اقتصاد

وزير الاقتصاد يبحث مع الوفد التجاري الهندي سبل وآفاق تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية

دعا وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور خضر أورفلي الشركات والفعاليات الاقتصادية الهندية إلى الاطلاع على واقع الاستثمار والتنمية في سورية والتعاون معها في جميع المجالات ولاسيما القطاع الاقتصادي، لافتاً إلى أن سورية تطمح إلى أن يتم تعزيز العلاقات الاقتصادية مع جمهورية الهند بالشكل الأمثل، ولاسيما أن الخارطة الاستثمارية في سورية هي خارطة واعدة وبالتالي ستكون فرص الاستثمار في سورية كبيرة جداً وعلى كافة الصعد، مبيناً أن تلك الخارطة متفائلة والتشاؤم لن يكون عنواناً لها أبداً.
جاء ذلك خلال استقباله أمس رئيس مجموعة كوزموز الاقتصادية الهندية / أنيل ك.اغروال / والرئيس السابق ومسؤول العلاقات الدولية في غرفة التجارة والصناعة المتحدة الهندية والوفد المرافق، حيث تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز علاقات التعاون مع الشركات الهندية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وآفاقها المستقبلية ومضاعفة التبادل التجاري وخاصة ما يتعلق بمرحلة إعادة الإعمار.
وقدم الوزير أورفلي خلال اللقاء عرضاً شاملاً للواقع الاقتصادي السوري والنجاحات التي تحققها الحكومة بتأمين كافة مستلزمات الأخوة المواطنين من مواد غذائية ودوائية ومشتقات نفطية وغيرها، إضافة لتأمين مستلزمات صناعتنا الوطنية رغم ظروف الحصار الجائر على سورية، مشيراً إلى دور الحكومة واستمرارها بتقديم الدعم اللازم للسلع الأساسية للمواطنين والتي تباع لهم بأسعار مناسبة، فضلاً عن الخدمات المدعومة المقدمة لهم في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والطاقة والنقل وغيرها رغم الظروف الحالية.
وأكد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية أهمية التعاون مع جمهورية الهند الصديقة المعروفة بمواقفها الرائدة مع الدول المناضلة، مشيراً إلى أن هذا اللقاء سيقود إلى المزيد من اللقاءات والاجتماعات البناءة التي ستعزز وتزيد التعاون بين الجانبين، واصفاً علاقات التعاون الاقتصادية بين البلدين بأنها ليست وليدة الأيام الحالية، إنما لها عمق تاريخي وتعود لأكثر من نصف قرن وكانت تشهد دائماً توقيع عدد من الاتفاقيات. فقد تم توقيع بروتوكول تعاون عام 1977 تناول المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والفنية والخدمية والسياحية، كما تم توقيع اتفاق تجاري بين البلدين عام 1978 وآخر لحماية الاستثمارات المتبادلة، واتفاق لمنع الازدواج الضريبي، فضلاً عن الاتفاق الموقع بين اتحاد غرف الصناعة السورية والهندية عام  2010، مشيراً إلى أن جميع هذه الاتفاقيات تشكل أسساً هامة لتعميق العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات بما فيها الاقتصادية والتجارية، مبدياً استعداد الوزارة للاستمرار في التعاون بموجب تلك الاتفاقيات وتفعيلها وتقديم التسهيلات اللازمة للجهات المعنية في الهند لتنشيط عمليتي التصدير والاستيراد بين سورية والهند بكل يسر وسهولة وبما يخدم اقتصادي البلدين.
كما استعرض وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية  إجراءات الوزارة  بخصوص إعادة هيكلة مجالس الأعمال بين سورية والدول الأخرى وخاصة الدول الصديقة بما فيها الهند، حيث تم تشكيل عدة مجالس أعمال، ويتم العمل الآن على تشكيل مجالس أخرى وفق أسس موضوعية، آملاً أن تقوم بقية الدول بتشكيل مجالس الأعمال النظيرة في بلدانها بسبب الدور الكبير الذي يمكن لتلك المجالس أن تضطلع به لتنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية والفنية بين سورية وتلك الدول.
بدوره أكد أنيل ك.اغروال أن الوفد يحمل رسالة من القيادة الهندية والشعب الهندي بأن الهند قيادة وشعباً ستقدم لسورية كل ما تحتاجه وستزيد من تعاونها معها في المجال التجاري والاقتصادي والاستثماري وغيرها من المجالات الأخرى ، مضيفاً بان الوفد يزور سورية حالياً للاطلاع عن قرب على احتياجاتها، واستعداد الهند لزيادة التعاون وتطويره مع الشركات السورية وخصوصاً في مجال إعادة الإعمار والمساهمة في تأهيل البنى التحتية ولاسيما أن الشركات الهندية تمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال.
وأعرب اغروال عن تقديره لصمود الشعب السوري في وجه كل ما يتعرض له، مشيراً إلى أهمية توسيع قاعدة التعاون بين سورية والهند بما يعود بالفائدة على الشعبين. وأشار اغروال إلى أن ما شاهده خلال الزيارة الحالية إلى دمشق من أن الناس في سورية يعيشون حياتهم الطبيعية والوضع فيها طبيعي ينفي الصورة التي كانت تنقلها وسائل الإعلام الغربية عنها.
وناقش الجانبان مواضيع عديدة  لجهة تعزيز التعاون مع الشركات الهندية وخاصة تلك المتعلقة بتقديم  خطوط ائتمانية وإمكانية الاتفاق على معاملة تفضيلية للهند لتنشيط عملية التصدير، فضلاً عن إمكانية الاستفادة من موضوع المقايضة بين البلدين أيضاً.
دمشق- البعث