ثقافة

صفعة سورية على خد العالم

لايزال العالم يمسّد خده بعد الصفعة التي تلقّاها من السوريين في أنحاء العالم يوم الثامن والعشرين من أيار، معلنين وقوفهم مع وطنهم الأم، وقائد هذا الوطن، هاتفين، ملء حناجرهم، بحقهم الذي أحجمت بعض الدول المتآمرة، والتي باتت معروفة، عن السماح لهم بممارسته في اختيار القائد الذي سيمضي بهذا الوطن إلى ضفة الأمان، لأنهم متأكدون من أن الشعب لن يختار سوى هذا القائد الذي أغاظ الكثيرين بسياسته، وحكمته، وقدرته الكبيرة على إدارة هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها سورية، ولأن السوريين لا يسمحون لأحد باغتصاب حقهم، فقد توافدوا إلى صناديق الاقتراع، الشرعية منها، والافتراضية التي صنعوها بحضورهم، ومشاركتهم، وهتافهم الذي صمّ العالم، وأجبر كل وسائل الإعلام على متابعة هذا الشعب وترقبه، وما حدث في لبنان كان الصفعة الأكبر، حيث جرف طوفان السوريين كل الادعاءات التي أطلقت بحق شرعية الانتخابات، مثبتاً أنه شعب اعتاد الحرية، والديمقراطية في حرية انتخاب الرئيس الذي يمثّله، بعكس كل الممالك التي رفضت أن تقام صناديق الاقتراع في أراضيها، فقط لأنها لم تعرفها يوماً، وخافت على شعوبها من عدوى الديمقراطية الحقيقية، فتمنّعت، وأطلقت سهامها الواهنة، محاولة وأد الحياة في شوارعها، لكنهم نسوا من هم السوريون؟ وما هي قدراتهم على بعث الحياة أينما حلّوا؟.. فكانت الأعراس السورية زلزالاً يهزّ عروش الملوك، ويقوّض تآمرهم الذي لم يعد بجديد على أحد.
واليوم، مع الانتخابات الآن في سورية، يترقب العالم معجزات السوريين المستمرين في خلق الحياة، رغم كل هذا الموت الذي يرسل إليهم، مصرّين على قائدهم الذي استطاع بحكمته، وقدرته الكبيرة في إدارة هذه الحرب، عبور هذه العاصفة،  ليبدأ البناء من جديد مع شعبه الذي تحدى المستحيل، وأصبح رقماً صعباً أمام العالم بعد حسم بقية المعارك العسكرية.
خضر مجر