تتمات الاولىمحليات

زخم التصريحات والوعيد لا يغني المستهلك من جوع دخاخني: لا مجيب على اقتراح توزيع السلل الغذائية والرهان على الضمير الحي؟

يبدو أن الإجراءات الكثيرة وزخم التصريحات لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لضبط الأسواق، ومنع ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان، لم تتجاوز حدّ الورقيات والقرارات والتحذيرات، ولهذا لم تلقَ أذاناً صاغية من قبل التّجار، فكثيرة هي الأحاديث عن ضبط الأسواق وتنظيم الضبوط التموينية، إلا أن الأسعار لاتزال تشهد ارتفاعاً كبيراً وربما خيالياً أحياناً.
من يجول على أسواق دمشق وريفها لا يلحظ أو يلمس شيئاً من جهود المعنيين في ضبط الأسواق، وهنا لا نرمي الكرة في ملعب وزارة التجارة الداخلية بل نلوم المستغلين لحاجات المواطنين، وبنظرة سريعة إلى أسعار المواد الغذائية ومقارنتها مع دخل المستهلك نجد أنها لم تثبت على سعر معيّن، فتارة منخفضة وتارة مرتفعة جداً.
“البعث” جالت في بعض الأسواق والتقت العديد من المستهلكين والبعض من التّجار، حيث أجمع الكل على الارتفاع الجنوني للأسعار، متسائلين عن التصريحات والدعوات والتحذيرات التي يقرؤونها أحياناً في وسائل الإعلام من قبل وزارة التجارة الداخلية، مؤكدين أن الثقة معدومة بين المواطن والمراقب التمويني، علماً أن للتجار رأياً آخر حيث عزوا الارتفاع الحاصل في الأسعار إلى المصدر المنتج، مؤكدين على محاسبة المنتج الكبير قبل المفرق، فهم يشترون البضائع بأسعار مرتفعة حسب الفواتير المقدمة من المنتج، ولكن دوريات التموين لا تعرف طريق هذا المنتج بل تستعرض عضلاتها على أصحاب محلات المفرق.
من جانبه اعتبر رئيس جمعية حماية دمشق عدنان دخاخني أن رفع الأسعار خلال هذا الشهر كسب غير مشروع، فالغلاء الفاحش الموجود في الأسواق جعل المواطن بعيداً عن تلبية كافة احتياجاته ومتطلباته خلال هذا الشهر، مشيراً إلى الاقتراح الذي وجهته الجمعية إلى وزارة التجارة الداخلية حول توزيع سلل غذائية على ذوي الدخل المحدود في شهر رمضان على البطاقة العائلية تحتوي على مواد أساسية غذائية بأسعار مدعومة ولكن الرد لم يأتِ حتى الآن.
وبيّن دخاخني أن الجمعية قامت بتوزيع نشرات توعية ونصائح للمستهلك، تتضمن نشرات حول كيفية شراء السلعة والتأكد من صلاحيتها والتأكيد على ثقافة الترشيد للمستهلك والاكتفاء بالضروريات، ولاسيما في ظل هذه الظروف الصعبة،  مناشداً التجار أصحاب الضمائر الحيّة الرحمة في البيع ومطالباً المواطن بلعب دور إيجابي في قمع المخالفة وأن يتصل مع الجمعية عند ملاحظته ارتفاعاً للأسعار فوراً عند شرائه أي سلعة، علماً أن الكادر التمويني المؤلف من مراقبين للأسواق غير كافٍ لتغطية كافة الأسواق في ظل وجود أعداد كبيرة من الوافدين إلى دمشق وريفها وأغلب التجار افترشوا الأرصفة والشوارع والبسطات للبيع ما يصعب الرقابة ويعقدها.
دمشق– علي حسون