ثقافة

في حملتها التي أطلقتها إذاعة “شام أف أم” دعماً للاستحقاق الرئاسي:

مدير الإذاعة سامر يوسف: نحن منحازون للثوابت السيادية السورية “سورية والجيش وقائده”
منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها استطاعت إذاعة “شام أف أم” أن تثبت حضورها في الساحة الإعلامية السورية والعربية، وكانت منبراً حراً عبر مواءمتها ما بين الموضوعية والحقيقة في معلوماتها، وتحديداً في تعاطيها مع الأزمة التي تعيشها سورية لما يقارب السنوات الأربع، فامتلكت المصداقية لدى الجمهور بكل أطيافه.. واليوم وبمناسبة التحضير للاستحقاق الذي تعيشه سورية كان لإذاعة “شام أف أم” تعاطيها الخاص مع هذا الحدث؛ حيث أطلقت حملة بعنوان “سورية تنتخب- قاوم بصوتك” كما أنتجت أغنية لسورية والرئيس بشار الأسد بصوت الفنانة هالة القصير بعنوان “سيف الذهب”..
وللوقوف على تفاصيل أكثر عن الخطة التي اعتمدتها الإذاعة في تغطيتها لعملية الاستحقاق التقت “البعث” مدير الإذاعة سامر يوسف الذي تحدث قائلاً:
>> نحن، مثل أي محطة تتعاطى مع الأخبار، واكبنا كل التفاصيل من لحظة فتح باب الترشيح للاستحقاق الرئاسي حتى هذه اللحظة، واكبناها أولاً بأول، وأجرينا مقابلات مع كل الذين تقدموا بترشيحهم، وحاولنا استضافتهم كلهم، والوقوف على برامجهم، والسبب الذي دفعهم للترشيح، والجديد الذي سيضيفونه، ويشعرون أنه ليس لدى الآخر.. طبعاً كان هناك بعض الطرافة لدى بعض الأشخاص؛ فهناك مرشحون تقدموا بترشيحهم لتسجيل موقف، إذ من بين من ترشحوا شخص مسيحي تقدم بترشيحه -كما قال-  ليبرهن أنه ابن سورية، ومن حقه الترشح للرئاسة، بغض النظر عن دينه..
أما بالنسبة لحملتنا “قاوم بصوتك” فمن وجهة نظري أنه في هذا الوقت مفهوم المقاوم يطلق على كل من لا يستطيع حمل السلاح مع جنود الجيش العربي السوري، أو حتى الموظف الذي يذهب إلى وظيفته في ظل هذه الظروف السيئة هي حالة من حالات المقاومة، بالتأكيد هو ليس كمن يحارب ويضحي بروحه، لكنه بالمقابل نوع محترم من المقاومة، وهذه المقاومة بالصوت أساسية جداً لسبب مهم أننا كسوريين نواجه هجمة عالمية شرسة تسعى لإفشالنا وإفشال العملية الانتخابية، وأنا أرى من الواجب على كل مواطن سوري، لمواجهة هذه الهجمة على بلدنا الذي نحب، أن يذهب للإدلاء بصوته بغضّ النظر لصالح من سيدلي ، فالعبرة بالذهاب إلى صناديق الاقتراع وهذه حالة تحد ومقاومة، بمعنى، أنت سوري قاوم هذه الهجمة بصوتك الذي يفترض أنه لا أحد يستطيع أن يصادره أو يملي عليه، وقد لاقت هذه الحملة ردود فعل إيجابية، وحاولنا قدر الإمكان أن نقدم شيئاً، ونحن مقتنعون بما قمنا به.
وبعد أن تم إقرار المرشحين الثلاثة عملت “شام أف أم” على تقديم سيرة ذاتية عن كل مرشح، والتعريف بهم.. وحول ذلك تابع يوسف: حاولنا أن نعرّف الناس بالمرشحين الثلاثة رغم حساسية هذا الأمر، لكن إذا سألتيني عن حياديتنا مع الثلاثة أقول لك إن الأمر كان صعباً جداً، ليس لسبب محدد، لكن بسبب حضور طاغ لشخص الرئيس بشار الأسد لدى الناس، وهذا لا يمكننا التغاضي عنه، ونحن استضفنا المرشحين الاثنين بالشكل اللائق بهذا المنصب، وبرأيي عند استضافة أي مرشح لرئاسة الجمهورية احترامه يكون من احترام مقام الرئاسة، ولا يجوز التقليل من هذا الاحترام إطلاقاً، وقد عملنا جهدنا أن نتجاوز الانتقادات التي أثيرت في اللقاءات الإعلامية السابقة لهم مع وسائل الإعلام الأخرى.
وأسأله:
> من موقعك كمدير لوسيلة إعلامية كيف عملتم على دعم الحملة الانتخابية للرئيس بشار الأسد بشكل لايظهر انحيازكم؟.
>> لقد طلب الرئيس بشار الأسد احترام الحملات الانتخابية، ونحن أفسحنا المجال عبر أثير إذاعتنا للمرشحين المقابلين للرئيس الأسد، وكان بإمكانهما أن يعتمدا على وسيلتنا بأي شيء يخدم حملتيهما، وأنا لا أقف في وجه أحد، لكن في الواقع -وأنا هنا أتحدث عن نفسي كمدير للإذاعة- مرشحي هو الرئيس بشار الأسد، وقد لا يتوافق كل من في الإذاعة معي بخياراتهم.. ونحن قمنا ببعض الخطوات التي تعبّر عن خيارنا فقدمنا (بروموشن) صغير استخدمنا فيه صوت فيروز، يظهر فيه رئيس فرنسا السابق ساركوزي وهو يقول: “على الأسد التنحي”، ثم تظهر كلينتون وتصرح “أيام الأسد أصبحت معدودة”، وكذلك مرسي وأردوغان  يتحدثان بكلام مشابه، ثم يطل الرئيس بشار الأسد ليخاطب الشعب: “ما هذه المقاومة والصمود” وهذه وحدها كافية لنقول للناس كيف نفكر وكيف نعبّر عن رأينا بأنه لا أحد يفرض علينا رئيسنا، وأنه مجرد أن يأتي العدو ليغيّر الرئيس الأسد هذا أكبر دليل أن الرئيس على صواب، ويمثل الحافز الأكبر لي كـ “سامر يوسف” أن أكون معه.. هذه أول نقطة، والنقطة الثانية هي أنه من يستطيع احتمال الضغوط التي تعرض لها خلال فترة الأزمة، وإدارته الحرب بهذه الطريقة بالتأكيد هو شخص استثنائي؛ لذلك هو من سنكمل معه لخلاص سورية وبقائها موحدة، ولأن غالبية الشعب السوري معه، صحيح هناك بعض الناس ضده، لكن باعتقادنا من يحبون سورية ويريدون الحفاظ على وحدتها سيكونون مع الرئيس بشار الأسد من وجهة نظرنا.
وعن خطة عملهم لما بعد الانتخابات أجاب يوسف:
>> نحن لسنا من أنصار عبادة الشخص وتأليهه، لكن هناك خط مصير وحياة سورية نحن معه، وسنبقى لآخر لحظة ندعم هذا الخط بإمكانياتنا المتواضعة، هذا أمر لا مساومة عليه، سورية هي الأساس، وأنا أرى أن الذي يحمي سورية، والذي استطاع أن يحافظ عليها رغم كل هذه الهجمة هو الرئيس بشار الأسد.
ويشهد لـ “شام أف أم” وعلى مدى سنوات عملها السبع بمصداقيتها وموضوعيتها.. وهنا سألته فيما إذا كانوا قد عاشوا حالة من الانحياز في خطابهم خلال السنوات الثلاث من عمر الأزمة؟.. فأوضح:
>> طبعاً عشنا حالة من الانحياز للجيش ولسورية ولقائد هذا الجيش حتماً، فنحن لانستطيع أن نكون حياديين بكل القضايا، وبالشكل العام لايقتصر الإعلام على اللونين الأبيض والأسود، بل هناك قضايا جوهرية لا يجوز المساس بها كـ “العلم، الجيش، الرئيس” هذه ثوابت لايجوز التشكيك بها وهذا ما اشتغل عليه الإعلام المعادي من اللحظة الأولى للأزمة؛ حيث حاول أن يشككنا بجيشنا، بسوريتنا وبعلمنا، فمن أول لحظة أتى “إيريك شوفالييه” وفرض على جماعة المعارضة تبنّي علم الانتداب، ومن أجل ذلك تطرفنا ربما، أو لم نقبل أن نساوم للحظة واحدة بمواضيع تتعلق بسيادة هذا البلد، ونحن منحازون لهذه المواضيع، لكن باقي القضايا الأخرى غير السيادية نحن حياديون تجاهها، ولا ننحاز لأي وزير، و”شام أف أم” أكثر من استقبلت على أثيرها أعضاء من المعارضة، حتى أن البعض منهم كانت له برامج أسبوعية في إذاعتنا ودون أي مقابل، وأنا حرصت أن يكون صوت هذه المعارضة “المنطقية” عبر أثير سوري، فطالما هذا المعارض متفق معنا على أساسيات السيادة السورية فلا شيء يمنعنا من استضافته.

جمان بركات