الصفحة الاولىمن الاولى

بنُبل الشهادة وعظمة التضحيات.. شعبنا الأبي يجترح معجزة الانتصار على جحافل الإرهاب التكفيري

كتب المحرر السياسي:
في ذكرى السادس من أيار، يتوقف المرء ملياً، أمام يوم يختصر تاريخ شعب امتلأت لحظات وجوده على هذه الأرض بمرارات وعذابات لا حصر لها، غزوات واحتلال، كفاح ونضال لايتوقفان .. تاريخ شعب أبي لم يبتلع ثمرة الظلم، ولم يقبل قيد العبودية أو الاستعمار، ولم يهادن محتلاً أو ظالماً لتكون سورية على الدوام موئل الأحرار، وموطن الإباء والكرامة..
في السادس من أيار، نصب جمال باشا السفاح المشانق لأحرار نخبة من المثقفين والسياسيين في دمشق وبيروت، لكنه لم يتمكن من كسر إرادة الشعب وإطفاء شعلة كفاحه الملتهبة، فإذا بهذا الشعب ينتفض في كل مكان مطلقاً صرخة الحرية، وما هي إلا أشهر معدودة حتى أطيح بالاستعمار العثماني، وكان على سورية أن تواجه استعماراً جديداً لا يقل همجية وإجراماً هو الاستعمار الفرنسي، وكأن قدر السوريين ألا يتوقفوا  عن الكفاح ضد قوى الظلم والبغي، وأن يخرجوا من معركة إلى أخرى حاملين راية التحرر والوحدة والتقدم.
وفي ذكرى شهداء أيار الذين كتبوا بدمائهم الزكية ملحمة النصر والخلود، وتغلّب دمهم على مشانق الجلاد، تبرز إلى الواجهة التضحيات الجسيمة التي يبذلها شعبنا السوري منذ أكثر من ثلاثة أعوام في مواجهة الإرهاب التكفيري الحاقد.. تضحيات يكللها غار الشهادة السلاح الأمضى الذي يمتشقه جيشنا الباسل وشعبنا الصامد، وبه يجترح معجزة الصمود الوطني الذي يعبّد الطريق إلى الانتصار النهائي القريب.. وكأن تاريخنا الوطني العظيم هو تاريخ الشهادة بامتياز، ففي 6 أيار زيّن شهداؤنا الأبرار ساحة المرجة، وها هم اليوم يزيّنون الساحات في مختلف أنحاء الوطن.
إننا في عيد الشهداء نستلهم معاني التضحية والفداء لإكمال المسيرة النضالية، مسيرة الوفاء والصدق والكرامة الوطنية والعزة القومية من أجل سحق الإرهاب بهمة رجال جيشنا الباسل ودماء شهدائنا الأبرار التي روت كل شبر من أرض سورية لينعم شعبنا بالأمن والاستقرار ولنا في التاريخ عبرة، فمن ألحق الهزيمة بـ “السفاح جمال” قادر على إسقاط حفيده أردوغان، ومن طرد المستعمر الفرنسي قادر على إفشال مخططات هولاند وفابيوس وكاميرون وأسيادهم في أميركا و”إسرائيل” وأدواتهم في المنطقة من الرجعية العربية في الخليج.. وهاهي ملامح الانتصار الأكبر بدأت تلوح في الأفق مجسّدة في الاستحقاق الوطني الذي يلبي تطلعات شعبنا الوطنية والقومية ويكتب تاريخاً جديداً ناصعاً لسورية ولأمتها العربية.
بيان القيادة القومية:
وبهذه المناسبة أصدرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي بياناً قالت فيه: إن السادس من أيار مناسبة نستذكر فيها شهداءنا الأبرار الذين استعذبوا الموت لتحيا أمتهم ووطنهم.. وجادوا بأرواحهم، فكانوا أعز وأنبل من تحق فيهم الذكرى، وسداً منيعاً يحمي الوطن ويصون كرامة الشعب والأمة وأصبحوا مشاعل نور تضيء للأجيال القادمة طريق النضال وسبيل مجابهة التحديات وقهرها، وأضافت: إن عيد الشهداء مناسبة للتمسك والتشبث بأرضنا ومبادئنا ندافع عنها خلف قيادة الأمين القطري للحزب الرئيس بشار الأسد مهما كانت الظروف والضغوط والتحديات لأن ذلك هو السبيل لردع العدوان وعودة الأرض والحقوق كاملة، مشيرة إلى ترافق هذه المناسبة مع استحقاق وطني دستوري رئاسي يترقبه كل السوريين الذين صمدوا ودفعوا ثمن صمودهم دماء روت أرضهم لترسم ملامح انتصارات في الحرب الكبرى التي يتعرضون لها.. ولكي يختاروا مصيرهم ومستقبلهم في بلدهم بأنفسهم.
ولفت البيان إلى ما حظيت به الشهادة والشهداء في سورية من اهتمام وتقدير الحزب والقيادة التي وضعت هذه القضية ضمن أولوياتها ورعت أسر الشهداء وكرمتهم وحرصت على إبقائها قيمة إنسانية مشرقة للأجيال، فقد كانت الشهادة في فكر القائد التاريخي حافظ الأسد قيمة القيم وذمة الذمم، وإن الشهداء هم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر”، فجعل للشهادة عناوين هامة في حياتنا النضالية لاتزال تتواصل في عهد الأمين القطري للحزب الرئيس بشار الأسد. وأضاف البيان: إن شهداءنا الذين مهما قلنا عنهم فلن نوفهم حقهم في الإكرام والتبجيل، هم الذين جادوا بأغلى ما يستطيع أن يجود به الإنسان، وحين نبارك الشهادة والشهداء علينا أن نؤمن بأن الوصول إلى الحقوق يتطلب التضحيات وأن طريقنا لتحقيق أهدافنا لن يكلل إلا بتضحيات شعبنا وفداء شهدائنا لأن من يطلب الموت توهب له الحياة، وهكذا فعل شهداؤنا حين أقبلوا على الشهادة بنفس رضية لنعيش أحراراً كراماً ونصل إلى الحياة الرحبة الكريمة.
وأكدت القيادة القومية أن وطننا وأمتنا لن يكونا منيعين إلا بالشهادة، ولن تصان حقوقنا ونردع العدوان ونهزم الغزاة بغير الشهادة، ولن نشعر بالكرامة ونسعد بهذا الشعور إلا بقدر ما نشعر أن الشهادة جزء لا ينفصل من كياننا النفسي والبدني، متوجهة بتحية الوفاء والحب لأرواح شهدائنا الأبرار في عيدهم وكل أكاليل الغار تُنثر على الثرى الذي ضم أجسادهم الطاهرة.