الصفحة الاولىمن الاولى

الاتحاد العام للفلاحين يناقش واقع القطاع الزراعي الحلقي: إيجاد قاعدة متينة للصناعة الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي

دمشق-محمد عرفات:
ناقش مجلس الاتحاد العام للفلاحين، أمس، بحضور الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء والدكتور عبد الناصر شفيع عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الفلاحين، في دورته الأولى لعام 2014، التي عقدت في مبنى الاتحاد بدمشق، واقع القطاع الزراعي ونسب تسويق المحاصيل الزراعية خلال الموسم الحالي وسبل تذليل الصعوبات التي تواجه الفلاحين.
وأكد الحلقي أن الحكومة تضع في صلب اهتماماتها تحقيق الأمن الغذائي من خلال إعداد الخطط والبرامج الإسعافية والمرحلية والاستراتيجية لتطوير القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وتنميته، مبيناً أن ذلك يتطلب تأمين وسائل الإنتاج وتشجيع الفلاحين على زيادته وإقامة صناعات تلبي احتياجاته، لافتاً إلى ضرورة إيجاد قاعدة متينة لصناعة المنتجات الزراعية وتصديرها وتحقيق الاكتفاء الذاتي بما يسهم في زيادة نمو القطاع الاقتصادي الوطني وتحسين الواقع المعيشي للفلاحين وتوفير فرص عمل جديدة وتنفيذ الخطط الزراعية وتشجيع البحوث العلمية الزراعية وإقامة صناعات غذائية رديفة تلبي حاجة السوق المحلية وتسهم في تخفيض أسعار المنتجات في الأسواق.
وأكد الحلقي أن الحرب الاقتصادية الشاملة والحصار الجائر ضد سورية يستهدف الشعب السوري بلقمة عيشه.
ونوه بإرادة وتضحيات الفلاحين وإصرارهم على الإنتاج والعمل لمواجهة هذه التحديات، وشدد على ضرورة الاعتماد على الذات والاستفادة من الموارد الوطنية والكوادر البشرية لتنمية الاقتصاد الوطني وزيادة موارده المادية وتطوير الصناعات الوطنية والتوسع بها وتنشيط القطاع الزراعي باعتباره رافداً حقيقياً للخزينة العامة للدولة، مشدداً على ضرورة إدارة قطاع المياه بطرق رشيدة نتيجة موسم الجفاف، الذي أصاب سورية هذا العام، وخاصة مياه الشرب داعياً، المواطنين إلى ضرورة المحافظة على هذه الثروة وتقنين استخدامها حسب الحاجة وتعزيز ثقافة ترشيد الاستهلاك في جميع المجالات.
وجدد رئيس مجلس الوزراء تأكيده على استمرار الحكومة في سياسة الدعم للمواد الأساسية وعدم تخليها عن هذه السياسة، كما يشاع في بعض وسائل الإعلام، بل ستقوم بعقلنة هذا الدعم وتحقيق حالة من الاستقرار بالوضع المعيشي للمواطنين، ورأى أن من أولويات مرحلة إعادة البناء والإعمار تسليط الضوء على القطاع الزراعي والصناعي لأهميتهما في إعادة بناء سورية القوية المتجددة.
الرفيق شفيع تحدّث عن الإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهد القائد التاريخي حافظ الأسد والسيد الرئيس بشار الأسد، وعن تمتّع سورية بمركز وثقل هام في المنطقة، وكيف أنها انتقلت إلى مرحلة الاكتفاء والأمن الغذائيين والتطوير في كافة مناحي الحياة، وبيّن الدور الكبير والهام الذي قام به الفلاح السوري إبّان الأزمة، من حيث استمراره في تأمين الإنتاج الزراعي والمستلزمات والاحتياجات الغذائية للإخوة المواطنين، وضمان الأمن الغذائي لسورية، الأمر الذي كان له التأثير الأكبر في صمود وانتصار الوطن.
وأجاب الحلقي عن أسئلة واستفسارات أعضاء المجلس، التي تركزت حول واقع القطاع الزراعي وآليات النهوض به وتعزيز قدراته وتنفيذ الخطط الزراعية وارتفاع أسعار المواد وآثار الجفاف ونقص المساحات المزروعة نتيجة الأعمال الإرهابية وأهمية توطين الصناعات المحلية وزيادة إنتاجها ودراسة المحاصيل الزراعية قبل موسم زراعتها وتخفيض تكاليف مستلزمات الإنتاج والاهتمام بالثروة الحيوانية والأعلاف.
واستعرض رؤساء الاتحادات الفلاحية في المحافظات خلال الاجتماع المشكلات التي تواجه الفلاحين وتحول دون تنفيذهم للخطط الزراعية، مطالبين بتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وتقسيط الديون المترتبة عليهم من المصرف الزراعي وإعادة النظر بقانون الاستملاك ودعم زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وطالبوا بإعفاء الفلاحين من أجور الري والاستصلاح المترتبة عليهم، وإعادة إحصاء الثروة الحيوانية واعتماد أرقام قريبة من الواقع، وإعادة النظر ببعض المخططات التنظيمية التي أتت على الأراضي الزراعية، وتعديل قانون الحراج، وإعادة النظر بعمل صندوق تخفيف آثار الجفاف والكوارث الطبيعية.
وأكدوا ضرورة التشدد في منع الصيد الجائر للأسماك وإصدار قوانين أكثر صرامة، ودراسة أسعار المحاصيل الزراعية قبل موسمها لتشجيع الفلاحين على زراعتها، وتأمين الأدوية واللقاحات اللازمة للثروة الحيوانية، وتسهيل إجراءات منح وترخيص إنشاء مشاغل فرز وتوضيب وتشميع الحمضيات ومنح قروض لهذه الغاية، وزيادة قيمة الدعم الزراعي بما يتناسب وارتفاع تكاليف الإنتاج، ودعوا إلى منح قروض ميسرة للفلاحين وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم جراء الاعتداءات الإرهابية، وزيادة مخصصات الاتحادات من المقنن العلفي والمحروقات، وتأمين الطرق لتسويق المنتجات الزراعية إلى مراكز التسليم، ومنع ذبح الأبقار والحفاظ على حاجة السوق المحلية منها، وإقامة معمل لتعبئة العصائر في الساحل السوري.
وفي نهاية الجلسة تمّ بحث الواقع التنظيمي وعمل المنظمة الفلاحية خلال عام 2013 ومناقشة وتصديق التقرير السنوي ولجنة التفتيش والمراقبة بالاتحاد العام للفلاحين.
حضر الاجتماع وزراء الموارد المائية والاقتصاد والتجارة الخارجية والصناعة والتجارة الداخلية وحماية المستهلك والمالية والزراعة والإصلاح الزراعي ونائب رئيس الاتحاد العام للفلاحين.