ثقافة

استحقاق سورية السيادة والحضارة التاريخية

اختلفت أحاديث صباح أمس عن أحاديث صباحاتنا المعتادة التي كان الناس يتداولونها كل يوم: (مافي سير، عجقة كتير، راح روح مشي.. إلى آخر ما هنالك من عبارات تصور حالة اللهاث اليومي التي يعيشها الناس)، كانت مختلفة تماماً عن باقي الأيام حيث لم يتردد أي أحد في الخروج من منزله متناسين الصعوبات  والتهديدات وصعوبة وسائل النقل، وإغلاق الطرقات، وزحمة الأشخاص، بالفعل لم يكن يوماً عادياً كانت اهتمامات الناس منصبة على التوجه إلى صناديق الاقتراع، فيقول أحدهم: “أنا انتخبت لكي تعود سورية كما كانت” وآخر يقول: “سأقدم صوتي لنكون جميعاً في بلد الياسمين” بهذه العبارات بدأ نهار السوريين أمس وهم متجهون في يومهم التاريخي إلى صناديق الاقتراع. وقد كان للفنانين تعابير مختلفة لوصف هذا اليوم المميز مؤكدين أنها خطوة حضارية وديمقراطية عظيمة لصالح السوريين جميعاً، والبرهان أمام الجميع أننا في بلد ديمقراطي رغم حملات التشكيك والاعتراض التي وجهها بعض الغرب والمستعربين محاولين بذلك تشويه الصورة الحقيقية.
سورية منتصرة بعرسها
وقد وصف المخرج أسعد عيد، “عضو في نقابة الفنانين”، يوم أمس بالعرسٌ الوطني فيقول: أعتبر هذا اليوم عرساً وطنياً للسوريين بامتياز، فالحسم الدستوري يتزامن مع الحسم العسكري لإثبات أن إرادة هذا الشعب لا تقهر أبداً، هي إرادة صلبة علّمت العالم الديمقراطية، كما علمته الأبجدية من قبل، وهذه المسألة لا جدل فيها فهي متجذرة في انتماء المواطن السوري الواعي لحاضره ومستقبله ولما يدور حوله. سورية منتصرة ففي الأمس كان التوجه إلى صناديق الاقتراع بمثابة رد حقيقي لكل من يدعي الديمقراطية، ولكل من حاول فرض رأيه علينا، فالشعب السوري أثبت للجميع أنه شعب صامد ومقاوم ويمتلك تاريخاً عريقاً وانتماء وأصالة عربية، وهو الوحيد الذي يختار قائده التاريخي المدرك لمعنى المقاومة التي أسسها الرئيس الخالد حافظ الأسد. نحن في سورية اليوم نعلن انتصارنا على من حاول فرض رئيساً علينا، واستطعنا أن نقول بأعلى أصواتنا، في كافة أصقاع الأرض، رأينا الحقيقي ونمارس حقنا الديمقراطي في الانتخابات ونعلّم الديمقراطية والصمود والولاء لهذا الوطن للعالم بأكمله.
تغييرات حقيقية
ومن أمام صناديق الاقتراع أكدت الإعلامية ريم معروف أن سورية ستشهد تغييرات إيجابية كثيرة فتقول: إننا سنشهد عبر هذا الاستحقاق تغييرات كثيرة، فنحن نعيش على أمل أن يكون هناك تغيير حقيقي على صعيد الإعلام والدراما، وبالتحديد على صعيد سورية سواء كان أمام السوريين أم أمام الرأي العام، فأنا أرى أن مجرد توجه السوريين إلى صناديق الاقتراع تحت عنوان “سورية تنتخب” وبهذه الحشود هو دليل أننا لا ننتخب فقط من أجل وضع صوت، وإنما هناك إحساس بالمسؤولية أمام قيمة هذا الصوت وأهميته، فهو في الواقع سيكون مؤسساً لمرحلة جديدة على مختلف الأصعدة لأنها ستكون خطوة جديدة أمام المسؤولين في هذا البلد الذي يرى كل هؤلاء الناس التي تخرج رغم كل الصعوبات والتهديدات، فكل شخص يجب أن يكون مسؤولاً، ونحن ما علينا فعله هو الإدلاء بأصواتنا وأن نكون موجودين رغم القصف والضرب رغم كل التهديدات آملين أن تكون بالفعل مرحلة جديدة ليس فقط في سورية بل في الوطن العربي وأمام العالم بأكمله.
سورية السيدة
بدوره عبر الفنان زهير رمضان عن هذا الاستحقاق التاريخي قائلاً: اليوم هو يوم مصيري في حياة الشعب السوري، وأنا كفنان وكإنسان سوري أولاً يعنيني هذا اليوم كما يعني جميع فئات الشعب لكي نقول، للصديق قبل العدو، نحن شعب حضاري علّم العالم الأبجدية، وأول تشريع قانوني في الكون كان من سورية بالإضافة إلى أن أول معزوفة موسيقية وأول محراث…وإلخ.
في الواقع، نحن شعب يعرف من يختار، ولماذا يختار، ونقول للجميع دعونا نعبر عما نريد وما نطمح إليه بكل حرية وديمقراطية، وأنتم أيها المارقون الخارجون عن القانون وكل قيم الإنسانية لن تستطيعوا بقذائف حقدكم وصواريخ جهلكم وتخلفكم أن تغيروا وجه سورية الحضاري والثقافي والإنساني، فنحن كنا وما زلنا وسنبقى دعاة فكر وعدالة وحرفة ومساواة، نحن جميعاً أبناء القائد الخالد حافظ الأسد تربينا على العزة والكرامة وهذا الوطن بأهله وناسه نور لكل من يمد لنا يد الصداقة والمحبة، ونار على كل من يريد الشر لهذا الوطن ولأهله، لذلك جئنا إلى صناديق الاقتراع للتعبير عن رأينا في اختيار من يمثلنا لقيادة سورية إلى المستقبل والأمل والديمقراطية والأمن والأمان، لتكون سورية كما كانت بكل لغاتها السامية القديمة يعني سورية السيدة والسيدة لا تلد إلا السادة ولا يمكن أن تلد عبداً أو عبيداً لذلك نحن أبناء السيدة أسياداً لأبد الآبدين.
وأكد الفنان جهاد الزغبي على أهمية هذا الاستحقاق الذي يراه خطوة أولى اتجاه سورية الحديثة، وهو حق لكل مواطن ورد على الهجمة الإرهابية الشرسة التي استهدفت سورية والمواطن السوري، وأتمنى أن يكون الجانب الفني على مستوى الحدث الحضاري والديمقراطي والتضحيات التي يقدمها الشعب السوري.
اليوم المنتظر
ولم تتوان الوجوه الجديدة عن تعبيرها عن فرحتهم الكبيرة بهذا اليوم التاريخي فتقول سيما الدهبي: لقد انتظرت هذه اللحظة بالدقيقة والثانية من أجل أن أعطي صوتي لأخدم بلدي به الذي سيعطينا الأمن والأمان باختيار الشخص المناسب لتعود سورية كما كانت من قبل، وأنا كممثلة جديدة وشابة انتخبت الشخص الذي سيحافظ على أمان سورية وسيقوم بإعادة بنائها كما كانت وأفضل.
جمان بركات