ثقافة

استعداداً للاستحقاق الدستوري.. المثقفون السوريون.. الانتخابات جزء من المعركة ولا يجوز الهرب منها

أملاً في أن تعود سورية كما كانت قوية ومنيعة ومتماسكة، ورغبة في إنجاز كل ما يمكن أن يوفر ويؤمن ذلك، كان الإصرار على أن تجرى الانتخابات الرئاسية في سورية في الوقت الذي حدد لها، إمعاناً في تحقيق المزيد من الانتصارات التي تقلص المسافة نحو تحقيق الاستقرار وعودة الأمن والأمان إلى ربوع بلدنا سورية التي أثبتت أنها عصية على الهزيمة والاستسلام بفضل جيشها العربي السوري، الذي كان ومازال حامي حماها.. ولإنجاح الاستحقاق الرئاسي وبإيمان كبير من قبل الجميع بضرورة ممارسة الانتخاب كحق وواجب في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سورية وبهدف دفع مسيرة الانتصار نحو بر الأمان، جاءت دعوات مثقفينا لقول كلمة حق في هذا الاستحقاق الرئاسي وتذكير الناس أن ممارسة الاقتراع حق من حقوقهم يجب عدم التنازل عنه، وهو في الوقت ذاته واجب وطني يمليه علينا حسنا وانتماؤنا لهذا البلد العريق الذي ننتمي إليه.
الانتخابات  ضرورة وطنية كبرى
ولكل ما سبق ذكره يرى الباحث وأستاذ التاريخ زهير ناجي أن الانتخابات في سورية ضرورة وطنية كبرى ولا مجال للحديث بخلاف ذلك لأن الوطن في أزمة كبيرة، وهذه الأزمة لا يحلها إلا دولة قوية يديرها رئيس قادر على أن يجمع الناس حوله ليقودهم في هذه المرحلة الدقيقة التي يعيش فيها الوطن أزمة خطيرة ليست داخلية بل هي أزمة تكالبت علينا فيها قوى عالمية معادية لسورية ونهجها المقاوم، وللخروج من تبعاتها لا بد –برأي ناجي- من وجود شخصية قوية تلتف حولها غالبية الناس وتكون قادرة على متابعة المعركة التي تخوضها سورية، مؤكداً أنه يجب على الجميع المشاركة في الانتخابات ولا يجب مقاطعتها تحت أي ظرف وبغضِّ النظر عن تحزبات البعض لأن المسألة لم تعد متعلقة بشخص وإنما بالوطن بكامله، ولأن الانتخابات جزء من المعركة ولا يجوز الهرب منها، مبيناً أنه سينتخب د.بشار الأسد لأنه رجل المرحلة وهو رمز يجتمع حوله الناس .

ممارسة الديمقراطية في وجه التآمر
ويبين الفنان قصي الأسعد رئيس مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية أن سورية تخوض تجربة جديدة في الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية والتي بدأت بصدور قانون الانتخابات الجديد بنهاية آذار الماضي والذي يعكس حالة راقية وحضارية في تعزيز مفهوم الحرية وتطبيق الديمقراطية وممارسة الحقوق والواجبات في ظل السيادة الوطنية، وانتقلت التجربة لانطلاق الترشيحات التي شهدناها جميعاً على أساس الدستور الجديد الذي أرسى قواعد الانتقال إلى تعددية سياسية وحزبية تعتمد الاقتراع الشعبي المباشر في رسم رؤى وخطط مستقبلية تلبي طموحات المواطنين، وبالتالي يؤكد الأسعد أن ما نشهده اليوم يبشر بممارسة الديمقراطية الحقيقية في أجواء تسودها المنافسة لبناء سورية الجديدة، سورية المستقبل وقيادتها قدماً إلى الأمام متحديةً التآمر والاعتداءات التي تتعرض لها من إرهاب ومجموعات مسلحة وفكر تكفيري وظلامي للانتقال بها إلى سورية الحضارة والتاريخ والثقافة، سورية الصمود والتصدي، سورية النصر، منوهاً إلى أن الجميع يجب أن يمارس حقه الانتخابي في اختيار ممثله وإنجاح الاستحقاق الدستوري ليتعلم العالم نهجنا الديمقراطي الحضاري الذي ميزنا لعقود طويلة.

واجب وطني
ويشير كذلك مهند ورد مدير مركز ثقافي المزة إلى أن العملية الانتخابية هي استحقاق دستوري يجسد حق السوريين وتأكيد على مواطنيتهم وهو واجب وطني يفرضه انتماؤهم لبلدهم سورية وهو مسؤولية وأمانة في هذه الظروف العصيبة والحرب الكونية الإرهابية التي تُشنّ على سورية، حيث يحتم الواجب على كل مواطن النزول إلى صناديق الاقتراع والتصويت لصالح ضميره الوطنيّ، ولعلّ التحديات برأيه ستكون كبيرة أمام ممثل الشعب المقبل للرئاسة في إعادة الإعمار وإجراء التغييرات الجذرية لنواحي الحياة السياسية والاقتصادية في سبيل تحسين ورفع المستوى المعيشي للمواطن، مؤكداً على أن أهمية الاستحقاق تتجلى بتعميق التجربة الديمقراطية كونها نقلة نوعية في تاريخ سورية المعاصر تعرقل كل المؤامرات الخارجية على الوطن وتجسد الحلّ الداخليّ للأزمة وقرار السيادة الوطنية لاختيار الشعب للرئيس المقبل بأن يكون هو صاحب السيادة والقرار وهذا يعدّ قفزة مهمّة في مجال العمل السياسيّ والذي سيكون له أبعد الأثر في إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لرسم ملامح سورية المستقبل، وهذا الأثر يؤسس كما يبين ورد لمرحلة إعادة الألق للوحدة الوطنية وإجماع الشعب على وحدة الأرض السورية وصموده أمام جميع التحديات الراهنة، كما أن المشاركة في العملية الانتخابية هي إكمال للنصر الذي يحققه جيشنا البطل على أرض الميدان، وهي دليل على أن سورية متماسكة وواثقة من شعبها وقيادتها.

نقطة انعطاف مهمة
أما الكاتب أيمن الحسن فيؤكد أن تجربة الانتخابات القادمة في بلدنا الحبيب سورية هي تجربة جديدة بكل المقاييس وأن الانتخابات وفق قانونها الجديد امتازت بتعدد المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى الحضور النسائي، وهذا الأمر يشكل نقطة انعطاف مهمة، وإن كانت ليست غريبة على سوريتنا بادئة الحضارة وسيدة الثقافة في العالم، مشيراً إلى أن هذه الانتخابات خضعت لمعيارين، حيث لا بدّ وأن يحظى المرشح بـ 35 صوتاً من أصوات أعضاء مجلس الشعب حتى يصبح على قائمة من يصوت لهم الشعب ليصوت المواطنون بعد ذلك على من يختارونه رئيساً للجمهورية.
ويختم الحسن مؤكداً على أن الانتخاب واجب وصولاً إلى حق المواطن وما يطلبه مستقبلاً من أمن وسلام وطنه وإعادة بناء ما تخرّب من بناء ونفوس بحثاً عن مستقبل أفضل.

مرشحي د.بشار الأسد
ويحيي الكاتب والباحث عيسى فتوح تجربة الانتخابات في سورية ويتمنى لها النجاح، كما يتمنى على كل إنسان واعٍ يعيش في القرن 21 أن يعرف من هو الرجل المتميز الذي يستطيع أن يخدم البلاد ويقف في وجه الإرهابيين الذين يحاولون شدّ سورية إلى الوراء بعقولهم المظلمة.. من هنا يؤكد فتوح أنه كمواطن سيمارس حقه في الانتخاب وسينتخب مرشحه د. بشار الأسد لأنه رجل عصريّ متميّز ومتفرّد وهو القادر في هذه الظروف الصعبة على أن يقود البلاد إلى برّ الأمان.

بحاجة إلى ربّان ضليع
ويرى الباحث بوح النوري أن الانتخابات في حياة الشعوب مخاض يتنافس فيه المتنافسون على تقديم خبراتهم وخلاصة تجاربهم ورؤاهم وهي حديقة واسعة للحرية يقول فيها كل إنسان رأيه، مبيناً أن بلدنا بلد المعرفة والثقافة والحضارة التي عمرها عشرة آلاف عام والتي قدم فيها كل مواطن عبر التاريخ خبرته وتجربته، وهي التي شهدت أول القوانين مثل قانون حمورابي، هي بلد جدير أن يقول فيه المواطن كلمته، يعبّر فيها عن رأيه بمن رشّح نفسه ليقود هذه البلاد، مشيراً إلى أن التجارب التي تمر بها الشعوب عامةً والشعوب العربية خاصة تدعونا للتأمل والمراجعة، وهذا التأمل برأيه لا يستطيع أن ينهض به إلا ذوو الخبرة والممارسة وممن تعمقت لديهم هذه الخبرات، ولذلك فنحن بحاجة اليوم إلى ربّان ضليع ليخرجنا مما نحن فيه، وهذا ما أراه يتجسد في شخص د. بشار الأسد.
أمينة عباس