اقتصاد

نقطة ساخنة وكم يخدع البصر..!!

بالأمس وبتوجيه من السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، قدّمت الحكومة 4 مليارات ليرة لمحافظة ريف دمشق، وبالأمس أكد وزير الكهرباء من قلب محافظة إدلب رفع مخصّصات الأخيرة من الطاقة الكهربائية لتصل إلى 100 ميغا واط بعد أن كانت 60 ميغا واط، لتلبية احتياجات المواطنين والشركات الإنتاجية والمؤسسات الخدمية المختلفة وتحسين واقع التيار الكهربائي بالمحافظة.
وليس ببعيد زمنياً، كان وزير الكهرباء قد وجّه مديرية شركة كهرباء حلب لتوظيف 100 عامل فني يضافون للورشات الفنية لإصلاح الأعطال، وغير هذا الكثير والعديد مما قد تمّ ويتم في مختلف القطاعات والمحافظات.
وما اقتصارنا واكتفاؤنا واستشهادنا بما تقدم، ليس أكثر من كونهما خبرين حديثين من سلسلة أخبار اقتصادنا المقاوم رغم كل حجم الاستهداف الذي لم ينجُ منه أي تفصيل في كل القطاعات الاقتصادية وغيرها على كامل المساحة الجغرافية السورية.
إعجاز بكل ما للكلمة من معنى، يؤكده كم التخريب والتدمير غير القادر على محاولة إنكاره أو تشويهه أحد، يقابله حجم عظيم من العطاء على طريق إعادة الإعمار..
إعجاز بحق.. لا يمكن أن تُقاس تكاليفه، بالقدرة غير المسبوقة عالمياً لصمود الإنسان السوري، المدعوم باقتصاد يثبت كل لحظة أنه متجدّد ومتعدّد، وهذا في حد ذاته ميزة أصبحت مطلقة وليست نسبية.
كلامنا يدرك معناه وأبعاده وثمنه المختصون والخبراء الاقتصاديون والاجتماعيون ومن يتبعون له من مؤسسات ودول، وتحديداً أعداء سورية وأزلامهم قبل غيرهم.
هم يعلمون تماماً ماذا تعني- على سبيل المثال- زيادة 40 ميغا واط، وكم هي تكلفتها وما تحتاجه من بنى تحتية وفوقية وكلف تشغيل ومتابعة وصيانة، يعلمون أن تلك الـ 40 ميغاواط تعني مئات الملايين من الدولارات، ومثلها أيضاً وقود لتوليد الطاقة وعمال ورواتب لتشغيلها.. إلى آخره.
كما يعلمون وهم المنفذون للإرهاب بكل أشكاله المعروفة وغير المعروفة، أن تلك الـ 40 ميغاواط وغيرها سابقاً ولاحقاً ماذا تعني، على الرغم من تجاوز خسائر القطاع الكهربائي في سورية الـ 80 مليار ليرة سورية حتى نهاية العام الماضي، وماذا تعني الـ 100-150 مليون ليرة التي يتكبّدها ويتحمّلها هذا القطاع من خسائر يومية، وأن أكثر من 3 آلاف ميغا واط من الطاقة باتت خارج الخدمة جراء توقف محطات التوليد عن العمل، واستهداف خطوط نقل الطاقة بشقيها النفطي والكهربائي، وفي الوقت الذي من المفترض أن تنخفض فيه حصة الفرد الواحد من الكهرباء تتم الزيادة!!، يعلمون كل هذا وغيره، لكنهم لن يقدروا على إدراك الطاقة السورية.
ولعلّ فشل الحيلة والفتيلة وكل فنون الدس والتآمر والتدمير، تكاد تطيح بما قد تبقى من عقولهم، وهم يشهدون المستحيل يصنع على الأرض السورية، لدرجة وصل بهم غيهم وغيظهم إلى منع السوريين المغتربين من ممارسة أبسط حقوق الإنسان، حق الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيسهم ومستقبلهم.. والذي تنص عليه شرعة منظمات الأمم المتحدة، منعٌ كافٍ لكشف حقيقة حريتهم التي يصدرونها لنا تحت مسمّى “الديمقراطية”.
لن يدركوا لأنهم شاهدوا بالبصر لا بالبصيرة.. وكم يخدع البصر؟!.
قسيم دحدل
Qassim1965 @gmail.com