اقتصاد

وعد حكومي جازم بدراسة خيارات المعالجة لاستملاك الشريط الساحلي سياحياً

لاقى الاستملاك السياحي للشريط الساحلي اهتماماً نوعياً من رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي الذي وعد فعاليات محافظة اللاذقية خلال لقائه معها قبل أيام بأن تكون هناك زيارة قريبة لوزير السياحة إلى المحافظة لبحث ودراسة واقع الاستملاك السياحي بما له من معطيات فنية تفصيلية كثيرة تحتاج إلى المتابعة الوافية والدقيقة للوصول إلى حلول وتصورات ونتائج بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، لما للاستملاك السياحي من طابع شمولي يستدعي بحثه من كل الجوانب بما يخدم الوصول إلى الحل الأمثل.
وتنتظر فعاليات المحافظة من وزير السياحة في زيارته الأولى إلى محافظة اللاذقية، أن يضع ملف الاستملاك السياحي على خط المعالجة النهائية لأن أفق الحل له خيارات وبدائل موجودة ومطروحة من عدة جهات في المحافظة (اتحاد الفلاحين – مجلس المحافظة – المديريات المعنية)، وتم إعداد الكثير من المذكرات والمراسلات بهذا الخصوص إلا أن الاستملاك بقي معلّقاً ولم يدخل طور المعالجة ودون أن ينضج الحل لواحدة من أكثر المشكلات التنموية والاقتصادية والاجتماعية تعقيداً في محافظة اللاذقية، أما اللجان التي شكلت والمذكرات التي أعدّت والدراسات التي أنجزت فلا يمكن حصرها ولم تلقَ إلا وعوداً تسكينية كانت تدوّر من عام إلى آخر ومع كل اجتماع سياحي وزراعي ولم تحرّك الجهات المعنية ساكناً، ولا يزال استملاك لشريط الساحلي قائماً بكامل مساحته وبإشارته نفسها مخلّفاً آثاراً اجتماعية واقتصادية سلبية انعكست على المزارعين وأسرهم.
ومن الطبيعي أن يشكّل استملاك هذا الشريط  بمساحاته الواسعة المحاذية والمجاورة لشاطئ البحر قضية إشكالية تستدعي إعادة النظر والمعالجة الجادة من الجهات الحكومية والوصائية، لأن هذه الإشكالية لم تجد طريقها إلى المعالجة ما انعكس سلباً على المزارعين الذين يجدون في استملاك أراضيهم سياحياً قراراً مجحفاً بحقهم  من شأنه أن يفقدهم مورد عيشهم الوحيد الذي يعتمدون عليه منذ عقود، ما يضعهم أمام مصير مجهول إذا ما تمّ حرمانهم من حقهم في هذه الأراضي الزراعية التي توفر فرص عمل لعدد كبير من العاملين في زراعة الأراضي والخدمات الرديفة لها من ناحية الإنتاج والتسويق والاستثمار.
وبكل المقاييس يمكن القول: إن الاستملاك السياحي للشريط الساحلي مشكلة حقيقيّة مزمنة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والزراعية نظراً لاتساع المساحات الزراعية التي أصبحت ضمن الاستملاك السياحي دون أن يجري استثمارها سياحياً، بل لقد جمّد الاستملاك مساحات زراعية خصبة واسعة وعطّل عجلة تنميتها واستثمارها على مدى نحو أربعة عقود من الزمن.
اللاذقية – مروان حويجة