الصفحة الاولىمن الاولى

المحكمة الدستورية العليا تعلن قبول طلبات حجار والنوري والأسد.. والتظلم أمامها خلال ثلاثة أيام السوريون في الداخل والخارج يعبرون عن تأييد الاستحقاق الوطني والايمان بانتصار سورية

يمضي السوريون، وبمختلف شرائحهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية، بخطى واثقة، رغم كل الضغوط ومحاولات الترهيب، نحو إنجاز الاستحقاق الوطني الأهم في تاريخهم الحديث، ممثلاً بانتخاب رئيس للبلاد يحمل آمالهم وأحلامهم ويرسم مستقبل وطنهم بما يلبي طموحاتهم، وأصبح الشغل الشاغل للسوريين اليوم مناقشة كل مفاصل هذه الانتخابات التعددية الديمقراطية، والتي تجري وفق الدستور الجديد الذي أقروه بأنفسهم، بدءاً من المشاركة فيها، إلى أسماء من رشح نفسه لمنصب الرئاسة، وليس انتهاء بالمواصفات المطلوبة التي يجب أن تتوفر في المرشح الذي سيدعمونه.
وفي رسالة تحد للدول الداعمة للإرهاب ولـ “معارضة خارجية”، اصطفت مع أعداء الله والإنسان والوطن، تؤكد الأغلبية العظمى من السوريين، في داخل الوطن وخارجه، أنها ستشارك بفعالية في هذا الاستحقاق الدستوري، كونه حقاً وواجباً وطنياً للسير في المسار السياسي الذي سينهض بسورية من أزمتها، رغم الجراح والآلام، ويجعلها أكثر قوة في مواجهة الإرهاب والغزو البربري، الذي جاء ليعيدنا لعصور ما قبل التاريخ، وتشدد على أن إنجاز استحقاق الانتخابات الرئاسية في موعده يعتبر نصراً لكل السوريين، وتحدياً لا بد من خوضه كجزءٍ من معركة السيادة التي تخوضها سورية دولة المؤسسات.
يتجه السوريون نحو أول انتخابات رئاسية تعددية في سورية، ليقولوا كلمتهم مدويةً أعلى من صوت الحرب الإرهابية التكفيرية المفروضة عليهم: لا أحد أو قوة قادرة على انتزاع حقنا في اختيار رئيسنا، وأننا وحدنا من يمنح الشرعية، لا واشنطن ولا أعراب الخليج لا من يدور في فلكهم من دول وتنظيمات إرهابية، وكما قاومنا الإرهاب طيلة الأعوام الماضية سنقاومه اليوم أيضاً بمشاركتنا في الانتخابات.
بالأمس أعلنت المحكمة الدستورية العليا، وبعد اطلاعها على طلبات الترشح وتدقيقها وعقدها عدة جلسات أيام الجمعة والسبت والأحد، قبول طلبات الترشح المقدّمة من السادة التالية أسماؤهم حسب تسلسل قيد طلباتهم في سجل المحكمة وهم: ماهر عبد الحفيظ حجار وحسان عبد الله النوري وبشار حافظ الأسد، ورفض باقي طلبات الترشح المقدّمة بالنظر لعدم استيفائها الشروط الدستورية والقانونية، وقال المتحدث باسم المحكمة ماجد خضرة: يحق لمن رفض طلب ترشحه التظلم أمام المحكمة الدستورية العليا خلال ثلاثة أيام تبدأ من يوم الاثنين الواقع في 5-5-2014 وتستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث تنتهي بنهاية دوام يوم الأربعاء الواقع في 7-5-2014، ودعا المواطنين المؤيدين لأي من المرشحين الثلاثة الذين قبلت طلباتهم إلى عدم ممارسة أي نشاط أو مظاهر إعلامية أو إعلانية قبل صدور الإعلان النهائي لأسماء المقبولين.
ومع إعلان المحكمة الدستورية العليا تكون سورية قد أنجزت المرحلة الأولى في الاستحقاق الوطني وفقاً للدستور والقوانين، ويقول خبراء ومحللون: الانتخابات الرئاسية محطة مفصلية في تاريخ سورية المتجددة، فسورية التي كان يحاك لها في الغرف السوداء أن تقدم على طبق ذهبي لإسرائيل عبر حرب تتسلل في زي الربيع حافظت على أصالتها وردت ما استهدفها من مخططات على أعقابها، بفضل وعي الشعب السوري العظيم، وإصراره على إعطاء دروساً في معنى الإخلاص للوطن والحفاظ عليه مهما اشتدت المحن.
في غضون ذلك أكد السوريون من جديد، وعلى امتداد الجغرافيا السورية، تأييدهم للثوابت الوطنية ولانتخابات رئاسة الجمهورية، وشهدت دير الزور وساحة التروكاديرو في وسط العاصمة الفرنسية باريس، وقفات تضامنية، رفع المشاركون فيها أعلام سورية، وصور كوكبة من شهدائها، وصور السيد الرئيس بشار الأسد، وأكدوا أن تضحيات الشهداء ودماءهم الطاهرة أزهرت هذه الأيام عبر العملية الديمقراطية السيادية التي تعيشها سورية في الاستحقاق الرئاسي، كما أكدوا ضرورة مشاركة جميع السوريين في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، وأن في ذلك واجباً وطنياً ورسالة سورية للعالم، مفادها أن سورية للسوريين ووحدهم من يصنعون القرار في سورية ويرسمون حاضرها ومستقبلها.
وقال يعرب صبح من أبناء جاليتنا في باريس في كلمة له: إن “السوريين في فرنسا ومنذ بداية الحرب الإرهابية على وطنهم الأم سورية وحتى اليوم يقفون متضامنين مع وطنهم وقيادتهم ضد أشرس حرب واجهتها سورية في تاريخها”، مؤكداً أن بطولات الجيش العربي السوري وتضحياته وما بذله من أرواح شهدائه البواسل ستبقى في سجل تاريخ سورية والعالم شرفاً وإخلاصاً في أكبر ملاحم الوطنية على الإطلاق، وأن الرئيس الأسد هو الأمان لمستقبل سورية.
وقال عمار محفوظ في كلمته: “إننا نجتمع اليوم ونحن ننحني إجلالاً لبطولات جيشنا الباسل ولأرواح شهدائه الكبار في عطائهم”، مضيفاً: “نحن السوريين مدينون لهؤلاء الشهداء بحماية سورية ومستقبلها من أعداء الإنسانية والحضارة”، وأكد ضرورة الاستمرار في إعلاء الصوت السوري في المغترب ليصل لكل العالم أن السوريين هم أصحاب الحق والسيادة في وطنهم، وأن المغترب السوري مهما بعدت المسافة بينه وبين وطنه الأم سورية يبقى دائماً ساكناً في روحه ووجدانه وقلبه.
وفي دير الزور، أكد الرفيق أمين فرع الحزب حمادي الحساني أن إجراء الانتخابات الرئاسية هو دليل على سيادة القرار السوري واستقلاليته في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من حرب بأدوات إرهابية تكفيرية مدعومة من الصهيونية العالمية وأمريكا وأدواتها في المنطقة، فيما أشار أمين فرع اتحاد شبيبة الثورة حاتم سليمان إلى أن الشعب السوري أفشل بوعيه وصموده ووطنيته والتفافه حول جيشه الباسل جميع المؤامرات الرامية إلى إخضاع سورية المقاومة، مؤكداً انتصار سورية على الإرهاب بفضل بطولات الجيش العربي السوري الذي يشكل العين الساهرة على أمن واستقرار الوطن.
وأشارت رئيسة فرع الاتحاد العام النسائي في دير الزور مفيدة الجاسم إلى أن مشاركة الفرع في هذه الوقفة التضامنية تعبير عن تضامن نساء دير الزور مع الجيش العربي السوري الذي يقدّم مثالاً عن البطولة والفداء من خلال التضحيات الجسام في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار سورية وتصديهم للإرهاب التكفيري الذي يعمل على طمس معالم الحضارة الإنسانية وإعادة الشعب السوري إلى الظلام الفكري والتخلف، مشددة على أن الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية هو تكريس واقعي لممارسة الديمقراطية سيحقق من خلاله الشعب السوري إرادته الحرة في تحقيق الأمن والاستقرار.
وقال الشابان محي الدين إبراهيم وزكريا القاسم: إننا من خلال هذه الوقفة التضامنية نرسل رسالة إلى العالم أجمع أننا أسياد قرارنا الوطني، ونحن من يقرر مصيرنا، رافضين أي تدخل أجنبي في شؤوننا الداخلية، ولنؤكد ثقتنا بجيشنا وقواتنا المسلحة التي تخوض معركة العزة والكرامة ضد الإرهاب العالمي الذي تشنه على سورية دول التآمر، فيما دعت الشابة جود حنيدي جميع السوريين إلى المشاركة الفاعلة في انتخابات رئاسة الجمهورية لما تشكله من تحقيق لآمال وتطلعات الشعب السوري في تحقيق الاستقرار، لافتة إلى أن الشباب سيكون لهم دور كبير في إعادة الإعمار وبناء سورية.
دليل تعافي سورية وانتصارها
إلى ذلك، عقد المجلس المركزي لرابطة المحاربين القدماء وضحايا الحرب مؤتمره السنوي العام بحضور أعضاء المجلس ورؤساء وممثلي فروع الرابطة في المحافظات، ولفت إلى أهمية الاستحقاق الرئاسي المقبل في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها سورية من أجل الحفاظ على وحدة الوطن وسيادة قراره وسلامة أراضيه وشعبه، الأمر الذي يعزز من صمود السوريين للتصدي للمشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة.
وفي بيان أكدت حركة الاشتراكيين العرب أن إنجاز الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية في وقته المحدد “دليل قاطع على تعافي سورية وانتصارها على أعدائها”، داعية للمشاركة النشطة في الانتخابات وممارسة المواطنين حقهم وواجبهم الوطني بكل حرية وقناعة لصالح سورية الوطن ونهجها الوطني القومي المقاوم، وقالت: إننا في حركة الاشتراكيين العرب نهيب بكافة الرفاق والأهل والأصدقاء والمواطنين الشرفاء المشاركة النشطة في هذه الانتخابات وممارسة حقهم وواجبهم الوطني، والإدلاء بالأصوات بكل حرية وثقة وقناعة لصالح سورية الوطن ونهجها الوطني المقاوم، والقول: نعم لمن وقف في وجه المؤامرة وتصدى لأعداء الوطن وحمى وحدة سورية واستقلالها وحافظ على كرامة شعبها وصان وحدتها الوطنية وطهّرها من رجس الإرهابيين والمرتزقة.