ثقافة

“بيت التراث ..أهلاً رمضان” دعوة لربط الإنسان السوري بتراثه

تحت عنوان “بيت التراث أهلاً رمضان “يحتضن المنتدى الثقافيّ العراقيّ وعلى مدار عدة أيام مجموعة من الفعاليات التراثية والفنية والثقافية دعت إليها مجموعة سوريانا وهيئة إرادة المرأة العراقية وبرنامج خطوات من الفضائية السورية، وتبيّن م. إلهام سلطان مسؤولة البرنامج والعضو في مجموعة سوريانا أن الهدف من هذه الفعالية بكل جوانبها تسليط الضوء على التراث السوريّ العريق والأصيل الممتد بجذوره عبر التاريخ الموغل في القدم وللتأكيد على أن سورية ليست دولة ناشئة وإنما تتكئ على تراث عمره عشرة آلاف سنة من الحضارة والعراقة، وهي تقف على أرضية صلبة، ومن هنا يتم التركيز في الفعالية على ما يشير إلى هذا التراث في كل المجالات الذي مازالت تحافظ عليه المرأة السورية، مشيرة سلطان إلى الدور الكبير الذي تقوم به المرأة السورية من خلال مشاركتها في هذه الفعالية من خلال البازار الخيريّ الذي يضم منتوجات قامت هي بصنعها وإبداعها إشارة إلى قدرة المرأة السورية على أن تكون منتجة ومعيلة لبيتها ومساعدة لزوجها وفعّالة في مجتمعها تساهم إلى جانب الرجل في بناء الأسرة والوطن.
الطفل هو المستقبل
ولأن الطفل هو المستقبل، ومن يريد مستقبلاً أفضل لسورية عليه أن يهتم به كان التوجه للطفل في هذه الفعالية وقد نال قسطاً كبيراً من الاهتمام والرعاية من خلال الأنشطة العديدة التي تضمنتها مثل فقرة تصويب الخطأ لحثِّ الطفل على الاهتمام بلغته العربية الفصيحة والحفاظ عليها سليمة وصحيحة من الأخطاء، وفقرة التجارب العلمية التي تحضّ الطفل على التفكير والتجريب وتشجيعه على التفكير بطريقة علمية، إلى جانب تحفيز الفكر التحليلي لديه من خلال فقرة الحساب الإبداعيّ، وذلك كله بهدف توسيع آفاق التفكير والتحليل والبحث لدى طفلنا إلى جانب تنمية مواهبه الفنية وذائقته المسرحية من خلال العرض المسرحيّ الذي قُدِّم بمجهود مجموعة من الشباب والأطفال تحت إشراف علي الكورة.
ولذلك تؤكد صاحبة برنامج خطوات أنها لا تريد أن يكون برنامجها مجرد برنامج تلفزيوني بل أن يكون دوماً على الأرض مع الطفل لتعزيز ثقته بنفسه ومدّ يد العون إليه في كل خطوة إيجابية يخطوها.
كما تبيّن م. سلطان أن مجموعة “سوريانا” تشتغل على فكر الإنسان وربط هذا الإنسان بتراثه ليعرف جذوره الممتدة عبر التاريخ، مشيرة إلى أنها أقامت مجموعة من الفعاليات الناجحة وهي مستمرة وسعيدة باتساع المساحة التي تحتلها نشاطاتها والطموح في الأيام القادمة الوصول إلى الأرياف والأماكن البعيدة عبر هذه النشاطات التي تصنع الإنسان وفكره، خاصة وأن هذه الأماكن تضم خامات وطاقات كامنة يجب الاشتغال عليها من خلال التواصل مع أصحابها ومدّ يد العون إليهم.. ولا تنكر سلطان أن هذا الأمر هو من مسؤولية الجميع وإن كانت الظروف الحالية صعبة إلا أن إرادة الإنسان السوريّ برأيها هي التي ستنتصر دوماً.
معاً لمواجهة المشاريع الإجرامية .
أما محمد الحمداني مدير المنتدى الثقافي العراقيّ فيؤكد أن المنتدى رغب أن يكون هناك فعالية مشتركة تقام بجهد سوري وعراقي، مبيناً أن المنتدى ينحو دائماً لإقامة نشاطات سورية عراقية مشتركة ولا غرابة في ذلك فالحضارة العراقية والسورية حضارة مشتركة وهناك وشائج وأواصر قوية بين الشعبين العراقي والسوريّ وقد ساهمت برأيه عوامل كثيرة في تمتين هذه الأواصر كالحدود الجغرافية المشتركة بين البلدين واحتضان سورية للعراقيين خلال أزماتهم والموقف العراقيّ اتجاه دعم الشعب السوري وقيادته في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سورية اليوم، مبيناً أن مثل هذه الفعالية هي أكبر دليل على أنه مهما حاول الطغيان الصهيوني والأميركي بث الفرقة بين الشعوب فإن خطته فاشلة، موضحاً أن للفعالية أهمية كبيرة في ظل الظروف الحالية، بالإضافة إلى أهميتها الكبيرة عبر توجهها للأطفال في قسم كبير منها، كما يعتقد الحمداني أن مجرد إقامة مثل هذه الفعالية في سورية هو رسالة لأميركا والكيان الصهيوني وتأكيد على أن أطفال سورية والعراق هم في وحدة واحدة لمواجهة مشاريعهما الإجرامية.
المرأة السورية حاضرة وبشكل إيجابيّ
أما السيدة رجاء حمدان إحدى المشاركات في البازار الخيري الذي يقام ضمن هذه الفعالية فتؤكد أنها والمشاركات الأخريات أردنَ عبر تصميمهن على المشاركة بهذه الفعالية وبأية فعالية أخرى أن يثبتنَ أن المرأة السورية حاضرة وبشكل إيجابيّ في هذه الأزمة وقبل الأزمة وهي موجودة دائماً إلى جانب الرجل والوطن، مشيرة إلى أن الفعالية بحد ذاتها هي تأكيد على أن الشعب السوريّ قويّ وثابت برجاله ونسائه وأطفاله وأن الجميع يصرون على الحياة
في حين تشير الفنانة التشكيلية إيمان قهوجي، والتي شاركت بأعمال فنية تراثية كالرسم على الفخار برسوم زخرفية، وبأعمال تطريزية على قماش الكتان والحرير وبعدد من اللوحات الزيتية إلى أن هدفها من المشاركة  كان لرغبتها الشديدة في أن يطلع الناس عامة والجيل الجديد بخاصة  على هذه الأعمال التراثية ليبقى التواصل موجود بين الماضي والحاضر، وللتأكيد على أننا في سورية نهوى الحياة التي يرغب البعض في حرماننا منها وهذا ما أكد عليه أيضاً الشاعر أيهم حوري عبر قصائده التي ألقاها في افتتاح الفعالية مبيناً فيها أن الشعب العربي السوري بكل أطيافه شعب واحد بأحلامه وآلامه وطموحاته ونضاله لتجاوز الأزمة التي يعيشها.
أمينة عباس