ثقافة

محمد قنوع: لست مع تسمية المسرح التجاري.. بل المسرح الشعبي

محمد قنوع فنان تميز بأدائه للشخصيات المركبة والجدلية التي ترافق الحياة فكان عبر تاريخه ملاصقا للجمهور ومعبرا عن الشخصية التي يؤديها، كيف لا وهو ابن عائلة فنية ساهمت في تأسيس الفن السوري منذ بداياته وقد عرف كيف يؤثر في الدور الذي يقدمه ففي أدوار الشر لم يحبه المشاهد في “اسعد الوراق” وفي الرجولة كان المشاهد معه في “باب الحارة” أما في العاطفة فأبكاه في سهرة “الأم”.
انطلق الفنان محمد قنوع من المسرح الشبيبي كممثل ومخرج للعديد من أعماله التي شاركت في عدد من المهرجانات وحازت على جوائز عدة، وانتقل بعدها للعمل كممثل ومساعد مخرج في فرقة الأخوين قنوع مع الفنان الراحل عمر قنوع ليتولى إخراج باقي أعمالهما لمدة طويلة وفي لقاء للبعث مع الفنان محمد قنوع بين انه لا يؤمن بكلمة المسرح التجاري لأن المسرح فن التواصل المباشر مع الجمهور وناقل لهمومهم وأشجانهم وزارع للضحكة على شفاههم، موضحاً انه يفضل تسميته بالمسرح الشعبي لاندماجه المباشر وتواصله مع متطلبات الشعب والدليل أن اقصر الأعمال المسرحية التي كانت تقدمها فرقة الأخوين قنوع كانت تعرض لأشهر طويلة وقد تتجاوز مدة عرضها العام أحيانا وبإقبال جماهيري كبير مثلت حالة شعبية أكثر من التجارية، شارحاً أنه لو أردنا ربط مصطلح التجارة مع الفن لكان كله تجاري لأنه يسعى لتسويق نفسه عند المشاهد واحد أهدافه المنفعة  المادية.
أما عن مشاركاته في السينما فقد عمل في أفلام مهمة كـ”أيام الضجر وخارج التغطية” وأشار إلى أنها كانت مشاركة مميزة مع كادر احترافي كان العمل معه يتم بشكل مختلف وبيّن أن التجارب السينمائية أعطته خبرة مختلفة في العمل الفني وخصوصا أن العمل كان مع أحد مبدعي السينما السورية وأعمدتها الكبار المخرج اللطيف عبد الحميد.
وبخصوص مشاركاته الدرامية كان له حضور مميز في الكثير من الأعمال الدرامية  يضيف الفنان قنوع: إن البدايات كانت مع الفنان الكبير ياسر العظمة عبر سلسلة “مرايا” بدءاً من مرايا 94 إلى مرايا 2013 دون انقطاع تخللها العمل في عشرات المسلسلات مع كبار المخرجين والنجوم مثل أيامنا الحلوة مع هشام شربتجي وسحابة صيف وأحقاد خفية مع مروان بركات وزمن العار واسعد الوراق مع رشا شربتجي إضافة للكثير من المشاركات المميزة التي منحته خصوصية فنية وفرادة في الأداء لأدوار متعددة طبعت تاريخه الحافل بالعطاء.
أما في سهرة “الأم” مع الفنانة فاديا خطاب فقد كان الأداء مؤثراً لكل من رأى السهرة بحيث أصبح الجمهور يختزن هذا العمل في ذاكرته نتيجة الأداء الحرفي العالي الذي قدم به الشخصية والتناغم مع القديرة فاديا خطاب لإخراج حالة وجدانية لن تمحى من الذاكرة وأكد الفنان محمد قنوع أنها أخرجت مكنونات اللحظة العاطفية عنده ومنحته القدرة على تجسيد حالة مختلفة أثرّت به وأثرته نظرا لدور الأم وقداستها والإيمان بها والحكاية التي روتها السهرة.
أيضاً امتلك محمد قنوع مفاتيح الأداء وروح المبادرة في ادوار كرسته كعازف يعزف لحنا دراميا يطرب العين ويصل إلى شغاف الروح عبر حرفية جميلة وتفاعل عال مع الأدوار التي يقدمها لإيصال لحن جميل إلى المشاهدين.
وختم الفنان قنوع بالإشارة إلى مشاركاته في هذا الموسم الدرامي بعدد من الأعمال كالغربال وباب الحارة وبقعة ضوء وصرخة روح بأدوار مختلفة سيراه الجمهور فيها في بشخصيات متعددة وكاركترات مختلفة.
مرهف هرموش