اقتصاد

مؤشرات زراعية مرتفعة في السويداء والخطة تتحدى المعوقات وتسجل ارتفاعاً الجرمقاني لـ”البعث”: توفر مستلزمات الإنتاج الزراعي من سماد وبذار ومحروقات وتحدي الفلاح.. ساهم بارتفاع نسبة التنفيذ

 
تشيرالأرقام والمعطيات الصادرة عن مديرية الزراعة في محافظة السويداء إلى ارتفاع نسبة تنفيذ خطة زراعة المحاصيل، خاصة القمح الذي زادت نسبة زراعته عن نسبة التنفيذ ما قبل الأزمة، وإذا كان هناك بعض المعوقات التي تتحدى العملية الزراعية فإن التوجه نحو الحصول على منتج مميز كمّا ونوعاً هو الهاجس الأساسي الذي تعمل عليه المحافظة عبر استثمار العديد من المقومات الموجودة.

نتائج إيجابية
مدير الزراعة المهندس بسام الجرمقاني أشار خلال لقاء مع”البعث” إلى أن نسبة تنفيذ خطة زراعة القمح وصلت إلى 92%، حيث من المخطط زراعة 29664 نفذ منها 27341 منها 13948 قابلة للحصاد بنسبة 51% أما الشعير فوصلت نسبة تنفيذ الخطة إلى95% والمساحات القابلة للحصاد 3940من أصل 15240، مبيّناً أن توفر مستلزمات الإنتاج الزراعي من سماد وبذار ومحروقات ساهم بارتفاع نسبة تنفيذ الخطط الزراعية وأن تظافر جهود الجهات المعنية من الفلاحين أعطى نتائج إيجابية، مؤكداً أن فلاح السويداء تحدى الإرهاب والمعوقات واستمر في عملية الإنتاج والعطاء ليعطي مؤشراً وطنياً بامتياز وأن تقديم العون والمساعدة له من خلال تأمين مستلزمات عمله بشكل كافٍ ساهم بتحقيق ذلك.

إنتاج متميز
الجرمقاني لفت إلى أن محافظة السويداء تمتاز بتربة ذات سعة حقلية عالية ونسبة ماء ميسر منخفضة، وهي خصبة بشكل عام ولكنها فقيرة بالمادة العضوية، إضافة إلى التنوع المناخي والطبوغرافي والبيئة النظيفة الخالية من التلوث، وقد ازدادت مساحة الأراضي القابلة للزراعة نتيجة عمليات الاستصلاح المستمرة، وهذا ما أدى إلى وجود مواصفات عالية تميّز إنتاج المحافظة، كالتفاح والكرمة والقمح القاسي والعدس الأحمر والحمص والنباتات الطبية والعطرية الطبيعية والأصول البرية لكثير من الأصناف، وكذلك توفر الأيدي العاملة الماهرة والخبرات الفنية الممكن استغلالها في حال تأمين فرص العمل المجزية مالياً، وإمكانية الحصول على منتجات زراعية نظيفة لا كيميائية قابلة للتصنيع.

نقاط الضعف والمطلوب
نقاط الضعف في العمل الزراعي بالسويداء كان لها حصة في عرض مدير الزراعة، ويتمثل بوجود عمالة زراعية وخبرات فنية خارج العمل الزراعي “سفر، هجرة، عمل بديل” والمعدل المطري المنخفض والجفاف المستمر، وعدم وجود مصادر مائية كافية للزراعات المختلفة، وضعف المقدرة المالية للمنتجين الزراعيين أدى إلى عدم تطوير الأسلوب الزراعي.
ومن الصعوبات الهامة التي تواجه العمل الزراعي أيضاً عدم وجود ثقافة تسويقية صحيحة، ما يجعل التسويق والتصدير والتوزيع عشوائياً وشخصياً، مع ارتفاع قيمة مستلزمات الإنتاج ما ينعكس على قيمة الوحدة المنتجة، وارتفاع نسبة التحجر في الأراضي وحاجتها إلى الاستصلاح بواسطة آليات ثقيلة ذات استطاعات عالية، وندرة الاستثمار الزراعي، خاصة في مجال التصنيع الآلي وعدم توظيف رؤوس الأموال في النشاطات الزراعية، والتصحر، خاصة في المناطق الحدودية نتيجة قلة الهطولات المطرية مع الاستمرار بالفلاحات المتكررة، ما يؤدي إلى تعرية التربة من الغطاء النباتي، وقصور الجانب البحثي العلمي الزراعي وعدم الاستفادة من الأبحاث الموجودة عملياً، بالإضافة إلى قصور التشريعات القانونية بما يخص الاستثمار “الزراعي من أنظمة وقوانين. .إلخ ” تعوق عمل الاستثمار.
وبيّن مدير الزراعة أهمية العمل على وجود زراعات بديلة متلائمة مع تغيرات المناخ الحالية ومقاومة للجفاف، كاختيار الأصناف الجديدة المحسنة المتلائمة مع الظروف البيئية إحدى أهم الفرص المتاحة لتحسين الواقع الزراعي.

الزيتون يودع المنافسة
الجرمقاني نوّه بانخفاض إنتاجية العنب نتيجة استبدال الأشجار القديمة بأشجار التفاح ذات الريعية الأكبر، وكذلك توقف التوسع بزراعة الزيتون، حيث تؤكد الدراسات والأبحاث في مديرية الزراعة الخاصة بشجرة الزيتون وزراعتها في المحافظة، عدم الجدوى الاقتصادية منها نظراً للظروف المناخية غير الملائمة لزراعة الزيتون وحاجتها لكمية أمطار غير متوفرة على مدار الموسم وبسبب ضعف الإنتاج وانعدامه في كثير من مشاريع زراعة الزيتون في المحافظة.
ويبقى المهم وفق المعطيات الحديثة لواقع الإنتاج، هو العمل على وجود زراعات بديلة متلائمة مع تغيرات المناخ الحالية ومقاومة الجفاف والاستثمار في مجال تصنيع المنتجات الزراعية، وإقامة شركات متخصصة للتسويق الداخلي والخارجي، ويبقى الأهم هو استثمار فرص إمكانية الوصول إلى المنتج النظيف وإقامة الزراعة العضوية.
السويداء – رفعت الديك