الصفحة الاولىمن الاولى

روسيا تقدّم مشروع بيان يدعو إلى مكافحة شراء النفط من الإرهابيين في سورية جيشنا الباسـل يسيطر على جرود عسال الـورد في القلمون.. وأهـالــي الحـصـن يبـدؤون رحـلـة الــعـودة إلـى مـنـازلــهــم

قدّمت روسيا إلى مجلس الأمن مشروع بيان يدعو إلى مكافحة شراء النفط بشكل غير مشروع من الإرهابيين في سورية.
الخطوة الروسية رسالة إلى المجتمع الدولي وخاصة الدول المشاركة في الحرب على سورية لمعرفة مدى صدقية مواقفها الأخيرة المتعلقة بمكافحة الإرهاب خاصة أن الموافقة على البيان تتطلب موافقة الدول الـ 15 في مجلس الأمن، وبالتالي إن كان الغرب يريد التخفيف من حجم ارتداد الإرهاب فعليه الموافقة على القرار، بل واتخاذ خطوات متقدمة لمساعدة الدولة السورية في مكافحة الإرهاب من خلال تجفيف منابعه في الخليج وتركيا.
وسط هذه الأجواء يواصل الجيش العربي السوري مهمته الوطنية في ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة ونفذ بالأمس سلسلة عمليات اتسمت بالسرعة والدقة في عدة مناطق وعلى أكثر من محور سيطر خلالها على جرود بلدة عسال الورد في القلمون بعد أن قضى على أعداد كبيرة من إرهابيي “جبهة النصرة”، وألحقت وحدات أخرى خسائر كبيرة بين صفوف الإرهابيين خلال عدة عمليات نفّذتها ضد أوكارهم وتجمعاتهم في ريفي إدلب واللاذقية الشمالي. في حين أكّد محافظ حمص طلال البرازي أن مدينة الحصن باتت جاهزة لاستقبال أهلها بدءاً من يوم غد الخميس.
وفي التفاصيل، دمّرت وحدات من جيشنا الباسل أوكاراً للإرهابيين عند برج المعلمين وغرب برج فتينة في حي جوبر. وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين في حين تم القضاء على أفراد مجموعات إرهابية وتدمير أسلحتهم وذخيرتهم في مزارع عالية والعب في منطقة دوما ومن بين القتلى حسن حليمة وعبد الله المصري ومحمد الجمل. إلى ذلك نفذت وحدات من الجيش والقوات المسلحة عمليات دقيقة ضد أوكار للإرهابيين في عين ترما وكفر بطنا والمزارع الشمالية للمليحة أسفرت عن تدمير أسلحة حربية والقضاء على أعداد من الإرهابيين كما سقط آخرون قتلى ومصابين في مزارع النشابية بعمق الغوطة الشرقية0
وفي خان الشيح ومزارعها تم تنفيذ عدة عمليات للجيش تم خلالها تدمير أوكار وتجمعات للإرهابيين بما فيها من أسلحة وعتاد حربي ومقتل13إرهابياً إضافة إلى تدمير سيارة ومقتل من فيها في شارعي شرف والقصور في الوقت الذي تم فيه القضاء على عدد من الإرهابيين جنوب شرق مقام السيدة سكينة في مدينة داريا0
بموازاة ذلك تم تدمير تجمع للإرهابيين في سهل الزبداني ومقتل وإصابة العديد منهم في حين سيطرت وحدات من الجيش على جرود بلدة عسال الورد على الحدود السورية اللبنانية بعد أن قضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين ودمرت أدوات إجرامهم.
وفي حمص وريفها استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة المجموعات الإرهابية في قرى الشنداخية وأبو جريص وأبو طراخة ومنوخ والخال وأوقعت عدداً من الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت سياراتهم وأدوات إجرامهم، واستهدفت وحدات أخرى مجموعة إرهابية في حي بيت أم رياض بالرستن ما أدى إلى إيقاع أعداد من الإرهابيين قتلى ومصابين بالإضافة إلى تدمير عربة بمن فيها من إرهابيين في منطقة جبورين، كما استهدفت وحدات من الجيش مجموعتين إرهابيتين في محيط بلدة أم شرشوح وفي خربة حيلان وأوقعت العديد من أفرادهما قتلى ومصابين.
من جهة أخرى فككت الجهات المختصة في مدينة تدمر عبوتين ناسفتين زرعهما إرهابيون على طريق تدمر دير الزور عند مفرق محمية التليلة وتبلغ زنة العبوة الواحدة 35 كغ وكانت معدة للتفجير عن بعد بواسطة أجهزة تحكم لاسلكية.
وفي حلب وريفها استهدفت وحدات من بواسل جيشنا أوكاراً وتجمعات الإرهابيين في بني زيد والسكري والصاخور والجزماتي وهنانو وقضت على أعداد منهم وأصابت آخرين، وأوقعت وحدات أخرى العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين في حريتان وأرض الملاح وكفر حمرا والمنطقة الصناعية والطامورة والأتارب ومارع وكفر صغير وبابنص والمقبلة والرحيمة والمعبودية والشيخ خضر وضهرة عبدربه ومخيم حندرات وسيفات والحيدرية والشيخ سعيد والمنصورة ودارة عزة ودمرت لهم عدة آليات بمن فيها في أروم وتل حطابات. وكانت وحدة من الجيش والقوات المسلحة أحبطت محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من حلب القديمة باتجاه جامع الخسرفية ما أدى إلى مقتل عدد من أفرادها وإصابة آخرين.
وفي ريف اللاذقية الشمالي استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تجمعات إرهابيي جبهة النصرة في قرى نبع الساموك ومزرعة أبوريش والنعيمة والكرت وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين ودمرت آليات لهم مزودة برشاشات ثقيلة.
وفي ريف إدلب قضت وحدات من جيشنا الباسل على أعداد من الإرهابيين وأصابت آخرين خلال استهدافها تجمعاتهم وأوكارهم في عين السودة ومفرق الجانودية ومزرعة قصطون والمغارة وكفر نجد وكفرجالس ومعرتمصرين وجنوب أبوالضهور ومحيط مزارع ماردين وكورين، كما استهدفت تجمعاً للمجموعات الإرهابية تابعاً لما يسمى لواء الأقصى قرب بلدة معرة مصرين ما أدى إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة من الإرهابيين، وأسفرت العملية أيضاً عن تدمير ثماني سيارات “بيك اب” مزودة برشاشات متوسطة. وأوقعت وحدات أخرى العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين لدى استهدافها تجمعاتهم وأوكارهم في عين السودا ومعمل الفلين ومزرعة حاج حمود والسرمانية وجب الأحمر والشغر وبكفلون وبنش وفيلون.
وفي درعا وريفها أوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت آلياتهم خلال استهداف تجمعاتهم وأوكارهم في محيط الجمرك القديم ومعمل الأحذية وشرق جامع بلال الحبشي ومنطقة الكرك على الطريق المحاذي لفرن العباسيين وغرب بناء الإعلاميين ومحيط مدرسة اليرموك بدرعا البلد، وقضت وحدات أخرى على أعداد من الإرهابيين وأصابت آخرين في بلدة أم المياذن وعتمان وجنوب غرب خبب ومنطقة الكسارة وتقاطع زمرين سملين وفي داعل وتل الثريا ومحيط بلدة انخل.
وفي ريف القنيطرة أوقعت وحدات من الجيش العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين في بلدات العجرف والقحطانية والصمدانية وسد القنطرة وجباتا الخشب ودمرت سيارة بمن فيها من إرهابيين باتجاه منطقة أوفانيا.
البرازي: الحصن جاهزة لاستقبال أهلها
من جهة أخرى أكد محافظ حمص طلال البرازي أن مدينة الحصن أصبحت جاهزة لاستقبال أهلها بعد أن تم دحر الإرهاب منها وأن يوم غد الخميس سيشهد بدء عودتهم بشكل منظم وعبر لجان محلية.
ولفت البرازي خلال جولة أمس في مدينة الحصن وقلعتها إلى أن وحدات الهندسة في الجيش والقوات المسلحة قامت بتفتيش المنطقة وتخليصها من أي أجسام غريبة أو عبوات ناسفة أو مستودعات أسلحة، مؤكداً بدء العمل في إطار البنى التحتية وتحديد الأولويات ووضع خطة لمدة ثلاثة أشهر تقوم فيها مديريات الخدمات والصرف الصحي والكهرباء والمياه والاتصالات والتربية والصحة بتأمين المستلزمات الأساسية. ولفت إلى أن جهوداً كبيرة ستبذل من أجل تسريع عودة الأهالي إلى هذه المدينة التي تمثل نقطة مركزية في منطقة تلكلخ ووادي النضارى مشيراً إلى أهمية العمل التطوعي الإضافي والذي أبدى سكان مدينة الحصن استعدادهم للمشاركة به مع الفعاليات المحلية والشبابية، مبيناً أنه ستتم إعادة دراسة المخطط التنظيمي لمدينة الحصن بما يخدم أهاليها من حيث التخطيط والتنظيم وعامل الاستثمار والمنفعة بحيث يعود ذلك إيجاباً على أهالي المنطقة ويعوضهم عما خسروه نتيجة اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة.
مشروع بيان روسي لمكافحة شراء النفط من الإرهابيين
سياسياً، قدمت روسيا إلى مجلس الأمن مشروع بيان لرئيس المجلس يدعو إلى مكافحة شراء النفط بشكل غير مشروع من الإرهابيين في سورية ويؤكد على أن أي تصدير أو استيراد للنفط دون موافقة الدولة صاحبة السيادة يعد أمراً مخالفاً للقانون.
ويعرب مشروع البيان عن القلق لتمكن المجموعات الإرهابية من الاستيلاء على حقول النفط في سورية ومن بينها ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” و”جبهة النصرة” الإرهابيين ويشجب بشدة أي مشاركة مباشرة أو غير مباشرة في المتاجرة بالنفط السوري وهو أمر تمارسه الجماعات الإرهابية، ويؤكد مشروع البيان أن المشاركة في مثل هذا النوع من الصفقات توازي تقديم الدعم المالي للمنظمات التي تعتبرها اللجنة الخاصة التابعة لمجلس الأمن منظمات إرهابية وهذا بحد ذاته يهدد دخول الأطراف التي لها علاقة إلى القائمة السوداء مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب عادة تكون على شكل عقوبات.
ويقترح المشروع توجيه دعوة إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع مشاركة مواطنيها والمنظمات والأشخاص داخل أراضيها في القيام بأي صفقات تجارية أو مالية ترتبط بالنفط الخام من سورية إذا كان مصدره جهات لا علاقة لها بالحكومة السورية. يشار إلى أن بيان رئيس مجلس الأمن يعد ثاني أهم وثيقة من المجلس بعد القرار. ويتطلب صدور البيان موافقة كل الدول الـ 15 الأعضاء في المجلس.
وفي آذار الماضي اتخذ المجلس إجراءات مماثلة بشأن ليبيا تتضمن فرض عقوبات ضد السفن التي تنقل النفط الخام من المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون في ليبيا، كما أعرب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في وقت سابق عن القلق بخصوص قيام البعض بشراء النفط من الإرهابيين من العراق وسورية.
من جهة أخرى أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن موسكو لن توافق على مشروع قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بالوضع الإنساني في سورية إذا كان يتضمن إشارة إلى عقوبات أو إلى إمكانية استخدام القوة.
وقال غاتيلوف للصحفيين على هامش اجتماع السفراء والممثلين الدائمين لروسيا في موسكو لدينا خطوط حمراء معينة حول نص القرار وتتمثل قبل كل شيء في أن أي قرار سيكون بالنسبة لنا غير مقبول إذا احتوى على الإشارة إلى المادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة التي تشير إلى إمكانية استخدام القوة في حال أي عرقلة تعترض سبيل تنفيذ القرار الإنساني ومن الطبيعي ألا يتضمن القرار أي مجموعة عقوبات بمعنى ألا يكون هناك تدابير فرض عقوبات ضد سورية، وتابع: إذا كان هناك تفاهم مشترك بأننا بحاجة إلى القرار الذي من شأنه في الحقيقة أن يسهل من الناحية العملية وضع المواطنين السوريين فسنكون على استعداد للموافقة على مثل هذا القرار.
في هذه الأثناء أكد حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية أن روسيا وإيران ستواصلان سياساتهما الداعمة لسورية والعمل على إيجاد حل للأزمة فيها.
وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحفي عقده في موسكو أمس إن طهران وموسكو أكدتا مواصلة دعم سورية والشعب السوري بتقديم المساعدات الإنسانية والعمل على الاستعجال بتحقيق التسوية السياسية للأزمة فيها بعد أن جرت الانتخابات الرئاسية، موضحاً أن سياسات روسيا وإيران حيال سورية أحبطت الخطوات الأمريكية الموجهة ضدها، ولفت إلى أن المساعدة المادية التي وعد الرئيس الأمريكي بارك أوباما تقديمها إلى المعارضة السورية لتكون سلاحاً غير فتاك قد تحولت إلى سلاح يتدفق يومياً عبر الحدود إلى المجموعات الإرهابية بما فيها تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي وإننا لا نعلم ما هو السلاح غير الفتاك، مؤكداً أن المساعدة الأمريكية ليست إلا لقتل السكان المدنيين في سورية.
بدوره أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أن إثارة الأحداث في سورية والعراق هي من صنع الدوائر الاستخبارية والجاسوسية الأمريكية والبريطانية والصهيونية وبدعم من بعض بلدان المنطقة بهدف نشر الفتنة.
وقال رضائي إن المخطط التآمري لتلك الدوائر الاستخبارية والجاسوسية يقوم على إثارة الفتنة وتأجيج الخلافات، مشدداً على ضرورة مواجهته من خلال تعزيز الوحدة ورص الصفوف بين كافة المسلمين.
وفي لبنان أكد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا أن ما شهدته سورية ثم لبنان والآن العراق من تخريب وقتل وتدمير ومحاولات تدمير الدولة ومؤسساتها واستباحة شعب فلسطين هو تنفيذ لمشروع الشرق الأوسط الكبير الصهيوني الأمريكي.
ورأى شاتيلا أن لبنان يتعرض للمشروع المعادي الذي يتواجد في المنطقة وهذا التحدي يتطلب منا التأكيد على الوحدة الوطنية والالتزام بمقتضياتها والدعم المطلق للجيش اللبناني ومواجهة ظواهر الفتنة التي تبرز في بعض الساحات ويسعى متآمرون إلى إشعالها خدمة لمآرب معادية.
بدورها اعتبرت جبهة العمل الإسلامي في لبنان أن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني والغرب مسؤولون بشكل مباشر عما يجري في منطقتنا حالياً وأنهم يستثمرون ما يسمى اليوم بالثورات العربية زوراً وبهتاناً لتحقيق أهدافهم وغاياتهم وأطماعهم.
ولفتت الجبهة في بيان إلى أنه بعد فشل عدوان تموز على لبنان عام 2006 في تحقيق أهدافه وانتصار محور المقاومة في لبنان والمنطقة وإفشال مخطط الشرق الأوسط الجديد أو الكبير تحاول أمريكا وإسرائيل اليوم بأسلوب جديد ماكر التغلغل والتسلل إلى مجتمعاتنا لإعادة رسم خارطة المنطقة حسب ما تقتضي مصالحهم وأطماعهم وطموحاتهم.