اقتصاد

رافعة ورسالة من السوريين للداخل والخارج بعد توقف.. مديرية التسويق والترويج تطلق أول رحلة للسياحة الداخلية

تشجيعاً للسياحة الداخلية تقوم وزارة السياحة- مديرية التسويق والترويج بجولة سياحية إلى مدينة صيدنايا يوم الأحد الموافق في الثامن من الشهر الجاري، وذلك حسب البرنامج التالي: الانطلاق الساعة التاسعة صباحاً والتوجه إلى دير السيدة، تعقب زيارة الدير استراحة إفطار، لينطلق السياح إلى معرة صيدنايا لزيارة دير مار الياس، ثم العودة لدمشق.
الجولة السياحية ستكون غنية من الناحيتين الطبيعية والثقافية، كون المكان المقصود يجمع ما بين السهل والجبل وما بينهما من علاقة جدلية لكنها متناغمة وبفرادة متمايزة، حيث تتجسّد جملة من الصور المتداخلة التاريخ والحضارة والبيئة قديمها وحديثها، وبإطلالات رائعة في جو من المناخ العليل، إذ شهدت تلك المنطقة افتتاح عدد من المشاريع السياحية الترفيهية والصحية الداعمة للسياحة الدينية.
وهنا لعل الرسالة الأهم التي نود إيصالها لكل سوري، تتمحور حول دور السياحة الداخلية في تنشيط عدد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية ذات المنعكسات البالغة الإيجابية، وخاصة زمن الأزمات التي يمر بها شعب ما، ونرى في تجربة عدو الماضي والحاضر فرنسا –على سبيل المثال لا الحصر- ما يمكن أن يكون حالة محفزة لإعادة تشكيل الوعي بدور كل سوري في هذه المرحلة القاسية.
في بداية الثمانينات من القرن الماضي أيام الرئيس فرانسوا ميتيران، شهد الفرنك الفرنسي تراجعاً حاداً في سعر صرفه أمام الدولار، ونتيجة لذلك طلبت الحكومة الفرنسية من جميع الشركات السياحية الفرنسية، عدم القيام بأي رحلة سياحية خارج الأراضي الفرنسية واقتصارها على السياحة الداخلية، وفعلاً استجابت الشركات وقبلها المواطن الفرنسي، ولم تُسجل حالة سياحية واحدة خارج فرنسا، بل تركزت كل الحركة السياحية ضمن الأراضي الفرنسية، وبعد عام واحد فقط استطاع الفرنك الفرنسي العودة وبقوة أمام الدولار الأمريكي.
نلفت إلى ذلك لنؤكد ما يستطيعه قطاع السياحة من دور اقتصادي في أن يكون إحدى الروافع الرئيسية لاقتصادنا الوطني، ففي المرحلة الانتقالية القادمة، سيكون للسياحة الداخلية كلمتها في العودة الطبيعية للسياحة العالمية إلى سورية.
بوابة يجب تمكين مفاصلها كي تكون فاتحة لأكثر مما كان تحقّق سابقاً، وبتشريعها ودعمها بنيوياً ومالياً، نتمكن من تغيير الصورة لتكون الرسالة التي سننطلق بها من السوق الداخلية إلى الأسواق الخارجية.
قسيم دحدل
qassim1965@gmail.com