الصفحة الاولىمن الاولى

سورية تدين المجازر الإسرائيلية الوحشية وصمت "مجلس الأمن وما يُسمى "الجامعة العربية" الـعـدو يـصعّـد مـن عـدوانـه عـلـى غـزة.. وحـكـومـة نتنيـاهـو تتهـيـأ لاجتيـاحٍ بـري للقطـاع الـمقـاومــة تـطـلق عملــيـة "البـنيـان الـمـرصوص".. وترفـض الـتهدئــة إلّا بـشـروطـهـــا

أدانت الجمهورية العربية السورية المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أمس: إن إسرائيل قامت بتصعيد عدوانها الوحشي على الشعب العربي الفلسطيني وذلك عندما سمحت الحكومة الإسرائيلية لعصابات المستوطنين باختطاف طفل فلسطيني وحرقه وهو حي، وأضاف: إن إسرائيل استكملت هذه الجريمة بمجزرة تمّ فيها قتل خمسة عشر فلسطينياً من خلال غارتها الجوية الوحشية على المدنيين وممتلكاتهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في غزة، واعتقالها لمئات من الفلسطينيين الأبرياء، في حملة دموية تتناقض مع التزامات إسرائيل بوصفها قوة احتلال، وفي مخالفة لاتفاقيات جنيف، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة، حيث تشكل هذه الجرائم الإسرائيلية جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأكد المصدر أن الجمهورية العربية السورية تدين هذه المجازر والممارسات الإسرائيلية الوحشية، كما تدين صمت مجلس الأمن، وما يُسمى الجامعة العربية غير المبرر على هذه الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، وتطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي الذي يهدد الأمن والسلم في المنطقة، وقال المصدر: في الوقت الذي تعبّر فيه حكومة الجمهورية العربية السورية عن وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني واعتزازها بتصديه المستمر للاعتداءات والجرائم الإسرائيلية فإنها توجه أحر التعازي والمواساة لأسر الشهداء والجرحى، وتؤكد لأبناء شعبنا في الأراضي المحتلة في فلسطين والجولان أنها ماضية على العهد على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها نتيجة للعدوان والإرهاب الذي تتعرض له من قبل الدوائر الغربية وإسرائيل وعملائهم في سورية والمنطقة، والذين هم أيضاً أعداء الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع لإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس.
وفي سياق متصل أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين خلال استقباله وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الدكتور أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية ظهر أمس وقوف سورية إلى جانب الشعب الفلسطيني في صموده البطولي ضد الهجمة الصهيونية التي يتعرض لها، معبّراً عن إدانة قيادة وحكومة الجمهورية العربية السورية للعدوان الإسرائيلي الدموي والمدمر على الشعب الفلسطيني وقيام قطعان المستوطنين بحرق أبناء الشعب الفلسطيني أمام نظر المسؤولين الصهاينة، الذين لم يكتفوا بالتغطية على هذه الجرائم، بل ألحقوها باعتقال مئات الفلسطينيين وزجهم في غياهب المعتقلات وقصف مدنهم بكل أنواع الأسلحة.
وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين دعم سورية لكل الإجراءات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية للرد على هذا العدوان، بما في ذلك مطالبة الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، معبّراً عن إدانة سورية لتجاهل مجلس الأمن والجامعة العربية ما يجري على الساحة الفلسطينية، وعدم القيام بأي إجراءات لإيقاف المجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وقال: إنه رغم الصعوبات التي تمر بها سورية فإن القضية الفلسطينية ستبقى دائماً بوصلة الشعب العربي السوري في مواجهة التحديات التي تتعرض لها سورية والأمة العربية، مشدداً على أهمية استمرار تدفق المساعدات لسكان مخيم اليرموك والمخيمات الأخرى بعيداً عن ابتزاز المجموعات الإرهابية المسلحة ومن يدعمها.
من جهته نقل الدكتور مجدلاني تهاني القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لقيادة وشعب سورية بمناسبة نجاح الانتخابات الرئاسية التي فاز بها السيد الرئيس بشار الأسد، والتي عكست التفاف الشعب السوري حول قيادته.
وقدّم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عرضاً للتطورات الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل عملية الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني المتمثلة بقتل وحرق المواطنين أحياء بدم بارد وكذلك العقاب الجماعي والحصار الذي يفرضه الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة تشكيل لجنة تحقيق في الجرائم الإسرائيلية وهي تتابع حالياً هذا الموضوع، وأكد أن العدوان الذي تتعرض له سورية وفلسطين هو جزء من حملة تهدف لتركيع الأمة العربية.
كما عبّر الوفد الفلسطيني عن دعمه للاتفاق الذي جرى في مخيم اليرموك تمهيداً لإخلائه من السلاح والمسلحين وعودة سكانه إليه، مشيداً بالجهود التي بذلتها الحكومة السورية من أجل إنجاح هذا الاتفاق.
حضر اللقاء الدكتور حامد حسن معاون وزير الخارجية والمغتربين ومن الجانب الفلسطيني السفير محمود الخالدي سفير فلسطين في دمشق وأنور عبد الهادي مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية والعميد عزام زكارنة وبلال قاسم وسمير الرفاعي وعماد الكردي.
ردّت المقاومة الفلسطينية بقوة على التصعيد الإسرائيلي الخطير، وأطلقت عملية خاصة للتصدي للعدوان “البنيان المرصوص”، حيث أمطرت مستوطنات الاحتلال بعشرات الصواريخ، متوعدة أنها ستوسع دائرة استهدافها إذا استمر العدو في قصف المنازل، ويمكن أن تطال صواريخها عمق الكيان، وأشارت الفصائل في بيانها العسكري إلى أن العدو تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأنها ستواجه هذه السياسة بما لا يتوقعه، وألّا حديث عن التهدئة في ظل العدوان، مبينة أن الردود ما زالت حتى الآن محدودة وهي مجرد “قرصة أذن”. والكرة في ملعب العدو الآن، وعليه يجب أن يوقف كل أشكال العدوان في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة وأن يفك الحصار عن القطاع، أما إذا استمر الوضع على حاله فإن المقاومة ستبقى”.
سياسياً لاتزال الإدانات العربية والدولية للعدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني خجولة، وتكاد تكون معدومة، في تواطؤ مقصود مع الاحتلال، ولعل ما قاله أمس الأمير الوهابي السعودي تركي الفيصل في صحيفة هآرتس الإسرائيلية ما يؤكد ذلك، أما الجامعة العربية فإنها بقيت صامتة متابعة لما يجري بانتظار أن تصلها التعليمات من ممالك الخليج العربي، وهنا يسأل المتابعون، هل ما حدث من قتل وحرق للشعب الفلسطيني غير كاف ليحرك “جامعة العربان”، في المقابل نراها تهب لمجرد سماع خبر مفبرك عما يجري في سورية، فتتداعى وتجيّش الرأي العام الدولي وتناشد مجلس أمنه للتدخل عسكرياً في سورية. وفي هذا السياق أدانت مصر الاعتداءات الإسرائيلية على أماكن متفرقة في قطاع غزة، والتي تمثلت بشن طيران العدو سلسلة غارات جوية أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان: إن مصر تجدد رفضها الكامل وإدانتها لكافة أعمال العنف وتؤكد مطالبتها بضبط النفس والتوقف عن سياسة الانتقام والعقاب الجماعي، وأشار البيان إلى أن استمرار تدهور الوضع الراهن يحمل بين طياته مخاطر الانزلاق إلى حلقة مفرغة لا تنتهي من العنف وهو ما يفرض الكف تماماً عن السياسات الاستفزازية، وفي مقدمتها العمليات الاستيطانية وسياسة فرض الأمر الواقع.
واستشهد 4 فلسطينيين في غارة جوية لقوات الاحتلال استهدفت سيارة مدنية وسط مدينة غزة ، كما استشهد 7 فلسطينيين بينهم أطفال وأصيب 50 آخرون على الأقل في مجزرة جديدة لقوات الاحتلال، التي قصفت طائراتها منزلاً للمواطن عودة كوارع في خان يونس، الذي كان يعتليه مجموعة من المواطنين لمنع طيران الاحتلال من قصفه.
كما استشهد فلسطيني وأصيب العشرات بجروح بينهم نساء وأطفال بعضهم حالتهم خطيرة جراء عشرات الغارات التي شنتها طائرات الاحتلال من نوع إف16 والأباتشي خصوصاً على رفح وخان يونس ودير البلح ومدينة غزة وبلدة بيت حانون ومخيم المغازي ومنطقة الزوايدة، والتي أدت إلى تدمير منازل وممتلكات الفلسطينيين، فيما أعلنت المراكز الصحية والمستشفيات في القطاع الطوارئ. وقصفت طائرات الاحتلال أراضي زراعية في بلدة بيت حانون شمال القطاع بأكثر من صاروخين ما أدى إلى إصابة أربعة فلسطينيين بجروح متوسطة تمّ نقلهم إلى المستشفى في بيت لاهيا المجاورة لتلقي العلاج، كما قصفت بأكثر من ثلاثة صواريخ المحافظة الوسطى ما أدى إلى إصابة سيدة فلسطينية بجروح متوسطة في غارة على دير البلح ونقلت إلى مستشفى شهداء الأقصى.
وفي وقت سابق ذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية “صفا” أن طائرات العدو الإسرائيلي نفذت أكثر من 65 غارة على معظم مناطق القطاع.
وشاركت زوارق الاحتلال في القصف المتواصل على مناطق مختلفة في القطاع، حيث أطلقت العديد من القذائف باتجاه الساحل الشمالي الغربي لمحافظة رفح جنوب القطاع ما أدى إلى تضرر عدد من قوارب الصيادين.
وفي الضفة الغربية شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في القدس المحتلة واعتقلت 36 فلسطينياً، فيما حاول مستوطنون اختطاف الفتى رمضان ريا البالغ من العمر 17 عاماً من بلدة بيت ساحور القريبة من المدينة إلّا أن محاولاتهم باءت بالفشل.
في سياق موازٍ صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر،أمس، على استدعاء 40 ألف جندي احتياط، وذلك في إطار العملية البرية المحتملة للاحتلال على غزة..
في المقابل توعّدت الفصائل الفلسطينية المقاومة بالرد “المزلزل” على العدوان، وأطلقت عشرات الصواريخ نحو المستوطنات الصهيونية، وأعلنت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، مشاركتها في الهجمات الصاروخية من غزة على “إسرائيل”.