ثقافة

د. المارديني في اختتام فعالية “اللغة والثقافة “: ستبقى جامعة دمشق منبراً فكرياً وثقافياً

اختتم المعهد العالي للغات في جامعة دمشق أمس فعالية “اللغة والثقافة” التي أقامها المعهد، وبهذه المناسبة أكد رئيس جامعة دمشق أ.د. محمد عامر المارديني على أهمية القيام بمثل هذه الفعاليات الثقافية في الظروف الصعبة التي تعيشها بلدنا ورأى أن وجود هؤلاء النخبة من الأساتذة والمفكرين والإداريين في جامعة دمشق يدعو للفخر والاعتزاز. وفي تصريح للبعث تحدث المارديني قائلاً: لهذه الفعاليات أبعاد كثيرة جداً أولها أن جامعة دمشق ستبقى المنبر الفكري والثقافي بالرغم من الأوضاع الصعبة التي تعيشها سورية، بل يمكن أن نقول إن جرعة التنوير الفكري والثقافي في الجامعة زادت في هذه الفترة. أما البعد الثاني فهو موضوع التكريم الذي يمثل ثقافة مهمة جداً لدى أي مؤسسة خاصة في جامعة دمشق لأن التكريم يعطي جرعة إضافية للمكرمين لزيادة عطائهم خصوصاً في هذه الفترة الصعبة التي تحتاج فعلاً إلى تشابك الأيدي معاً لإعلاء كلمة سورية وإعادتها متطورة حديثة متجددة. ولفت المارديني إلى أن جامعة دمشق مستمرة دائماً بإقامة الفعاليات المتنوعة على المستويات الفكرية والثقافية والعلمية والاقتصادية ومن جميع الكليات.

المعهد أثبت وجوده
بدوره قال د. مهدي العش أستاذ علم اللغة التطبيقي: فاجأني التكريم كثيراً لكن هذا يدل على إخلاص القائمين على المعهد العالي للغات الذي رافقته منذ بداية تأسيسه، وبالرغم من أنني في أمريكا إلا أنني ساهمت في تدريب المدرسين والمدرسات، ووجدت أن هذا المعهد أثبت وجوده وانطلاقته إلى آفاق أوسع، وبالرغم من أن قسم اللغة العربية الذي كان يخدم مئات الطلاب الأجانب وقد توقف الآن عن أداء رسالته التعليمية، إلا أنه سيكون مصدراً للمواد العلمية الأخرى في العالم وهذا المشروع سيبدأ قريباً وسيكون للمركز ميزة مهمة على مستوى العالم.

يدفعنا للتفاؤل بتجاوز المحنة
أما د. جورج رزق الله من مدينة معلولا منسق شعبة اللغة الآرامية في معهد تعليم الآرامية بمعلولا فقد حدثنا عن طبيعة عمله وأهمية التكريم بالنسبة له بقوله: أنا أضع المناهج والبرامج وأقوم بدورات لإعداد المعلمين لتعليم الآرامية وأتمنى أن تكتمل هذه الفرحة بأن يتم تفعيل المعهد في معلولا في العام القادم بشكل أكبر. وعن أهمية التكريم قال رزق الله إنه يشكل دافعاً للاستمرارية وطلب الأفضل والقيام بما أوكل إلينا للمحافظة على اللغة الآرامية وحماية هذا الوطن وبناء كل ما دمر وأحرق، والأهم أنه يدفعنا للتفاؤل بأن المستقبل سيكون أفضل بتجاوز هذه المحنة التي تعيشها بلدنا.
قرار الجامعة صائب
ورأت د.نورا أليسيان الباحثة والمترجمة ومنسقة دورات اللغة الأرمنية أن فعالية “اللغة والثقافة” التي أقامها المعهد العالي للغات في جامعة دمشق في غاية الأهمية خصوصاً في هذه الفترة لأنها تضم معنى اللغة والثقافة، وهذا بدا واضحاً من عنوانها. وأضافت أليسيان: شملت الفعالية عدة محاور تحدث فيها المحاضرون عن اللغة الكردية والآرامية والسريانية وتحدثت أنا عن التداخل اللغوي بين الأرمنية والعربية والتاريخ المشترك بين العرب والأرمن. وأكدت أليسيان صوابية القرار الذي اتخذته جامعة دمشق بافتتاح دورات لتعليم  اللغة الأرمنية وإن كان متأخراً بعض الشيء معتبرة أن الحفاظ على  اللغات الأرمنية والكردية والسريانية مهم للحفاظ على التراث والهوية السورية. أما عن التكريم فقد رأت فيه أليسيان حافزاً للانطلاق مرة أخرى لنشر الثقافة واللغة الأرمنية في المجتمع السوري لنبرهن للعالم الغربي أن الأرمن والأكراد والسريان مكونات أساسية في المجتمع السوري. وفي نهاية الحفل وزع رئيس جامعة دمشق شهادات التقدير على المكرمين من الأساتذة والطلاب والإداريين.
جلال نديم صالح