محليات

دراسة فنية تفتح الباب على ضرورات الجدوى الاقتصادية “للأعلاف البديلة” تطبيقات ناجحة في حمص وحماة و13،5 مليون طن مخلفات زراعية تهدر لصالح الاستيراد المكلف جداً

تأتي مشكلة عدم توفر الأعلاف وغلاء أسعارها في مقدمة العقبات التي تؤثر على تطور إنتاج الثروة الحيوانية، ما جعل الاعتماد على موارد المخلفات الزراعية وتحسين قيمتها الغذائية خياراً رئيسياً في تدعيم تغذية قطعان المجترات المحلية، ولاسيما أن تكاليف الأعلاف تصل إلى نحو 75% من تكلفة إنتاج الحليب و90% من تكلفة تسمين العجول.
ومع أن المراعي الطبيعية توفر قسماً كبيراً من احتياجات القطعان، إلا أن المهندس محمد مارديني رئيس دائرة قسم نقل التقانة في مديرية البحوث الزراعية يرى في الأعلاف البديلة من المخلفات الزراعية المتوفرة بكثرة وتشمل (مخلفات تقليم الزيتون، أحطاب القطن، تفل الشوندر، تفل البندورة، أتبان القمح والشعير والخضار والأشجار وغيرها..) والمقدّرة بـ 13،5 مليون طن فرصة أكثر جدوى وتوفيراً بعد تحسين قيمتها الغذائية من الطاقة والبروتين.

مخلفات زراعية
وحسب الدراسة الفنية التي أعدّها مارديني فإن المخلفات الزراعية تتواجد بنسب جيدة ومنها تبن القمح والشعير التي تشكل بحدود 47% من إجمالي المخلفات الزراعية، وأحطاب القطن التي تشكل نحو 20%، ومخلفات الشوندر السكري وهي (مخلفات نواتج التصريم تشكل 2.7%، ومخلفات نواتج تصنيع الشوندر والمولاس التي تشكل بحدود 4.7%، والمولاس هو ناتج ثانوي لصناعة وتكرير السكر، يشكل إنتاجه نسبة تقدّر بنحو 1.5% من المادة الخام)، إضافة إلى مخلفات البقوليات التي يقدّر إنتاجها بحدود 100 ألف طن عام 2011، ومخلفات الخضار والفواكه يقدّر إنتاجها بحدود 1.7 مليون طن مخلفات طازجة وشكلت بحدود 12.5%، ومخلفات تقليم أشجار الزيتون بحدود 1.3 مليون طن، ومخلفات باقي الأشجار وقدّر إنتاجها من المخلفات بحدود 800 ألف طن عدا عن مخلفات العنب.

تجارب منفذة
وبهدف استثمار المخلفات الزراعية أوضح رئيس الدائرة أنه تم تطبيق عدد من التقانات في حمص وحماة، ساهمت في تحسين القيمة الغذائية للمخلفات مع تدريب الكوادر الفنية ومربي الحيوانات على تطبيق هذه التقنيات في مزارعهم، وتمثلت بتطبيق ثلاث تقنيات هامة هي معاملة الأتبان والقش باليوريا، وتصنيع البلوكات العلفية والسيلاج.
واستمرت هذه الأعمال من خلال تنفيذ العديد من التجارب التطبيقية على هذه التقنيات في محطات بحوث الثروة الحيوانية وجزء آخر على حيوانات المربين، وتبيّنت فائدتها في خفض كلف تغذية الحيوانات المجترة، وتأمين مصادر علفية إضافية وبكلف منخفضة.
وأظهرت نتائج التجارب الحقلية التطبيقية بأن معاملة الأتبان باليوريا يؤدي إلى تحسين قيمتها الغذائية من حيث نسبة البروتين (9-11%) ويزداد معامل هضم المادة الجافة بحدود (30%)، كما يزداد معدل المادة الجافة المأكولة بحدود 50%، وتم تصنيع البلوكات العلفية وهي عبارة عن خلطات جافة مصنعة بأشكال مختلفة (مكعبة– أسطوانية..) من المخلفات الزراعية النباتية وبعض المواد الغذائية (أملاح وفيتامينات).
وأكد المارديني أن الهدف من تحسين القيمة الغذائية للمخلفات الزراعية رفع قيمتها الغذائية وتصنيعها، ما يساهم في اقتصادية وسهولة نقلها وتداولها، وتخفيف الضغط على المراعي المتدهورة نتيجة الحمولات الكبيرة التي لا تتناسب وحمولة المرعى، والاستغلال الأمثل للمخلفات وعدم هدرها، وكذلك الحدّ من تلوث البيئة الناتج عن تراكم هذه المخلفات أو حرقها، كما تؤدي إلى زيادة إنتاج الثروة الحيوانية وتحسين دخل المربي، والحدّ من استيراد المواد العلفية من الخارج، وتصنيع جزء من الأعلاف التقليدية بأشكالها المختلفة (جاف، ورطب )– (مالئ، ومركز، ومتكامل).
دمشق– فداء شاهين