ثقافة

لأن الكلمة أقوى من البندقية.. مهرجان شعري في ريف دمشق بمناسبة الاستحقاق الوطني

تعبيراً عن الفرح السوري بمناسبة الاستحقاق، أقامت مديرية الثقافة في ريف دمشق مهرجاناً شعرياً أمس في مكتبة الأسد لتوجيه كلمة تقدير واحترام لأبطال الجيش العربي السوري على انجازاتهم العظيمة وإعلائهم راية النصر، ودعما للشعب السوري الصامد في محنته، وقائد الوطن الذي قاد السفينة إلى بر الأمان، مما عكس الحالة الوطنية السائدة، وحاكى الهم الوطني الذي مرت به سورية على مدار ثلاث سنوات ونيف، بمجموعة من النصوص الشعرية لكوكبة من الشعراء المخضرمين والشباب الذين صاغوا عواطفهم ومشاعرهم بنتاج أدبي جميل يجسد وطنيتهم وانتماءهم لوطنهم وقائد الوطن الرئيس بشار الأسد.
وقد افتتح  المهرجان بدقيقة صمت على أرواح الشهداء والنشيد العربي السوري، ثم كلمة افتتاحية للأستاذ عفيف دلا مدير الثقافة أكد فيها على دور الأدباء والمفكرين في هذه المرحلة الحاسمة من عمر الوطن حيث قال: دائما الكلمة إلى جانب البندقية  في كل مواجهة وفي حقيقة الأمر إن الحروف عندما تلتصق بالوطن تبدو مكثفة إلى حدود اللانهاية فيصبح للكلمة معنى، ويصبح لها جوهر ربما يتمايز إذ هو اليوم يغرد للوطن وينظم للوطن ولقضية الوطن لسورية الشعب، للجيش والقائد.
وقد أُطلقت هذه الفعالية لأصحاب المواهب الإبداعية ومواهب شابة أرادت أن تعبر عن عشقها لسورية والتزامها لقضايا الوطن، فأكدت الشاعرة أسيل الازعط في قصيدة بعنوان “الى حماة الديار” أهمية دور الجيش في حماية الأرض والعرض وتأييده في هذه المرحلة الحاسمة ليصنع النصر:
ألا ياجيشنا السوري حانا
صراع البغي فالباغي رمانا
فقم جرّد سيوف الحق حتى
يعود الحق مرهوبا مصانا
وأنا كالصقور إباء صنيم
وكالإعصار ذوداً عن حمانا
كما ألهبت الشاعرة دلال عاقل القاعة بشعور العز والفخر، عندما ترجمت انتصارات الجيش العربي السوري الأبي بلغتها الشعرية إلى غار وآس يوضع على جبينهم في قصيدة “ريحة بلادي” حيث قالت:
ريحة بلادي عالآس والغار.. والنشوة نشوة نصر..  والمجد إلنا اختار
بشار الغالي حكيم ومقتدر .. نادى جميع الناس للأوطان
حيّر عدوه وجابله داء الجنون .. صمته وكلامه كلمته نيران
قاد السفينة والعدو عم ينتظر.. وقت الغرق أو يهرب الربان
وقد صدحت الشاعرة لمى الفقيه بألفاظها الجزلة وإلقائها القوي بحب دمشق وعبرت عن سخطها بخيانة الأعراب لها في قصيدتها “النصر للشام”:
ظلموك يا أم العروبة جهرة
لم يثنهم شرف وبعض حياء
يا للفظاعة يا لعراء أعراب
خانوا العروبة في دجى الظلماء
باعوا الضمير وسلموا لعدوهم
دمهم وحرّ رقابهم بسخاء
وقد جاءت المواهب الشابة لتؤكد تفاعلها مع الحالة الوطنية وحماستها لقضايا الوطن، بحضور شعري وخواطر تطرب لها الأرواح، فالشاعرة دانا شباط كتبت قصيدتها “أنا العربي” بحسها الشبابي والعروبي:
فأنصح كل محتل يريد التحدي.. أن يفكر في أنين
لأن الحرب ليست لعبة.. ودم السوري عندي لم يهن.
وعبر الشاعر محمد رضا الرفاعي عن مكانة  دمشق على مر التاريخ حيث كانت ولا تزال وجهة كل عربي ودار الضيافة والعز، ولم ينل منها غازٍ ولا غادر فهي قلعة الصمود على مر العصور ومهما تكاثر عليها الحاقدون الغادرون فستبقى عصية على منالهم فقال في قصيدته “لما دمشق”:
أكانت يوم كانوا أهل ضعف
تعيث بهم على ظلم خرابا
أكانت يوم كانوا هم جياعا
تغطيهم بما يجري اللعابا
أكانت يوم شردهم عدو..
تغلق دونهم للدار بابا
واختار الشاعر محمد الضحاك قصيدة بعنوان قسمي ليعبر بها عن انتهائه وحسه الوطني وإيمانه بالنصر القادم حيث قال:
إنا يا دمشق قد رفعت لك يدي..
وأقسمت بأن شمسك لم تغبِ
مادام  قاسيونك شامخا
ومازالت الروح  بالجسد
أنت المجد ولو ضاقت عليك الصعاب..
ستخرجين منتصرة وسترجعين منارة لكل العرب
وأكد الشاعر خالد بدور على حلمه بنهاية هذه الأزمة، وعودة وطنه سالما معافى من الأغراب مؤكدا أن سورية مقبرة كل غاز ومعتد في قصيدته “وطني حبك”:
وطني أحبك سالما ومهابا
وبحب أهلك نطرد الأغرابا
ستكون مقبرة الغزاة إذا هم
شدوا إليك جحافلا وركابا
وفي نهاية المهرجان أكد عفيف دلا أن الكلمة أقوى من البندقية وهذه النصوص الرائعة تخلد مرحلة مهمة من تاريخ سورية، وأكد على أن الباب مفتوح أمام جميع المواهب لتعبر عن مكنوناتها العاطفية والوطنية في جميع المراكز الثقافية، وهذا حق شعبي ومطلب ثقافي مشروع يشجع شبابنا لتفجير طاقاتهم الإبداعية ومواهبهم الثقافية.
فاتن شنان