ثقافة

إبداعات الأطفال بلسم لجراحهم وجراح وطنهم د. مشوح: الوزارة مستمرة في خطتها لدعم الأطفال نفسياً وثقافياً

أن تصنع لوحة أو دمية يعني أن تعطيها من روحك ومن إحساسك، فكيف يكون الحال إن كان من يصنع ذلك هو الطفل ببراءته وعفويته ونقائه، أوقات عصيبة قضاها الأطفال خلال الحرب على سورية ورغم أن مراكز الإيواء احتضنتهم وقدمت لهم الرعاية، إلّا أنها لن تكون بديلاً عن الأسرة وعن النشاطات اليومية التي كان الطفل يمارسها، وقد أدركت وزارة الثقافة- مديرية ثقافة الطفل دورها والمهمات الملقاة على عاتقها باكراً في هذا المجال، لذا تستمر ضمن خطتها في إقامة الأنشطة المتنوعة الموجهة للأطفال باستمرار والفعالية التي نظمتها الوزارة أمس في ثقافي الميدان حملت عنوان “فني بلسمي” وتضمنت فيلماً توثيقياً لعمل الأطفال خلال عام 2014 ومعرضاً للرسوم والأشغال اليدوية والفقرات الفنية التي قدمها أطفال مراكز الإيواء والهدف الأساسي من هذه النشاطات، كما تؤكد وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح تقديم الدعم النفسي للأطفال الذين هجّروا بسبب الأعمال الإرهابية واستضافتهم الدولة في مراكز الإيواء. ورأت مشوح أن هؤلاء الأطفال عانوا ما عانوه خلال الفترة الماضية ونحن من واجبنا أن نرعاهم ثقافياً، وهذا هو الهدف الرئيسي الآن ضمن الخطة التي تقوم بها وزارة الثقافة والتي تندرج ضمن استراتيجية وطنية لبناء الإنسان، واعتبرت مشوح أن قيام وسائل الإعلام بإلقاء الضوء على هذه الأنشطة يوعّي المجتمع بأهمية مراكز الإيواء والخدمات التي تقدمها الدولة لهؤلاء الأطفال الذين هم في نهاية المطاف أبناء سورية الغالية، وهم عدتنا للمستقبل، لذلك لابد أن نُعنى بهم ذهنياً ونفسياً وثقافياً. وعن دور الدولة في دعم هؤلاء الأطفال قالت مشوح: الدولة قدمت الكثير من رعاية صحية واجتماعية وثقافية، وقوانين سنت لرعاية حقوق الطفل ضد كل من يريد تعريضه للعنف، ووزارة الثقافة مستمرة في خطتها الاستراتيجية لبناء الإنسان وأهم مكونات المجتمع الطفل بزراعة حب الوطن والانتماء واحترام الآخر في نفسه.
طفلنا مبدع
واعتبرت مديرة ثقافة الطفل ملك ياسين أن هذه الفعالية -التي تأتي ضمن برامج الدعم النفسي وتعليم مهارات الحياة- هي استكمال لخطة عملت عليها الوزارة منذ العام 2012 واستمرت إلى الآن. وعن الهدف من فعالية اليوم قالت ياسين: أردنا اليوم أن نعرض نتاج الأطفال ضحايا العنف وأحببنا أن يرى الناس أن هؤلاء الأطفال رغم كل العنف الذي عاشوه مبدعون في جميع الظروف. وعن مدى تجاوب الأطفال مع الأنشطة أوضحت ياسين: ربما في البدايات كانت هناك بعض الصعوبات ليتقبل الأطفال الفكرة وينسجموا مع المدربين، أما الآن فالتفاعل كبير.
يشعرهن بأهميتهن
ومن المشاركات المتطوعات السيدة هدى الباني التي تعمل في مجال الأشغال اليدوية وتقوم بتعليم الفتيات في مراكز الإيواء تلك الأشغال، والتي رأت أن أهمية تعلّم هذه الحرفة يكمن  في أن الصبية أو السيدة يمكن أن تكفي نفسها وأسرتها وتبعدها عن الشعور بأنها على الهامش، وأنها عبء على الآخرين، وهذا يسهم في تقديم الكثير من الدعم النفسي لها.
مردود إضافي
ومن الورشات الأخرى ضمن الفعالية ورشة صناعة الورق من خلال تكرير الأوراق القديمة ويشرف عليها إيهاب أبو حامد والذي يؤكد على أهمية هذه الصناعة ودورها في حماية البيئة، معتبراً أن بعض الحرف كصناعة الورق والصابون يمكن أن يتخذها الطفل كحرفة في المستقبل ليحصل على مردود مادي إضافي.
عرض مسرحي
أما الفنان خوشناف ظاظا المشرف على ورشة مسرح العرائس،  فقد حدّثنا عن عمله بقوله: دربت أطفال مجموعة مدارس على كيفية تصنيع  الدمى المسرحية من مواد منزلية، كما دربتهم على تحريكها، والنتيجة أننا حاولنا الخروج بعرض مسرحي صغير ليقدّم في الفعالية.
تفريغ طاقات الأطفال
وللموسيقا دورها الكبير في تفريغ شحنات العنف لدى الأطفال، كما يؤكد بريام صويد أحد المشاركين في برنامج الدعم النفسي في مراكز الإيواء، والذي يشرف على ورشة الموسيقا والجانب الآخر الذي تهتم به الورشة، كما يقول صويد هو العمل على الثقافة البيئية من خلال استخدام أشياء من حياتنا اليومية كالأواني البلاستيكية وتحويلها إلى آلات موسيقية ليعزف عليها هؤلاء الأطفال. وركز صويد على أهمية الاستمرار في هذه النشاطات لأن الأطفال يقضون 24 ساعة في مكان واحد خارج أوقات المدارس وليس لديهم ما يشغل أوقاتهم ويسهم في تفريغ طاقاتهم.
جلال نديم صالح