ثقافة

سورية.. وصباحات الوطن الأجمل

سلوى عباس
صباح الوطن الجميل الذي يعيش أعراس الفرح.. صباح الوجوه الطافحة بالبشر والتفاؤل تتزاحم أمام السفارات السورية في الخارج لتعبر عن انتمائها وتختار رئيسها الذي يمثل أحلامها وتطلعاتها لبناء سوريتهم.
صباح العنفوان الذي جسده شباب سورية وفنانوها في تلك الأمسية التي عبقت أرجاؤها بحلم الوطن المعمد بأرواح استعذبوا الموت ليعيش شامخاً كما اعتدناه على مر الزمان.. ففي الأمس عشنا شغف حلم رسمه فنانو سورية ممثلين بأعضاء نقابتهم تتقدمهم نقيبتهم الفنانة المخضرمة فاديا خطاب مع زملائها وأبنائها شركائها في النقابة وحب الوطن يهتفون للاستحقاق الرئاسي الذي يرسم ملامح وجودهم، فاجتمعوا في هذه الأمسية التي استضافوا فيها المفكر والإعلامي ناصر قنديل ابن سورية ولبنان ليتحدث عن أهمية مواكبة الحسم الدستوري للحسم العسكري الذي يؤكد حتمية انتصار سورية، اجتمع فنانو سوية ليقولوا كلمتهم ويؤكدوا عهدهم الذي عاهدوا فيه الرئيس بشار الأسد على إكمال المسيرة وبناء سورية، وقد تحولت تلك الأمسية إلى عرس حقيقي حيث أطل شباب من نقابة الفنانين  يحملون الأعلام السورية ويرددون أغنية “موطني” هذه الأغنية الراسخة في وجدان كل سوري عشق تراب هذه الأرض وتجذّر فيها وأبى أن يغادرها وبادلها الوفاء بالوفاء أنها منحته وجوده.. شباب أضاؤوا معبد مسرح الحمراء لينشدوا للحياة نشيداً مختلفاً عن الحياة التي حاول الظلاميون فرضها علينا، كانوا كشلال يتدفق ويملأ الدنيا سحراً، هؤلاء الشباب كانوا نموذجاً للشباب السوري الذين يتحفوننا في كل مرة بفلسفة جديدة للحياة، فكانت عباراتهم التي تنادوا بها تشكل الأمان الذي يعيد لنا ثقتنا بالغد فلا تكسرنا الريح ولايذوّبنا المطر..
تاهت الكلمات والأحاسيس عندما اعتلى شباب النقابة خشبة مسرح الحمراء يرفعون علم الوطن ويترنمون بكلمات النشيد العربي السوري فرسموا على ضفاف أرواحنا ألوان فرح تضيء الشموس وتنطلق أحلامنا في السماء المعلقة بالشغف.. شباب على وقع أصواتهم تألقت الأغاني وأقيمت أعراس الوطن وعيده الآتي الذي يكتبه السوريون الذين جاؤوا من أصقاع العالم  للتعبير عن سوريتهم التي تسكن في حناياهم مهما كان البعد الجغرافي.. فاحتشدوا أمام السفارات وأقاموا أعراسهم واحتفالاتهم ليقدموا للعالم أجمع برهانهم على أن السوريين كشجر السنديان والسرو العالي يضجون بالحياة ويرسمون حبهم لوطنهم أقواس قزح على أرجوحة الشموخ، وليثبتوا أنه مهما جنت الريح لاتستطيع اقتلاعهم لقناعتهم أن صباحاتهم أجمل مع وطن الكرامة.
فنانونا الأعزاء.. إن ما تقومون به اليوم وكل يوم من تعبير عن محبتكم لبلدكم وفنكم بلسم لجروح سورية وهدهدة لقلوب ثكلى تحولت دموعها شلالات فرح لغد مشرق بموسيقا تعزفها أصواتكم أنشودة للانتماء.. ومن وحي أعمالكم التي أعطت للفن السوري ألقه تتفتح سنبلة من حنطة الأمل وتتوضح رؤية الخلق المدرك لقدرة الشعب السوري على الصمود والتحدي.
سوريتنا الحبيبة.. منك ومعك نتعلم كيف نصنع الضماد لجراحنا، وفي لحظات وهننا نرتمي في حضنك تبلسمين آلامنا وتروين ظمأنا إلى حروف اسمك نجمعها في قارورة حلم نرتشفه قطرة قطرة حتى يطل الصباح، فشكراً لنقابة الفنانين على هذه الأمسية الرائعة التي كانت عرساً وطنياً بحق.. دمتم للوطن ودامت سورية حرة أبية.