الصفحة الاولىمن الاولى

مجلس الشـعب يدعو 11 دولة صديقـة لإيفـاد برلمانييها وخبرائها لمواكبة الانتخابات الرئاسية رسائل التحدي تتواصل.. السوريون: سورية ستعود قوية عزيزة رغم كيد المتآمرين

الحملة الغربية ضد الانتخابات الرئاسية في سورية، رغم أنها خطوة مهمة وضرورة ملحة، تعكس ازدواجية المعايير لدى الغرب الاستعماري، الذي تتصدّره أمريكا، ومن لف لفّه، من جهة، وتثبت أن العقلية الاستعمارية، والتي ولّى زمنها، هي التي تسوسه، من جهة أخرى، فهو يدعم إجراء الانتخابات في أوكرانيا، التي فر منها الرئيس تحت ضغط الانقلابيين، ويقف ضد الحكومة في سورية، التي دعت إلى المشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية، كما يجري في كل العالم المتمدن، ما يدل على أن اعتراض الغرب على هذه الانتخابات مسيّس، لأن التاريخ حافل بالعديد من الحالات الانتخابية التي جرت في بلدان ديمقراطية في ظل حروب مختلفة، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، يضاف إلى ذلك أن ما يبثه الغرب من تحذيرات حول إجراء الانتخابات الرئاسية، وتفويض نفسه وصياً على سورية، هو اعتداء على حقوق الشعب السوري صاحب الولاية الدستورية والسياسية في تقرير مصير دولته ومستقبله، لأن صناديق الاقتراع هي المعبّر عن موقف ورغبة وإرادة الشعوب، وسورية دولة مستقلة ذات سيادة ولها الحق في أن تجري أي نوع من الانتخابات في أي وقت تراه ملائماً لها.
الكلمة النهائية في الانتخابات الرئاسية، والتي يشارك فيها مرشحون من اتجاهات سياسية مختلفة، تبقى للشعب السوري العظيم، والتي أطلقها خلال الأيام الماضية مدوية في وجه هذا الغرب: سنضيف إلى سجل انتصارنا على الإرهاب نصراً جديداً يتوّج بانتخاب الرئيس القادر على صون وحدة البلاد وحمل أحلام المواطنين أمانة إلى المستقبل، وسنقول كلمتنا عبر صناديق الاقتراع لتبقى بلادنا هي الأجمل كما عرفها البعيد قبل القريب.
بالأمس، تحدّى رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام الغرب الاستعماري، ووجه رسائل إلى رؤساء مجالس الشعب والنواب والجمعيات الوطنية في عدد من الدول الصديقة يدعو فيها لإيفاد مجموعة من أعضاء برلماناتها والمختصين في الشأن الانتخابي لمواكبة الانتخابات الرئاسية في سورية المزمع إجراؤها في الثالث من حزيران القادم، فيما أكد السوريون في داخل الوطن وخارجه، أن المشاركة الفاعلة من قبل مختلف فئات المجتمع في الاستحقاق الدستوري حق شرعي وواجب وطني، تمليه دماء الشهداء والجرحى وأنين الأمهات، للمساهمة في بناء الوطن وتقدّمه وإعادة الأمن والأمان إلى ربوعه، ويثبت للقاصي والداني أن السوريين يمتلكون من الوعي والوطنية والحس العالي بالمسؤولية ما يؤهلهم لصنع مستقبلهم بأنفسهم.
وقال اللحام في رسائل الدعوة الموجهة خلال الجلسة التي عقدت أمس: “أعلمكم بأنه قد تقرّر إجراء الانتخابات الرئاسية في الجمهورية العربية السورية بتاريخ 3 حزيران 2014 تنفيذاً لما جاء في الدستور السوري والقوانين المرعية في سباق رئاسي حقيقي تقدّم إليه 24 مرشحاً ينتمون لتيارات وأحزاب مختلفة ويمثلون المجتمع السوري بأطيافه ومكوناته الاجتماعية والسياسية المتنوعة”، مضيفاً: “من دواعي سروري أن أدعوكم لإيفاد مجموعة من أعضاء برلماناتكم الموقّرة ومن المختصين في الشأن الانتخابي في بلدانكم الصديقة لمواكبة الانتخابات الرئاسية في بلدنا والاطلاع على سيرها إيماناً منّا بمواقفكم الموضوعية المؤيدة للشعب السوري وحقه في اختيار مرشحه الرئاسي ومستقبله السياسي بكل نزاهة وحرية وشفافية دون تدخلات خارجية”.
وتابع اللحام: “أؤكد لكم أنه سيكون من دواعي سروري وامتناني أن تشاركونا في المواكبة والاطلاع على سير هذه العملية الديمقراطية الحرّة التي تجري في جو من التنافس بين عدد من المرشحين لرئاسة الجمهورية لأول مرة في تاريخ سورية وتشاهدوا معنا كيف أن الشعب السوري يقول كلمته ويختار رئيسه بكل حرية وديمقراطية، ولاسيما في ظل الحرب السياسية والإعلامية الممنهجة، التي تشنها دول ومؤسسات إعلامية غربية وعربية ضد سورية وشعبها منذ بداية الأزمة حتى اليوم، وتعمل على تشويه الحقائق وتزييفها خدمة لمخطط ضرب سورية”، مشيراً إلى أن هذه الجهات المذكورة لا تخفي انزعاجها وغضبها من إجراء الانتخابات الرئاسية السورية في مواعيدها ومهلها الدستورية بل تحاول التدخل فيها بشكل سافر رغم أنها شأن سيادي وقضية داخلية تخص السوريين وحدهم، فهم من يقررون نتيجتها بأنفسهم بموجب القوانين الوطنية والدولية، وقال: “أتوجه في هذه المناسبة بالتحية والتقدير لبرلماناتكم ودولكم وشعوبكم ولجميع الدول الصديقة الأخرى التي كانت على الدوام داعمة للشعب السوري بشكل حقيقي من خلال دعمها لوحدة وسيادة سورية وحق شعبها في اختيار مستقبله السياسي دون إملاءات أو تدخلات خارجية، وأيضاً من خلال رفضها أن تكون شريكاً للإرهاب الدولي التكفيري في الحرب الإرهابية الظالمة ضد شعبنا لما يزيد على ثلاث سنوات، وكانت خير نصير لهذا الشعب إنسانياً واقتصادياً وسياسياً”، راجياً موافاة مجلس الشعب السوري بـ “القوائم النهائية للمشاركين في مواكبة انتخاباتنا الرئاسية من أجل تأمين المستلزمات اللوجستية المناسبة”.
يشار إلى أن رسائل الدعوة وجهت إلى كل من رئيس مجلس الدوما في روسيا الاتحادية سيرغي ناريشكين ورئيسة المجلس الاتحادي في روسيا الاتحادية فالنتينا ماتفينكو ورئيس المجلس الوطني لنواب الشعب في جمهورية الصين الشعبية زهانج ديجانغ ورئيسة مجلس الشعب في جمهورية الهند ميرا كومار ورئيس الجمعية الوطنية في جمهورية جنوب إفريقيا ماكس فويزيل سي سولو ورئيس مجلس النواب في جمهورية البرازيل الاتحادية هنريك إدواردو ألفيس ورئيس الجمعية الوطنية في جمهورية فنزويلا البوليفارية كابيلو روندون ديوسدادو ورئيس الجمعية الوطنية في جمهورية كوبا خوان استيفان هرنانديز ورئيس الجمعية الوطنية في جمهورية نيكاراغوا سانتوس ريني نونيز تيليز ورئيس مجلس النواب في دولة بوليفيا مارسيلو وليام إليو تشافيز ورئيسة الجمعية الوطنية في جمهورية الإكوادور غابرييلا ريفا دينيرا ورئيس الجمعية الوطنية في جمهورية أرمينيا كالوست ساهاكيان.
في الأثناء، أكد السوريون في الوطن والمغترب تضامنهم ودعمهم لأول انتخابات تعددية ديمقراطية تجري في سورية، وشهد  الكورنيش البحري لمدينة طرطوس تجمعاً حاشداً للآلاف من أبناء المدينة، فيما نفذت فعاليات طلابية في مجمع المعاهد بفرع جامعة البعث في حماة وقفة تضامنية، كما شهدت مدينة إزرع في ريف درعا تجمعاً حاشداً لشبيبة درعا بمشاركة فعاليات نقابية وشعبية وحزبية، وفي حمص تجمع آلاف المواطنين في ساحة منطقة شين، ورفع المشاركون في هذه الوقفات الوطنية الأعلام الوطنية واللافتات المعبّرة عن حبهم لسورية وجيشها، مؤكدين أهمية الحياة الديمقراطية التي تعيشها سورية، وإصرار الشعب على مواصلة مسيرة التطوير من خلال الانتخابات الرئاسية.
وأكد الرفيق محمد حسن أمين شعبة شين للحزب أهمية التجمع العفوي الذي يعبّر من خلاله أهالي المنطقة عن اعتزازهم وفخرهم بانتصارات الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب، مشيراً إلى ضرورة المشاركة الفاعلة في الاستحقاق الدستوري الذي يعبّر عن إرادة الشعب وخياره الديمقراطي.
وأكدت سميرة إبراهيم في كلمة لأم الشهيد بأن الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل أن تبقى سورية رسموا لنا طريق العز والنصر، مشيرة إلى أن إرادة الشعب والجيش تحدت الأزمة، حيث أثبت الشعب السوري بأنه الشعب الأجدر والأقوى على الحياة والبقاء.
وأكد عدد من المواطنين المشاركين في الوقفة بأن الاستحقاق الرئاسي هو واجب وطني وسلوك شعبي صادق علينا ممارسته بكل حرية وشفافية، كما أنه خيار سيادي يقرره الشعب بعيداً عن أعداء سورية الذين يريدون الشر لها ولشعبها وبأن السوريين هم من يختارون رئيسهم الذي سيقودهم إلى بر الأمن والأمان.
وفي طرطوس أكد الآلاف من أهالي المحافظة خلال مسيرة حاشدة على الكورنيش البحري للمدينة دعمهم للجيش العربي السوري والقوات المسلحة في مواجهة الإرهاب وتأييدهم للثوابت الوطنية والاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية، ورفع المشاركون في المسيرة، التي نظمتها فعاليات شبابية تطوعية وشاركت فيها فعاليات رسمية وشعبية، الأعلام الوطنية واللافتات التي تؤكد على تعزيز الوحدة الوطنية والدعوة إلى مقاومة كل من يحاول المس بسيادة الوطن والعبث بقرار أبنائه وحقهم في تقرير مصيرهم.
ودعا حسن هاشم في كلمة باسم المغتربين السوريين أبناء الجاليات السورية في مختلف بلدان العالم إلى اعتبار يوم الثامن والعشرين من أيار الحالي موعداً لاختيار بقاء الوطن مصوناً صامداً عزيزاً.
وأكد مجد درويش الوافد من محافظة حلب أن كل مهجر سوري معني بإعطاء صوته للمرشح الذي يرى فيه الضامن للعودة الى المدن والقرى التي خربها الإرهاب وإعمارها وإعادة سورية موحدة منيعة.
إلى ذلك نفذت فعاليات طلابية في محافظة حماة وقفة تضامنية في مجمع المعاهد بفرع جامعة البعث في المحافظة، ورفع المشاركون في الوقفة أعلام الوطن واللافتات المعبّرة عن التمسك بالوحدة الوطنية، مؤكدين أن الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية يمثل تطلعات الشعب السوري نحو الاستقرار وتكريساً لممارسة الديمقراطية.
من جانبها، أكدت الفعاليات الدينية في محافظة السويداء أهمية المشاركة الفاعلة من قبل مختلف فئات المجتمع في الاستحقاق الدستوري، وأشار سماحة الشيخ حكمت الهجري شيخ العقل الأول لطائفة المسلمين الموحدين في تصريح إلى أن الاستحقاق الدستوري بانتخابات رئاسة الجمهورية يجسد استقلالية القرار الوطني ويعكس إرادة الشعب بشكل حضاري وديمقراطي، ويثبت للقاصي والداني أن السوريين يمتلكون من الوعي والوطنية والحس العالي بالمسؤولية ما يؤهلهم لصنع مستقبلهم بأنفسهم.
ودعا راعي كنيسة الاتحاد المسيحية الإنجيلية الوطنية في السويداء القس سميح الصدي إلى تكاتف كل الجهود لإنجاح هذا الاستحقاق الديمقراطي والحضاري رغم كل التحديات التي تواجه الوطن وهمجية وإرهاب أعداء سورية والعمل لكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الوطن وتكريس قيم المحبة والإخاء بين أبنائه بمختلف مشاربهم وأطيافهم.
ولفت الشيخ ياسر أبو فخر إلى أن الاستحقاق الدستوري القادم والمشاركة فيه يمثل نسغ الحياة الكريمة في سورية المتألقة، التي أثبتت عبر التاريخ أنها رائدة الفكر التنويري، داعياً الجميع إلى المشاركة فيه باعتباره واجباً دينياً وطنياً وأخلاقياً وممارسة حق الانتخاب واختيار المرشح القادر على قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان وتحقيق آمال وطموحات الشعب السوري في الأمن والاستقرار وتطهير أرض الوطن من رجس الإرهاب وفكره الظلامي التكفيري التدميري.
وفي طرطوس، أشار رئيس دائرة أوقاف بانياس الشيخ خالد خدوج إلى أن ما ينتهجه السوريون في اختيار رئيس لبلادهم يمثل حالة صمود وتصد واستشراف لرؤية جديدة لسورية التي يريدون، داعياً جميع أبناء الوطن للمشاركة والإدلاء بأصواتهم، التي تمثل “عنوان التفاؤل لسورية القادمة عسى أن يسهم كل صوت في بناء حجر بمشفى أو مدرسة أو بناء دمره الإرهاب”، وأضاف: إن أبناء مدينة بانياس يريدون رئيساً وقائداً فذاً ورمزاً لصمود الشعب السوري وممثلاً لأطيافه، وأن يكون ممن حمى الحمى وصان الحقوق ووقف بوجه أعداء الوطن وصولاً إلى بر الأمان وبناء سورية، وإعادتها إلى مسرح العالم قوية عزيزة برغم كيد المتآمرين.