الصفحة الاولى

بالتعاون مع العشائر.. الجيش يستعيد السيطرة على سامراء ومناطق في الموصل .. إيران تجدد دعمها الحازم للعراق.. وروسيا: المغامرة الأمريكية البريطانية فشلت

مع انطلاق معركة تحرير الموصل مركز محافظة نينوى، ووسط تقدم كبير ضد ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” الإرهابي، تمكن الجيش العراقي خلال عملياته، أمس، من استعادة السيطرة على كامل مدينتي سامراء وتكريت، وعلى حيي القدس والتحرير في الموصل، وقالت مصادر أمنية: إن قوات الجيش العراقي دخلت إلى الساحل الأيسر من مدينة الموصل للبدء بعملية تطهير واسعة حيث تسيطر القوات الأمنية بشكل تام على جميع القواعد العسكرية الجوية التابعة لها في الجهة الغربية، وأضافت: إن عناصر تنظيم داعش قد انسحبت من شوارع الموصل إلى منطقة ربيعة قرب الحدود مع سورية تحت ضربات القوة الجوية العراقية، وشوارع الموصل بدت خالية من عناصر التنظيم.
وفي شمال تكريت، قال المتحدث الرسمي باسم جهاز مكافحة الارهاب في العراق صباح النعمان: إن أعداداً كبيرة من إرهابيي داعش قتلوا بعد استهداف مواقعهم ومطاردتهم عبر سلاح الجو التابع للقوات العراقية.
وفي شمال بعقوبة، أكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى صادق الحسيني أن أكثر من 50 قتيلاً بينهم قيادات بارزة من تنظيم داعش قتلوا أثناء اشتباكات إنجانة شمال المحافظة، فيما أشار إلى أن العشائر لعبت دوراً محورياً في تعزيز المؤسسة الأمنية بالمعلومات الاستخبارية الدقيقة وحماية مناطقها من الاختراق، وكشف أن القوات الأمنية تمكنت من تدمير 60 عجلة تابعة لتنظيم داعش وقتل العشرات منهم، لافتاً إلى أن التنظيم انكسر وتقهقر للوراء.
وفي محافظة سامراء، تمكنت قوات النخبة من التصدي لهجوم لمسلحي داعش والسيطرة على القضاء بالكامل، كذلك صدت القوات العراقية هجوماً لمسلحي داعش في ناحية الكرمة غربي الرمادي. وفي كركوك سيطرت القوات المساندة للجيش على المدينة.
وفي سعيها لمنع توسع انتشار العناصر المتطرفة أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن أن الوزارة وضعت خطة أمنية محكمة لمنع تسلل العصابات الإرهابية إلى مناطق العاصمة، مشيراً إلى أن قيادة عمليات بغداد تقدّم دور الإسناد للتشكيلات العسكرية خارج العاصمة، فيما دعا المواطنين إلى عدم تصديق الإشاعات التي تطلقها بعض وسائل الإعلام.
وفي إطار الإجراءات الرامية إلى إعادة التوازن للقوات المسلحة العراقية وتوحيد جهودها تمهيداً لخوض معركة تحرير الموصل، بدأت وزارة الدفاع العراقية بحشد صفوفها، فيما أعلنت عشائر العراق “النفير العام” ضد عناصر “داعش” واستعداد أبنائها للدفاع عن أمن البلاد واستقراره، وأصدرت بياناً تضمن دعم القوات المسلحة، التي تعمل على توفير الأمن للمواطن العراقي بجميع المحافظات.
ونظمت دائرة شؤون العشائر في محافظة واسط مؤتمراً عشائرياً شارك فيه 400 شيخ عشيرة وقبيلة لدعم القوات الأمنية ومساندة قرارات مجلس الوزراء حول الوضع الأمني في الموصل، فيما أعلن مجلس شيوخ نينوى عن البدء بتشكيل صحوات في مناطق البعاج والقيارة والمحلبية لمجابهة المد الإرهابي في مدينتهم.
وأعلنت مديرية شرطة واسط أن أكثر من خمسة آلاف مدني لبوا دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي للتطوع وحمل السلاح للقتال مع القوات الأمنية ضد عناصر التنظيم الإرهابي في محافظة نينوى، مشيرة إلى أنها اتخذت مركز تدريب مشاة الكوت مركزاً لتسجيل الراغبين بالتطوع.
وبيّن تنظيم بنات العراق في محافظة ديالى أن أكثر من 200 امرأة منه حملن السلاح لمقاتلة عناصر تنظيم داعش، مشيراً الى أن أمام أبناء ديالى خيارين النصر أو الشهادة، واعتبرن أن الهروب من المواجهة خيانة وطنية.
إلى ذلك حذّر نواب عراقيون من أن الخطر القادم من خارج الحدود يستهدف كل العراقيين دون تمييز، وأن بلادهم تتعرض لمؤامرة إقليمية كبيرة تهدف إثارة وتغذية دوامة الفتنة الطائفية من خلال تقديم الدعم لعصابات داعش، وصرح نواب من ائتلاف دولة القانون أن ما حصل في العراق لتركيا والسعودية وقطر دور مشبوه فيه، فيما بينت كتلة الأحرار أن دولاً إقليمية متورطة بشكل واضح في حملتها لتمزيق وحدة العراق عبر الدعم السخي للإرهاب، وأشارت كتلة الفضيلة إلى أن التوجه الديمقراطي في العراق أثار حفيظة دول مجاورة ما جعلها تتخبط وتلجأ إلى دعم الإرهاب وإثارة الفتنة من أجل تخريب العملية السياسية برمتها.
وفي موسكو، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التطورات الأخيرة في العراق بأنها تمثل دليلاً على الفشل التام للمغامرة التي قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا وخرجت من تحت سيطرتهما، مبدياً قلق موسكو جراء هذه التطورات. وقال في تصريح للصحفيين: إن روسيا تتضامن مع العراق حكومة وشعباً، وعليهما استعادة السلام والأمن في البلاد، لكن أعمال شركائنا تثير كماً كبيراً من الأسئلة، مضيفاً: إن وحدة العراق أصبحت موضعاً للشك حيث انتشر فيه الإرهاب لأن قوات الاحتلال لم تعر أي اهتمام للعمليات السياسية الداخلية ولم تساعد الحوار الوطني واهتمت بمصالحها فقط.
كما انتقد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف مجدداً السياسة التي تمارسها الولايات المتحدة في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه السياسة أدت الى استيلاء الإرهابيين المتطرفين على مدن عراقية.
وفي طهران، جددت إيران دعمها الحازم للحكومة والشعب العراقي في تصديهما للإرهاب، داعية إلى الحفاظ على وحدة الشعب العراقي بجميع أطيافه، وأعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان عن ثقته بأن القوات المسلحة العراقية ستقضي على الإرهابيين والتكفيريين في العراق.