محليات

قضية مكبّ نفايات “القناقية ” تتفاعل تلويثاً.. والحلول الإسعافية خدمت مزارع أصحاب النفوذ فقط

حالة مأساوية وصل إليها أهالي قرية القناقية التابعة لمحافظة حمص، نتيجة التلوث الخانق جرّاء خروج النفايات عن إطار مكبّ القمامة الواقع جنوب البلدة والذي يشغل 2،5 دونم من أصل 15 دونماً للأرض الذي يقع عليها، ولايبعد عن منازل القرية وبئر المياه الارتوازي الذي يغذيها سوى 1 كم فقط.
المواطنون وفي شكواهم المقدمة لـ”البعث” أشاروا بالبنان إلى أن المكب قبل صدور قانون الإدارة المحلية كان تحت السيطرة، كونه يخدم بلدتي الشرقلية والقبو التي تتبع لها المنطقة العقارية التي يتواجد فيها المقلب.
وتقول التفاصيل التي ساقتها الشكوى: إن إحدى البلدتين كانتا تقومان سابقاً بتجريف القمامة وحرقها ووضع السواتر الترابية على أطراف المكب منعاً لامتداد الحريق إلى الأراضي الزراعية المجاورة ولم يكن المكب قد وصل بعد إلى الحجم الكارثي الذي وصل إليه، علماً أن الأرض أملاك عامة تحيط بها أشجار البلوط والسنديان على مسافة 500 متر، كما تحيط بها كروم العنب والزيتون والآن تحولت إلى مركز مرعب للقمامة.
وحسب الأهالي أنه وبعد صدور قانون الإدارة المحلية الجديد الذي ضم شمل البلديات هناك أصبحت معظم قرى المنطقة تتبع لناحية القبو وعرقايا وأصبح المكب لعشرات القرى، ما جعل الوضع كارثياً بكل معنى الكلمة وأصبح خارج السيطرة وانتشرت الروائح وتناثرت القمامة إلى الأراضي الزراعية.
وأمام كثرة الشكاوى من قبل الأهالي تحركت مديرية الخدمات الفنية وقررت البدء بمشروع تأهيل المكب “محطة ترحيل مركزية”، وبدأ المتعهد بالعمل وتم شق طريق بكلفة ملايين الليرات لتخديم المكب، فخدم الكثير من المزارع لأصحاب النفوذ ولم يخدم المكب حتى الآن بشيء، علماً أن المكب مخدم بطريق زراعي “القبو، وعرقايا”.
وهنا لم تكتمل الفرحة في حل المشكلة التي كادت تنتهي لولا توقف المشروع بسبب الظروف الراهنة، وما تزال قرية القناقية ترزح تحت وطأة تلوث المكونات الثلاثة الأرض والهواء والماء.
كما تم طرح موضوع مكب النفايات مع مختلف المسؤولين في قرية القبو وكان الرأي الإسعافي أن ترمي كل قرية القمامة في أرضها وتعالج بالحرق والطمر إلى حين تأهيل المكب، ولكن بعد توحيد البلديات تطلب ذلك توحيد مصير القمامة فهل يجوز أن يتجلى توحيد البلديات بشكل صارخ في موضوع القمامة ولا يتجلى في كثير من المواضيع الخدمية الأخرى؟!
الأهالي يناشدون المسؤولين العمل على إيجاد الحل لهذا المكب ومتابعة العمل بالمشروع، إضافة إلى التوجيه إلى بلدية القبو بأن ترمي كل قرية قمامتها في أرضها ريثما تحل المشكلة.
“البعث – محرر الشكاوى”