اقتصاد

هل تستطيع مؤسسة المياه تجاوز الأزمة.. أبو علوان: مليار ليرة لمواجهة أزمة تأمين المياه في السويداء.. وقلّة الموارد استدعت الإسعافي

سباق مائي كبير تشهده محافظة السويداء، بين أزمة مائية محتملة وإجراءات حكومية متصاعدة للحدّ منها، وإذا كانت المؤشرات تدلّ على أن العطش سيكون سيد الموقف صيفاً، إلا أن إجراءات مؤسسة المياه اليومية تقول: إن الواقع جيد والمياه لن تنقطع من خزانات البيوت إلا فيما ندر رغم نضوب المياه في سدود المحافظة باستثناء بعض (البقع) الموجودة في قاع بعضها، والتساؤلات المطروحة حالياً هي: هل تستطيع مؤسسة المياه التصدّي لهذه المشكلة، وهل تملك مقوّمات الصمود في وجه موجة الجفاف والتعدّيات على مصادر المياه، وبالتالي هل ستغيّر المفهوم السائد الذي يقول(العليق عند الغارة خسارة)؟.
بداية
وهنا لا ضير من الإشارة إلى أن استخراج المتر المكعب الواحد من المياه بواسطة مجموعات التوليد العاملة على الديزل من أعماق البئر حتى سطح الأرض، يستهلك محروقات فقط بقيمة أكثر من 100 ليرة، ناهيكم عن تكلفة ضخ المياه إلى خزانات التوزيع والشبكات للقرى المستفيدة من المشروع وتكلفة التأسيس والصيانة وأجور اليد العاملة.

تمشاية حال
المؤسسة، ولعله من أجل ما تقدّم، لجأت إلى القيام بتوزيع المياه بوساطة صهاريجها والصهاريج الخاصة التي تم استئجارها لتوزيع المياه في المدينة والريف على المشتركين مجاناً، حيث تم خلال أزمة التقنين الكهربائي الأخيرة توزيع آلاف النقلات وما زالت عملية التوزيع مستمرة، كما جرى تنفيذ بعض التعديلات على شبكات التوزيع لتحسين أدائها ورفع مستواها الفني لتحقيق العدالة في التوزيع بين المشتركين قدر الإمكان.
إجراءات سريعة
المهندس بسام أبو علوان مدير عام مؤسسة مياه السويداء في تصريح لـ”البعث”، أكد أن المبالغ التي تم رصدها لمواجهة أزمة العطش في السويداء وصلت إلى نحو مليار ليرة، وأن المؤسسة اتخذت جملة من الإجراءات الإسعافية لمعالجة أزمة نقص مياه الشرب في المحافظة هذا العام بسبب احتباس الأمطار، شملت تركيب مجموعتي توليد لمشروع آبار قنوات وعتيل ومجموعتين في آبار المدينة، كما تعمل على تركيب مجموعة في قرية أم الزيتون وأخرى في قرية المجدل وثالثة في بلدة الثعلة، مع الاستمرار في أعمال الصيانة اللازمة لبعض المجموعات في آبار بلدة الغارية ومحطة خزان بلدة ملح ومحطة قرية قيصما وخزان صلخد الغربي ومنطقة نمرة في شهبا وخزان التوازن لقرية مصاد، وأماكن أخرى متفرقة في أنحاء المحافظة.

تأمين الكهرباء
مدير المؤسسة أشار إلى أنه جرى خلال الأيام الماضية تأمين التغذية الكهربائية الدائمة لبعض الآبار في بعض المناطق الحيوية التي يسمح الوضع الفني للشبكة الكهربائية فيها بهذا الأمر، حيث شملت التغذية المنطقة الواقعة فيها الآبار الأساسية التي تخدم مدينة السويداء بمياه الشرب وآبار الثعلة، والمنطقة الواقعة فيها الآبار التي تخدم مدينة صلخد بمياه الشرب وآبار غرب حوط أيضاً، ما انعكس إيجاباً على زيادة الوارد المائي للمشتركين بشكل ملحوظ في هذه المناطق، بينما تتم حالياً بالتنسيق مع الشركة العامة لكهرباء المحافظة دراسة إمكانية تنفيذ هذا الإجراء في الأماكن التي يسمح الوضع الفني للشبكة الكهربائية فيها بذلك.
آبار جديدة
ولفت أبو علوان إلى أن المؤسسة قامت أيضاً بتنفيذ عملية ربط بين سدّ سهوة الخضر وسدّ حبران الذي يخدم قرى الكفر وحبران والعفينة، وتوجد عليه محطة تصفية ومخزونه المائي قليل، بينما سدّ سهوة الخضر لا توجد عليه محطة تصفية ومخزونه المائي جيّد، وتم تنفيذ الإجراء نفسه لضخ المياه من سدّ الطيبة إلى سدّ المشنّف، وجرى التنسيق مع مديرية الموارد المائية لربط الآبار العائدة لها في نحو20 موقعاً مع شبكات مياه الشرب في العديد من الأماكن لدعم الوارد المائي فيها، وكذلك تم تنزيل آبار جديدة في الخدمة تضمّنت بئري القلعة والكهرباء في مدينة السويداء وآبار حوط وأم الزيتون ومساكن خلخلة وعتيل، بالإضافة إلى بئر ضمن تجمع آبار الثعلة لمصلحة مدينة السويداء.

تأمين المناطق
وأضاف: إن المؤسسة تعاقدت خلال هذا العام على حفر بعض الآبار في مناطق الاختناق المائي التالية بواقع بئرين لمصلحة مدينة صلخد غرب قرية حوط وبئرين لمصلحة قرى قنوات ومفعلة غرب قرية عتيل وبئرين لمصلحة قريتي الكفر وحبران شرق بلدة عرى و8 آبار لمصلحة قرى وبلدات مصاد والرحى وسهوة بلاطة وذيبين والقريا وعرى والصورة الكبيرة وسميع، حيث باشرت المؤسسة بأعمال الحفر في معظم المواقع المذكورة، لافتاً إلى أنه تم الانتهاء منذ بداية العام الجاري من أعمال الحفر في 6 آبار في مدينة شهبا والقلعة والمساكن العمالية وعلى طريق كناكر ومساكن الكهرباء في مدينة السويداء وفوج الإطفاء بالسويداء.
السويداء – رفعت الديك