الصفحة الاولىمن الاولى

850 فرنسياً يقاتلون في صفوف القاعدة.. و"شبح الجهادية" يرعب أوروبا طهران: السياسات الأميركية الخاطئة تجاه سورية أدت إلى انتشار الإرهاب في المنطقة

يزداد هاجس عودة الإرهابيين الأوروبيين من سورية إلى بلدانهم يوماً بعد يوم، ويدفع مراكز الدراسات والدبلوماسيين والمسؤوليين الأمنيين للتحذير من خطورة مواجهتهم والقضاء عليهم، لاسيما بعد أن اكتسبوا خبرة كبيرة في قتالهم في سورية إلى جانب المجموعات المسلحة، مطالبين دولهم بالكف عن دعمهم وإيجاد حلول تضمن القضاء عليهم، وهذا يحتاج إلى تعاون دولي كبير لتنفيذه.
الدول الغربية، التي تورّطت في دعم المجموعات الإرهابية في سورية بالمال والسلاح، رفعت من درجة تخوّفها من عودة الإرهابيين الذين صدّرتهم إلى سورية، وتنفيذ جرائم إرهابية داخل أراضيها، حيث لجأت أجهزة الاستخبارات الفرنسية إلى فرض رقابة دقيقة على الإرهابيين العائدين من سورية والمغادرين إليها رغم إقرار الاستخبارات الفرنسية بصعوبة هذه العملية.
وفي هذا السياق حذّر رئيس وحدة تنسيق مكافحة الإرهاب في فرنسا لوك غانيير من خطورة عودة الإرهابيين الأوروبيين الذين يقاتلون ضمن المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية على الأمن الوطني للدول الأوروبية، لاسيما فرنسا، مشيراً إلى التحدي الهائل الذي يواجه أجهزة الأمن الفرنسية في مواجهة شبح “الجهادية” الذي يحوم بشكل كبير حول فرنسا.
وعبر غانيير عن قلقه إزاء الخطر الحقيقي الذي يشكله هؤلاء الإرهابيون المسلحون والمدربون، وقال: إن عواقب وجود هؤلاء في سورية سلبية جداً، إذ إن الأفراد الذين يعودون هم في أغلب الأحيان خطرون، وقد يكونون ارتكبوا أو شهدوا الفظائع الرهيبة وشاركوا في حرب في ظروف وحشية بشكل كبير، ونتيجة لذلك فإنهم يكشفون درجة من التسامح في العنف التي لا نعرفها في مجتمعنا الغربي، وسيتوجب علينا أن نواجه عودة شبان يمثلون خطراً نفسياً حقيقياً.
وجواباً عن سؤال عن احتمال تحوّل هؤلاء الإرهابيين إلى قنابل موقوتة، قال غانيير: “إننا نعرف أن البعض من الشبان “جهاديون” أوروبيون، من بينهم فرنسيون، وقد أخذهم تنظيم القاعدة الإرهابي على عاتقه، وهو يدربهم بهدف تنفيذ هجمات في أوروبا، مبيناً أنه يتم اختيار هؤلاء “على أساس معايير لغوية وقدرتهم على الاندماج في الشعوب الغربية والضرب في اللحظة المناسبة وبكل تصميم، ومن الضروري أن يتعلموا تقنية تصنيع القنابل اليدوية وفن المواربة والدم البارد من أجل ارتكاب عملية انتحارية، وتابع: في الوقت الراهن هناك 850 “جهادياً” فرنسياً محتملاً، منهم 31 قتلوا، والبعض أخذ طريق العودة.
وعن جدية المعلومات حول وجود تهديد بهجوم على فرنسا، أكد غانيير أن فرنسا أكثر من أي وقت مضى هي الهدف الرئيسي لتنظيم القاعدة.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها من اعتماد الغرب معايير مزدوجة في تقويم نشاطات مجموعة إرهابية واحدة هي “داعش” في كل من العراق وسورية، وتعليقاً على التصريحات الأمريكية والغربية القلقة حيال ما يجري في شمال العراق من عمليات إرهابية للتنظيم الإرهابي المذكور أبدت الخارجية الروسية في بيان عن أملها بأن يعلن جميع أعضاء المجتمع الدولي رفضاً قاطعاً لا لبس فيه للإرهاب ويتجنّبوا النهج الانتهازي في تقويمه، وحذّرت من أن النشاط الإرهابي بات يكتسب بعداً إقليمياً على نحو متزايد لما لذلك من تأثيرات سلبية واسعة النطاق لا يمكن تفاديها على شعوب المنطقة واقتصادات دول الشرق الأوسط، إضافة إلى تهديد وحدة أراضي دول المنطقة.
إلى ذلك دعا نائب وزير خارجية البرلمان الدولي للأمن والسلام هيثم أبو سعيد مجدداً إلى وقف الدعم المالي واللوجستي والتسليح للمجموعات الإرهابية التكفيرية في سورية والعراق، التي باتت تشكل خطراً واضحاً على دول وشعوب المنطقة، وحذّر بعض الدول التي تقوم بدعم تلك المجموعات الإرهابية التكفيرية وتبث الفتنة وتدعو إلى القتل، داعياً إلى وقف كل سبل الدعم اللوجستي والمالي عن تلك المجموعات تحت طائلة المسؤولية المباشرة عن الجرائم التي ترتكبها المجموعات التكفيرية.
وفي السياق، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي خلال استقباله مساعد وزير خارجية كرواتيا أن السياسات الأميركية الخاطئة، لا سيما في سورية، هي التي أدت إلى انتشار الإرهاب في المنطقة، ما يشكل اليوم تهديداً على الأمن والاستقرار الدولي ومنها البلدان الأوروبية.
من جانبها، جددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم التأكيد على مواقف بلادها المبدئية والداعمة لسورية في حربها ضد الإرهاب واعتماد الحل السياسي للأزمة التي تمر بها، مشددة في مؤتمرها الصحفي الأسبوعي على أن الدعم اللامسؤول الذي تقدمه الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية في سورية أدى إلى تفشي الإرهاب وانتشاره في المنطقة، وأشارت إلى أن الإرهاب لا يعرف منطقة جغرافية، ولا يحده مكان، بل يشمل كل الدول، وأن حماته سيكتوون بناره لأنه مشكلة لكل البشرية ولا تحل هذه الظاهرة إلا في إطار الدعم الجماعي، داعية إلى اتخاذ التدابير الضرورية والتعاون بين الدول لمواجهته في المنطقة والعالم.