الصفحة الاولىمن الاولى

مملكة الرمال تدخل موسوعة "غينيس" السعودية الأسوأ في قمع الحريات والحقوق الديمقراطية

لا تكاد توجد مؤسسة أو منظمة دولية تتقصى عن حقوق الإنسان والدفاع عن حرياته، إلا ويكون موضوع الحريات العامة في السعودية في مقدّمة تقاريرها، وطبعاً انتقاداتها، لما لهذه المملكة من ممارسات وانتهاكات في حق مواطنيها، ولا نبالغ إذا قلنا: إن مملكة آل سعود حطمت كل أرقام موسوعة غينيس في تعديها على الحريات؟!.
طبعاً هذا الكلام ليس وليد اللحظة بل منذ تأسيس مملكتهم على يد عبد العزيز بن عبد الرحمن عام 1927 وحتى الوقت الراهن، كما يشير المختصون، ففي بلد يقترب عدد سكانه من الثلاثين مليون نسمة، وبناتج محلي يزيد عن (600) مليار، ما زالت شرائح واسعة من المجتمع تعيش حالة واسعة من الحرمان الاقتصادي والتهميش الفكري والإقصاء عن المناصب والتعيينات الرسمية في دوائر الدولة.
وفي جديد المنظمات الدولية، كشف تقرير أصدرته منظمة فريدوم هاوس المعنية بأبحاث الديمقراطية والحرية السياسية عن احتلال السعودية وتركيا مراتب متقدّمة بين الدول التي تعد الأسوأ في قمع الحريات والحقوق الديمقراطية، وأوضح تقرير المنظمة السنوي لعام 2014 أن 54 دولة أظهرت انخفاضاً عاماً في الحقوق السياسية والحريات المدنية مقارنة بـ 40 دولة أظهرت تحسناً ملحوظاً في هذا المجال، ومن بين البلدان التي شهدت انتكاسات خطيرة في الحقوق الديمقراطية تركيا وأوكرانيا والسعودية.
ووفقاً للتقرير فإن السعودية تعتبر من بين الدول العشر التي حققت أدنى المراتب في الحقوق السياسية والحريات المدنية، مع استمرار سلطات آل سعود تضييقها على المدافعين عن الديمقراطية ومحاولات إسكاتهم من خلال الاعتقالات العشوائية والمحاكمات التي جرت في العام الماضي.
كما تشير العديد من الناشطات والمدافعات عن حقوق المرأة، إلى مدى تخلف النظام في منح حريات للمرأة داخل السعودية، ولاسيما أنها الدولة الوحيدة التي تمنع المرأة من قيادة السيارة، إضافة منع قيامها بأي عمل من دون موافقة أو مرافقة من محرم، كالسفر أو التعيين في الدوائر الرسمية أو إنجاز معاملة ما.
وفي زيارة أوباما الأخيرة إلى السعودية، ضغطت العديد من المنظمات والجهات الداعمة للحريات داخل وخارج السعودية على الولايات المتحدة والرئيس أوباما، من أجل طرح هذه القضية خلال نقاشاته مع الملك، إلا أن التقارير الإعلامية للوفد الصحفي المرافق للرئيس الأمريكي أشارت بعدم تناول هذا الموضوع لحساسيته المفرطة لدى الجانب السعودي، وربما لتخوّفهم من النتائج العكسية لإطلاق الحريات العامة، كما يشير أغلب المحللين، أو كما غمز البعض الآخر لعدم وجود من يجلس مع أوباما هذا الملف الخطير، فإما مريض بالزهايمر أو يحتاج إلى تنفس صناعي أثناء كلامه أو منهمك في ملذاته الشخصية وما أكثرها لدى أمراء مملكة الرمال.