اقتصاد

نقطة ساخنة السؤال التحدّي..؟

الاستقرار، والإعمار، والتلاحم الوطني، والمصالحة، والتسامح، والبناء الاقتصادي…، جميعها عناوين المرحلة القادمة التي يصبو إليها أبناء الشّعب السوري، والاستحقاق الرئاسي كان المجال الأرحب والمدخل إلى تحقيق هذه الأهداف والمعاني..
والسؤال الآن بعد أن أكّد السوريون متلازمة صمودهم السياسي والعسكري والاقتصادي، هو: كيف سنبدأ ومن أين وبماذا واعتماداً على مَن في عملية إعادة الإعمار..؟، سؤال ليس بهيّن، لكنه واقع ويجب التعامل معه مهما كانت الظروف، وهذا يفرض التحديد الدقيق لما يحتاج إليه الإعمار من متطلبات، والتدرج بالأولويات..
وهنا المراهنة على عامل الوقت لها من الأهمية الإيجابية مثل ما لها من المحاذير السلبية، وهذا تقييم يتوقف على كل قرار وخطوة عملية نحققها.
الأزمة غير مألوفة بكل تفاصيلها، وعليه المطلوب حلول مثيلة، عبر ابتكار نماذج جديدة للنهوض باقتصادنا..
ما يجعلنا نتفاءل هو أن هناك إمكانيات لذلك، بدءاً بوقف الهدر ومكافحة الفساد، ومروراً بترسيخ ثقافة الترشيد، وإمكانية عودة إنتاج النفط والغاز من مواقع جديدة بالإمكان تأمينها وحمايتها، والإمكانية الأخيرة لعلها الأكثر إلحاحاً لكونها ستشكل مورداً مهمّاً وسريعاً للإيرادات من العملة الصعبة المطلوبة بشدّة في مراحل إعادة البناء، وأيضاً العودة إلى تقليص سعر الصرف للعملات الأجنبية لمصلحة الليرة السورية.
إن العودة للاعتماد على النفط والغاز كمصدر رئيس ومرحلي لكونهما المولّد الأساسي للقطع الأجنبي في سورية، يدعمها ما يقال عن أن شركات النفط والغاز المستثمرة ستعمل وفق “مبدأ الإيراد المؤجّل” أي إنها ستؤجّل إيراداتها إلى آجال لاحقة دعماً للاقتصاد السوري في المرحلة الأولى.
ليس هذا فحسب، بل إن هناك مرادفات مهمة أيضاً عبر تفعيل الصادرات المعتمدة على الإنتاج المحلي، وتعظيم تحقيق عائدات القيمة المضافة لها، وخاصة أن هناك العديد من السلع الزراعية التي تمتلك كل المؤهلات لتطبيق ذلك..
دون إطالة، أن نعرف كيف نوظّف وندير المليون الواحد، خير من أن يكون لدينا مئة مليون نهدرها لعدم قدرتنا على صحيح الإدارة، فالتحدّي الذي هو في الوقت ذاته سؤال ملحّ جداً: كيف السبيل إلى العودة التدريجية لردم الهوّة بين الدخل والاستهلاك؟.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com