ثقافة

خوان خوسيه مياس أحد أبرز الكتاب الاسبان المعاصرين

الكاتب خوان خوسيه مياس، أحد أبرز الكتاب الاسبان المعاصرين، له مجموعة من الروايات والقصص القصيرة التي ابتدع لها شكلاً يراوح بين القصة والمقالة، ولد في فالنسيا باسبانيا، وانتقل إلى مدريد، وهو في السادسة من عمره، وأقام فيها منذ ذلك الحين، درس الفلسفة، والآداب بجامعة كوم بلوتس، ويعمل في الصحافة، ومقالاته لا تقل جمالاً من الناحية الأدبية عن مؤلفاته القصصية، والروائية، كتب الرواية، والقصة القصيرة، والمقالة، وجمع بين احترام النقاد، والمتخصصين، والانتشار الجماهيري، حيث تحقق كتبه أعلى المبيعات في اسبانيا، وذلك يرجع بلا شك إلى العمق الذي يتميز به، والخلط بين المشاعر، والفلسفة، وبين الواقع، والخيال، والنظرة المنطقية للأشياء، حيث البدء بمقدمات تفضي إلى نتائج تبدو بالنظرة المجردة غير مقبولة، وبالنظرة العميقة هي حقيقة الحقائق.

بدأ حياته الأدبية برواية “العقل هو الظلال” سنة 1974، ثم توالت أعماله التي شكّلت مسيرته الإبداعية، ومن أهمها: “امرأتان في براغ، هي تتخيل، هكذا كانت الوحدة، العالم”، ترجمت أعماله إلى أكثر من 15 لغة، وحصل على العديد من الجوائز منها: جائزة “بلانينا”، وهي أكبر جائزة أدبية تمنح في اسبانيا.
إلى ذلك يعتبر خوان خوسيه مياس خبيراً في تحويل الوقائع الغريبة إلى أسطورة، وشخصيات رواياته توجد فيها شخصيات شاذة، تعيش أحداثاً مقبولة، لكنها في الواقع أحداث غير منطقية، مقلقة، تثير دهشة القارئ، هذا التناقض يعود إلى أن أحداث تلك الروايات تجري كلها في مناطق حضرية معروفة بالمدن، وقريبة إلى التفسير الواقعي، وتتمثل الحياة اليومية كما في الروايات التالية: “ورقة مبللة عام 1983، حرف ميت عام 1984، فوضى اسمك عام 1988، ويشبه هذا الإبداع روايات الكاتب (خافيير توميو)، مع اختلاف في استخدام السخرية التي تشيع في كتابات هذا الأخير، لكنها سخرية مختلطة بالعبث، وتميل إلى التجريب السوريالي.
وهناك عدة عناصر يمكن أن تفسّر التطور الكبير الذي طرأ على الرواية الاسبانية خلال الثلث الأخير من القرن الماضي، ويمكن الإشارة إلى أبرز تلك العناصر التي تتمثل في:
أولاً: التقدم الاقتصادي الذي أثّر في تطوير عالم  الكتب والنشر الذي تحول من نشر تقليدي محدود ليصبح صناعة قوية.
ثانياً: التحول الاجتماعي الثقافي الذي يوازي التطور الاقتصادي، ما شجّع على ظهور جمهور قارئ يتكون من شرائح عريضة من الشعب الاسباني، بعض تلك الشرائح لم تكن تملك القدرة على امتلاك الكتاب، سواء بسبب قدرته الشرائية، أو بسبب تشكيله الثقافي.
ثالثاً: التطور الذي طرأ على وسائل الاتصال الحديثة التي أثرت بشكل كبير على تقرب الكاتب الاسباني من جمهور القراء، حتى أصبحت القراءة في اسبانيا عادة، وبشكل خاص الرواية التي يكتبها كتاب محليون، وهذا شيء لم يكن يحدث في الماضي.. لكل هذه الأسباب فإن أفق الرواية في اسبانيا متسع وجمعي، تتعايش فيه خمسة أجيال من الكتّاب، لأن التطور الاقتصادي شجّع على بروز أسماء شابّة جديدة، إضافة إلى الكاتبات اللاتي أصبح عددهن كبيراً، وأصبح وجودهن في الأدب الاسباني طبيعياً، ويتسع كل يوم، إضافة إلى استمرار الإبداع عند المؤلفين الكبار الذين استقرت أسماؤهم في الأذهان، ولا يزالون ينشرون أعمالاً جديدة، ومن هؤلاء الكتاب الكبار: اميليو خوسيه ثيلا، الحاصل على جائزة نوبل عام 1989، والروائي غونثالو تورنتي بايستير، وغيرهما.
وإضافة إلى هؤلاء الكتاب الذين ينتمون إلى جيل منتصف القرن الماضي، هناك مجموعة بدأت النشر خلال السبعينيات، ويشكلون تيارات عدة، أهمها ذلك التيار الذي حوّل الرواية أقرب إلى الشعر من خلال التعامل اللغوي، لكن الطابع الغالب لهؤلاء الكتاب أن لكل منهم شخصيته المتميزة داخل عملية الإبداع الروائي الاسباني.

إبراهيم أحمـــد