تتمات الاولىمحليات

القطاع السياحي.. نحو التعافي

القطاع السياحي الذي تأثر أكثر من غيره جرّاء الأحداث المؤلمة والظروف الصعبة، وتكبّد خسائر وأضراراً كبيرةً جداً فاقت 300 مليار ليرة، هو الآن مرشح لأن يكون من أوائل القطاعات المتعافية، خاصة وأن العمل منصب حالياً على تقديم كل ما يسهم في إحياء هذا القطاع والارتقاء به، لما له من أهمية كبرى في دعم الاقتصاد الوطني.
هكذا يتم توجه الجهات الحكومية المعنية نحو ضرورة تحسين واقع القطاع السياحي، من خلال تهيئة المعلومات والبيانات التي تشكل قاعدة لمعرفة نقاط القوة والضعف، وتقاطعات العمل السياحي مع مجالات العمل الأخرى.
إذاً، هذه الجهات تعمل حالياً على وضع الخطط والاستراتيجيات التي تمكّن هذا القطاع من تخطي ذيول الأزمة وآثارها السلبية، وفي هذا المجال، لابدّ من التأكيد على ضرورة الوصول إلى استراتيجية عمل سياحي تختلف عما سبقها، والاهتمام أكثر بإعادة تقييم القوانين والتشريعات، لتوائم التأهيل المطلوب للقطاع السياحي، وتنمية بيئته الجاذبة، كما لابد من قراءة متأنية لواقع العمل وإعادة النظر في خطط وآليات توظيف المقومات السياحية المتعددة التي تصنف سورية بموجبها كواحدة من أهم المقاصد السياحية في العالم، وضرورة تفعيل برامج تطوير المنتج السياحي باتجاه المكونات الأساسية المهمة للسياحة السورية، والمهم أيضاً إطلاق حملات واسعة من الترويج لها، من خلال فعاليات وأنشطة ثقافة ترويجية هدفها اجتذاب السياح من الدول كافة.
والمهم أكثر الوصول إلى صيغة سياسية استثمارية ناجحة تستهدف المقومات الكامنة على الخارطة السورية، وتوجه نحوها استثمارات تظهر المزايا التي تتمتع بها، وتحقق بالتالي الجدوى المطلوبة لتطوير المنتجات السياحية ودعمها بقيم مضافة تنطلق بواقع العمل السياحي نحو المستقبل بخُطاً أكثر ثباتاً ووضوحاً، وجعله بكل تفصيلاته ومكوناته، من أهم القطاعات المساهمة في إعادة الإعمار من خلال العمل مع كل الفرص الواعدة، والمواقع المتميزة التي تتوفر في أغلب مدن ومناطق سورية.
ومن هنا، فإن الضرورة تقتضي من الجهات المعنية، تنويع الأسواق السياحية وتوفير كل مقومات نجاحها، والتوسع في مجال التسويق والترويج السياحي ورصد الأسواق السياحية الجديدة، والتوجه بكثير من الثقة بأهمية وقيمة منتجاتنا السياحية ذات الجدوى العالية.
ولا يخفى على أحد أن النجاح الأكبر لسياسات وخطط العمل، لا يتحقق بالشكل المطلوب، إلا بعد تهيئة البيئة التشاركية للقطاع السياحي على كامل الجغرافيا السورية، والتركيز أكثر على التواصل المستمر لحملات التوعية تجاه المقومات السياحية الطبيعية التي يتعايش معها الإنسان، من خلال تحقيق التشاركية في الحفاظ على الموارد الطبيعية وحمايتها من الاستنزاف العشوائي والاعتداءات بأشكالها المختلفة.

محمد الآغا