الصفحة الاولىمن الاولى

"الجهاديون" يزدادون خبرة ومراوغة.. وهولندا تقرع ناقوس الخطر أوباما يناقض نفسه.. ويحذّر من خطر المسلّحين في سورية على أمن واشنطن

صدر تقرير استخباري هولندي، أمس، يعكس قلقاً واسع الانتشار في أوروبا من الخطر الذي يمثله المواطنون الأوروبيون “الجهاديون” الذين يغادرون بلادهم للقتال إلى جانب الجماعات التكفيرية في الشرق الأوسط، ويعودون وقد خبروا الحروب وباتوا خطراً أمنياً بحد ذاتهم.
وحذّر التقرير الاستخباري من أن الجماعات المتشددة في البلاد أصبحت “سرباً لا مركزياً ومراوغاً”، منبّهاً إلى أن هذه الجماعات ربما تعمل على توسيع دائرة اهتمامها لتشمل الشرق الأوسط بأكمله بدلاً من القتال في سورية فقط.
وقالت الوكالة العامة للأمن والاستخبارات الهولندية في تقييمها الأخير عن الخطر الذي تمثله الجماعات الجهادية السرية: إنها باتت أكثر قوة وثقة بالنفس، وأضافت: إن تعقب ظاهرة التشدد بات أكثر صعوبة، خصوصاً أن وسائل التواصل الاجتماعي مكّنت الجماعات المتشددة، التي تزداد حرفيتها في هذا المجال، من تنسيق جهودها من دون الحاجة إلى سلطة مركزية، مشيرة إلى أن “الحركة باتت تشبه في سلوكياتها سرب الحشرات. هناك تسلسل هرمي أقل في هيكليتها مقارنة ببدايات القرن الحالي ما يجعلها أكثر مرونة وتأثيراً وأقل عرضة للهجوم من الخارج”.
وتقدّر السلطات الهولندية أن حوالي 120 مواطناً هولندياً غادروا حتى الآن للقتال إلى جانب الإرهابيين في سورية، مشيرة إلى وجود مجموعات أكبر للمتشددين في هولندا يصل أتباعها إلى عدة مئات والمتعاطفين معها إلى الآلاف، وحظرت هولندا تجنيد مقاتلين للجماعات المتشددة وهي الآن تبحث إجراءات قانونية لمنع مواطنيها من الانضمام إلى المجموعات المقاتلة في الخارج.
وقال منسق مكافحة الإرهاب في الحكومة في رسالة إلى البرلمان الهولندي الاثنين: إن شاباً في الثامنة عشرة من عمره اعتقل مؤخراً في لاهاي للاشتباه بتجنيده عناصر للقتال في سورية، كما صودرت جوازات سفر 30 شخصاً يشتبه في أنهم يريدون بالفعل السفر إلى هناك.
إلى ذلك، حذّر الرئيس الأميركي باراك أوباما من احتمال انتقال جهاديين أوروبيين إلى الولايات المتحدة لارتكاب اعتداءات هناك، خصوصاً أنهم ليسوا بحاجة لتأشيرات دخول، وقال أوباما في مقابلة مسجلة تمّ بثها الأحد على شبكة “اي بي سي”: إن هؤلاء المقاتلين “يحملون جوازات سفر أوروبية وهم ليسوا بحاجة لتأشيرات دخول إذا قرروا التوجه إلى الولايات المتحدة”، وتابع: إنه بمواجهة هذه المخاطر “علينا أن نعزز سياستنا في مجال المراقبة وطريقة جمع المعلومات على الأرض”، وأضاف: “في بعض الأوقات سيكون علينا ضرب المنظمات التي تنوي الاعتداء علينا”.
ويأتي حديث أوباما مع ازدياد المخاوف داخل الولايات المتحدة من تجنيد أميركيين يقاتلون في سورية لينفذوا عمليات وهجمات في بلادهم حين يعودون، ويقدّر المسؤولون الاستخباراتيون الأميركيون أن 70 أميركياً على الأقل سافروا إلى سورية، فيما أفادت تقديرات استخباراتية أخرى أن نحو 780 فرنسياً قد يكونون توجهوا إلى سورية للمشاركة في القتال إلى جانب الجماعات الإرهابية ويصل هذا العدد إلى نحو 200 بالنسبة إلى بلجيكا و400 بالنسبة إلى بريطانيا.
تنامي مخاوف الدول الغربية من مخاطر المجموعات الإرهابية المتطرفة في سورية والعراق، التي رعتها وعمدت إلى دعمها وتدريبها وتسليحها وتمويلها، يكشف عمق الأزمة التي تتخبط بها الدول الغربية.
وفي حين ترفض الإدارة الأميركية أي عمليات عسكرية قد تستهدف الإرهابيين في سورية لحماية المواطنين السوريين، رافعة في ذلك ذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان، يلمح أوباما إلى إمكانية شن الغارات الجوية الأميركية في حال كانت هذه “المنظمات قد تلحق الأذى بالولايات المتحدة”، على حد قوله.
وفيما اعتبر مايكل هايدن المدير السابق لوكالة الأمن القومي أن تقدم متطرفي “داعش” في العراق يشكل خطراً داهماً على الولايات المتحدة وحلفائها، حذّر النائب الجمهوري بيتر كينغ عضو لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الأميركي من أن “الآلاف من الإرهابيين يمكن أن يعودوا إلى أوروبا وإلى الولايات المتحدة”.
وكشفت مصادر أميركية أن الولايات المتحدة ستطلب من الدول الحلفاء زيادة عمليات التفتيش والكشف الضوئي في المطارات وتعزيز الإجراءات الأمنية فيها جراء القلق العميق بشأن احتمال تخطيط الإرهابيين في سورية لتنفيذ هجمات إرهابية على أراضي دول الغرب.