ثقافة

الاستحقاق الرئاسي تعبير عن إرادة شعب حر

ربما كان توجه أبناء سورية إلى صناديق الاقتراع أمس لانتخاب من رأوه يمثل طموحاتهم هو التعبير الأصدق عن وعي الشعب بدوره الكبير في هذه المرحلة، وربما كان الاستحقاق الرئاسي هو التتويج الأبرز لانتصار سورية بعد صمودها الأسطوري لأكثر من ثلاث سنوات. أطياف وشرائح المجتمع السوري اجتمعت لتقول كلمتها باختيار من أرادته قائداً  للمرحلة المقبلة، طبعاً تختلف المشاعر والأحاسيس في يوم كهذا كما يختلف التعبير عنها أيضاً، لكن الطابع العام الذي عاشته سورية في هذا اليوم كان عرساً وطنياً بامتياز والدليل حلقات الدبكة التي زينت أغلب المراكز الانتخابية والتي اندفع فيها المواطنون للتعبير بصدق عن شعورهم بالسعادة في هذا اليوم. البعث رافقت سير جزء من العملية الانتخابية في مقر اتحاد الكتاب العرب بدمشق وحاولت نقل بعض الانطباعات من هناك والبداية كانت مع د. حسين جمعة وبعد أن أدلى بصوته قال: عندما دخلت إلى غرفة الاقتراع شعرت بهالة غريبة لأنني وجدت عدداً غفيراً من الذين سبقوني إلى هناك ووجدت أن الرئيس بشار الأسد يحمل الرقم ثلاثة في الورقة واليوم هو الثالث من حزيران ويقال أن الرقم ثلاثة هو الكمال في الأشياء واليوم امتحان لمواطنة المواطن وتأكيد بأن صوته يؤثر. من هنا لابد أن يكون الاختيار قائم على العقل والحكمة أياً كان من نريد انتخابه، المهم أن يعبّر عن الإرادة الحرة، وأنا بصراحة اخترت الرئيس بشار الأسد واختياري مبني على جملة من الثوابت والمبادئ التي وجدتها بشخصه.
ويتأمل المواطن الذي يدخل غرفة الاقتراع مشهد الوطن بأكمله، فهو يصوت لمصلحة الوطن ومستقبل المواطن. بهذه الكلمات عبّر د. نزار بني المرجة عن الحالة التي يعيشها المواطن السوري في يوم الاستحقاق معتبراً أن المواطن الواعي لديه على الأقل الحد الأدنى من الاطلاع على البرامج الانتخابية التي أعلن عنها المرشحون، والأهم من هذا ما اختبره المواطن من خلال معايشته لهؤلاء المرشحين وعطائهم للوطن، ومن المؤكد هناك اختلاف في مستويات الأداء والنظر للأمور والبرامج السياسية، لذا فالمواطن مدعو لتحكيم ضميره تجاه وطنه باختيار المرشح الأفضل لقيادة سورية.
من جهته القاص رياض طبرة فقد رأى في الاستحقاق حدث بالغ الأهمية في حياتنا الفردية وما يتصل بحياتنا الجمعية كونه مختلف ومتميز عن كل المرات السابقة، وباعتباره تحول نوعي كتجربة انتخابية، مما يعني إعطاء صوت الإنسان قيمة تضاف إلى مسألة الانتماء وحسن الاختيار. وعن مشاعره في هذا اليوم قال طبرة: اليوم نقف على عتبة لابد منها للانطلاق نحو الاستقرار والأمن والبناء ووقف العنف.
أما الأديب صبحي سعيد فقد رأى أننا غالباً ما نتحدث ونصرح ونشدو بحب الوطن، لكننا غالباً لا نترجم هذا الحب الحقيقي كما يجب، مضيفاً أتمنى أن يقود كل عمل أقوم به إلى وحدة وخير الوطن، وهذا ينطبق على موضوع الانتخاب اليوم والذي آمل أن يكون بداية وانطلاقة حقيقية لبناء سورية الحضارية المتميزة.
وقد عبّر الأديب محمد حديفي رئيس تحرير جريدة الفكر السياسي عن هذا الاستحقاق إذ قال: اليوم اتخذت قراري وأعطيت صوتي لمن سيفتح الطريق واسعاً أما السوريين جميعاً دون استثناء، والذي سينهض بسورية ويأخذ بيدها نحو العلم والتطور والديمقراطية. مضيفاً اليوم مارست حقي الطبيعي والشرعي كمواطن واخترت من صمد وكافح وقاوم أيادي الغدر وكل الضغوطات وهو من يستحق أن نضع يدنا بيده ونسير خلف قيادته.
جلال نديم صالح