اقتصاد

نقطة ساخنة السادة يقولون كلمتهم..

البارحة أعلاها السوريون مجلجلة، هزّت إمبراطوريات وعروش الإرهاب، ملايين من الـ”نعم” لهامة وطنهم سورية، ولهاماتهم التي لا تهوى إلا الشمس تاجاً، وأرضهم المحرمة -على كل مُدنس جاهل حاقد- موطئاً لأقدامهم..
لا غرابة على من تعني أسماؤهم في كل معاجم اللغات، أنهم السادة..
البارحة عمّدوا بالدم كلمتهم وأثبتوا للعالم أجمع أنها البداية كانت ولاتزال، وستظل الفيصل رغم كل محاولات الخنق والتضيق والتشويش.
بالأمس توّجوا حقهم وواجبهم، فكان تتويجاً نهائياً لمجمل البرنامج السياسي الذي صنعوه رداً على من أراد لهم التغييب والفناء، والذي بدأ بقانون جديد للإدارة المحلية ومن ثم بانتخابات بلدية، تلاها تغيير للدستور، تبعته انتخابات برلمانية، وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية أمس.
السوريون أمس أثبتوا أن مَن يملك الرؤيةَ يملك المستقبل الزاهر، ومن يملك الرؤية يملك المواقف والثوابت ويتّجه نحو بناء سورية المتجددة.
البارحة قالوا نعم للوطن الذي ينشر على مساحة الكون عطره، فسورية الأولى في تصدير الزيوت العطرية، وكيلوغرام واحد من شذا وردتها الشامية يشّغل كل معامل وشركات العطور الفرنسية.
وقالوا نعم لسورية الدولة الوحيدة في العالم التي لاتزال تدرّس الطب باللغة العربية منذ عام 1919، حيث كانت جامعاتها وحتى قبل الأزمة الحالية تنافس أكبر الجامعات العالمية كهارفرد وأوكسفورد الأمريكيتين، فسورية طوّرت في وقت قياسي أول نموذج تعليمي عربي ناجح، بعيداً عن المناهج الغربية والأجنبية وبشهادة المنظمات المختصة في الأمم المتحدة نفسها.
ليس مجرد كلام.. فمن يجهدون لتدميرها الآن من أعراب البترودولار يعلمون ولا يستطيعون إنكار أن أسس الدولة المسمّاة، وضع أركانها سوريون، وبورصة الكويت يعلم الكويتيون من أسّسها، ويعلم الإماراتيون تميز مهندسينا وأطبائنا وعمالنا، ويعلمون من هم المدرّسون الأوائل لهم.
وتعلم الصحراء الغبراء أي الأغذية هي الأطيب على أطباق الجاحدين منهم، ويعلمون أن من لا يزالون يأكلون من خيراتها، أن خيراتها لا تنضب أبداً.
لهذا وللكثير غيره يقولها السوريون اليوم: نحن أنوف الناقة ومن يساوي بأنف الناقة الذنب.. سادة وسنظل سادة.
قسيم دحدل
qassim1965@gmail.com