامل الجهود الحكومية مع جهود المجتمع المدني وروح التعاون المشترك التي تحرص وزارة الثقافة على إزكائها واعتمادها منهج عمل في النهاية توجهت مشوح بالشكر لكل من ساهم في إنجاز المشروع من جهات حكومية ومجتمع أهلي وأثنت على الجهود الاستثنائية التي تقوم بها المديرية العامة للآثار والمتاحف في هذه الأوقات العصيبة في حماية آثارنا ومتاحفنا من التخريب والتهريب واستعادة ما سرق  .
التراث ذاكرة الجماعة وروحها
بدوره تحدث الفنان طلال معلا مدير وحدة دعم وتطوير المتاحف عن التعاون والجهود التي أثمرت بإطلاق موقع تفاعلي للتراث الثقافي السوري مؤكداً أنها المحاولة الأولى لجمع التراث اللامادي ومشدداً على أهمية هذه الخطوة لأن التراث جزء من هوية الشعوب. واعتبر معلا أن الفترة القادمة تتطلب التركيز على أن يكون هناك قوانين وتشريعات تضمن تنفيذ خطوات المشروع معتبراً أن  المسؤولية في هذا مشتركة وتقع على عاتق المؤسسات الرسمية والمجتمعية وكل الشركاء في هذا المجال لأن التراث هو ذاكرة الجماعة وروحها المتحركة وهو يمثل سورية بغناها وتنوعها.

سورية أول دولة انضمت للاتفاقية
ورأى د. نضال حسن أمين اللجنة الوطنية السورية لليونسكو أن مشروع حصر التراث اللامادي في سورية يشكل خطوة أساسية لتطبيق الإستراتيجية الوطنية لحفظ وتوثيق وحماية هذا التراث الإنساني القيم والغني فضلاً عن ضمان انتقاله للأجيال، وتعرّض حسن في كلمته للحديث عن الاتفاقية الخاصة بحماية التراث الثقافي والتي أقرتها اليونسكو وكانت سورية من أولى الدول التي انضمت إلى هذه الاتفاقية لإحاطة الإرادة السياسية السورية بأهمية هذا الأمر كما أكد حسن على أن برامج وخطط اليونسكو المتعاونة مع اللجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة تلقى من الجهات المعنية في سورية كل الاهتمام من ناحية التخطيط والتنفيذ وذلك للقناعة بأهمية التعاون مع هذه المنظمة المتخصصة من جهة وطبيعة البرامج والأنشطة التي تقدمها والتي تنسجم في إطارها العام مع برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية للقطر. وتوجه حسن بالشكر لمديرة اليونسكو ولوزيرة الثقافة د. لبانة مشوح ولكل من ساهم في إنجاز ودعم المشروع .
كما قدم نوار عواد من مجلس إدارة الجمعية السورية للتنمية وهو منسق المشروع عرضاً موجزاً لخطوات المشروع ومراحله وأهميته تلا ذلك مؤتمراً صحفياً تم خلاله الرد على استفسارات الحضور حول المشروع.

جلال نديم صالح