اقتصادتتمات الاولى

الشحنات والإرساليات المخالفة لا تزال تتوارد إلى الحرم الجمركي والمرفئي! الإسراع بتطوير منظومة الكشف المخبري ضرورة لكبح جماح المخالفات..

أظهرت حصيلة إجراءات الحجر الزراعي في الحرم الجمركي والمرفئي تكرار ورود شحنات من المواد المخالفة للمعايير والمواصفات والمنتهية الصلاحية والمدة ومنها شحنات مخالفة للمنشأ.
ووصل عدد الإرساليات المخالفة خلال عامي 2013- 2014، التي تمّ رفض إدخالها إلى القطر 20 إرسالية وهذا رقم لا يستهان به ويثير العديد من التساؤلات وإشارات الاستفهام والمخاوف في آن معاً، لأن معظمها مواد غذائية ونباتية وأوزانها ليست قليلة، وفي الوقت نفسه يكشف قضية بالغة الحساسية والأهمية، وهي أن محاولات إدخال المواد المخالفة إلى السوق المحلية لا تزال مستمرة وقائمة بدليل كشف شحنات وإرساليات منتهية الصلاحية من خلال مراكز الحجر الصحي، وأغلبية المواد المخالفة المضبوطة إما مواد غذائية أو مواد أولية لها، وبالعموم هي إرساليات زراعية (نباتية وحيوانية).
خطورة هذه المحاولات غير المنقطعة تكمن في الربح غير المشروع على حساب السلامة الصحية والمعايير والمواصفات، والأخطر أن التخلص من هذه المخالفات وآثارها لا يمكن في ظل تعدّد المؤسسات والجهات المنوط بها الكشف والتحليل والبت في قبول الإرسالية أو رفضها، وفي ظل غياب منظومة كشف موحّدة تجمع المرفأ والزراعة والتجارة الداخلية والصحة وغيرها، بينما تحقيق هذا من شأنه اختصار الإجراءات والتخلص من الروتين والتقليل من التكاليف.
كما أنه ودون إعادة النظر في نمطية الكشف والمعاينة والتحليل وإصدار النتائج، فإن التزايد في أعداد الشحنات الزراعية المرفوضة سيبقى قائماً أمام لهاث بعض التجار وراء الربح الحرام، فالإصرار على إدخال مواد مخالفة للمواصفات ومنتهية الصلاحية ومزورة التواريخ، يطرح تساؤلاً مهماً حول الضرورة الملحّة صحياً وبيئياً واقتصادياً للإسراع بتفعيل إجراءات الحدّ من تكرار ورود مثل هذه الإرساليات.
وحول واقع الحجر الزراعي وآلية ومعايير ومؤشرات تطبيقه أوضح مدير زراعة اللاذقية المهندس منذر خيربك، أن للحجر الزراعي دوراً حساساً في ضمان سلامة تداول المنتجات الزراعية سواء النباتية والحيوانية، من خلال تطبيق إجراءات الحجر الصحي، إذ وصل عدد الإرساليات الصادرة من خلال مركز الحجر الصحي في مرفأ اللاذقية إلى 518 إرسالية مقابل 1731 إرسالية واردة، وقد تمّ رفض إدخال 20 إرسالية مخالفة للمواصفات والمقاييس وتمت إعادتها إلى بلد المنشأ، أما إرساليات المنطقة الحرة فقد بلغت 31 إرسالية.
ولفت خيربك إلى أن مخبر صحة البذور يقوم بتقدير نسب بذور الأعشاب الغريبة في الإرساليات المستوردة من البذار، فإذا كانت نتائج تحليل العيّنة تشير إلى وجود بذار أعشاب متطفلة وغازية ومعمّرة، فترفض نهائياً، ومن أنواع بذار الأعشاب المرفوضة نهائياً: باذنجان بري بأنواعه وكتان متوسطي.
مدير الزراعة بيّن أنه يحق للمستورد الاعتراض في حالة الرفض، ويتم تحليل العينة الشاهد في مخبر آخر، وعلى ضوء نتائج التحليل يتم القبول أو الرفض، كاشفاً عن أنه سيتم مستقبلاً اختبار الفطريات والنيماتودا، وحالياً يتم تجهيز مخبر ملاصق لحرم مرفأ اللاذقية، وذلك توفيراً للوقت والجهد وللإسراع في تحليل العينات المأخوذة من الإرساليات المستوردة، علماً أن الأجهزة المخبرية للنيماتودا متوفرة وسيتم استكمال باقي التجهيزات الخاصة بفحص عينات الفطور، مشيراً إلى أن الكادر الفني متوفر، وأهم المواد التي يتم فحصها: السمسم – الحمص – بذار عباد الشمس – بذار الكوسا، وهناك أعمال المخابر البيطرية حيث تمّ إجراء اختبارات جرثومية لـ282 عينة واختبارات طفيلية دموية لـ167 عيّنة، إضافة إلى التلقيحات الوقائية والمعالجات الطفيلية والسريرية، وحركة المنتجات الحيوانية التي يتم أخذ عينات منها في شعبة الحجر الصحي: مشتقات الألبان – معلبات – لحوم مجمّدة – أسماك – جلود – بيض.
اللاذقية – مروان حويجة