تتمات الاولىمحليات

اعتماد توطين نموذجين من أصل 55 تقنية عالمية “البناء والتعمير” تتصدى للتشييد المعدني السريع.. ليس ربحياً و300 وحدة سكنية قيد التسليم

بعد عام كامل من البحث والمتابعة لاختيار العرض الأفضل لتقنيات البناء والتشييد السريع “المعدني”، تمكن فنيو الشركة العامة للبناء والتعمير من إنجاز إضبارة تحتوي على /55/ تقنية بهذا الخصوص، لتقوم الشركة بتحديد ما يلائمها ويناسب الواقع القائم، بالتوازي مع التواصل مع الشركات العالمية لتوطين التقنيات المناسبة.
خطوات وإجراءات “البناء والتعمير” تأتي بحكم الدور المنوط بالشركة وخاصة في ملف إعادة الإعمار وبعد عمليات التهجير القسرية ولاسيما أن هذه الجهة جزء لا يتجزأ من المعول عليهم إلى جانب العديد من الشركات العامة والخاصة التي تقوم بعملها في هذا السياق.

حتى التسليم
مدير التخطيط والتعاون الدولي في الشركة محمد خير عبد الحق أوضح في تصريحات لـ«البعث» أن الأبنية ليست معدنية ولكن الهيكل الحامل للبناء من المقاطع المعدنية وأغلب الأبنية التي يتم تشييدها في العالم الآن تعتمد على الهياكل المعدنية الحاملة، أما العناصر الأخرى فهي من البيتون والمواد الكلاسيكية المستخدمة في الأبنية العادية، فالمستخدم للبناء لن يرى المعدن، بل سيرى بناء كلياً عادياً وهذا ما يتجسّد في المشروع الذي يقام حالياً في المنطقة الصناعية بحسياء، حيث تقوم الشركة بكافة الأعمال من البنية التحتية وحتى التسليم.
وفي حيثيات الملف أضاف عبد الحق إن المشروع متعدد المراحل والأماكن، وأنه من الممكن أن يتوسع ليشمل أكثر من المواقع الحالية، وحين يقرّ مشروع الإيواء وتكون الجدوى الاقتصادية خارج إطار المعادلة فالمشروع لن يكون ربحياً بل وطني وخدمي لا علاقة للربح فيه، والهدف منه المساعدة في حل مشكلات المهجرين وليس إضافة عبء آخر على كاهلهم.
من جهته المهندس ثائر شحادة “أحد كوادر الشركة” قال إن الشركة قدمت نموذجين من البناء المؤقت، أحدهما يعتمد على الهياكل المعدنية الحاملة ويتمّ التركيب حالياً في موقع حسياء بحمص، والآخر في موقع عدرا بريف دمشق ويعتمد على البيتون مسبق الصنع.
شحادة أكد أن قيمة العقد المبرم بلغت 1184 مليون ليرة وتتضمن 1974 وحدة سكنية بزمن تنفيذ 6 أشهر، وبسبب ما حدث في منطقة عدرا والظروف الأمنية توقف العمل بعد تركيب أكثر من مئة وحدة سكنية ولاحقاً تم تكليف الشركة ببناء 300 وحدة في موقع حرجلة، وهي حالياً في طور التسليم.
وأشار شحادة إلى أن كافة الأعمال التي تنفذ يقوم بها عمال الشركة من فنيين ومهنيين من الدراسة وحتى التنفيذ وبمشاركة استشاريين اختصاصيين من جامعة تشرين.

غير لائقة
واعتبر شحادة أن مساكن الإيواء هي حل مؤقت وحلقة وصل بين عودة المهجرين وإعادة إعمار البلد، حيث إن الأولى تقتضي وجود أماكن لاستيعابهم وتليق بهم إنسانياً، وإلا سيبدؤون بتشكيل تجمعات سكنية مخالفة وغير لائقة، وبالتالي تعود مساكن السكن العشوائي لتشكل أزمة على المجتمع وعلى الدولة. وبدراسة بسيطة لسلوك المهجر العائد نرى نسبة تقطن عند أقاربها ونسبة أكبر في بيوت خالية أو شبه مهدمة وغير صالحة للسكن ونسبة كبيرة تبدأ بتأسيس أماكن سكن وبشكل عشوائي وغير مدروس، ولهذا لابد من البدء بالتجهيز لمنازل صغيرة 30م2 تتسع مؤقتاً لعائلة عائدة من التهجير، وكلمة مؤقتة تكون لحين البدء بإعادة الإعمار والعودة إلى مساكن تليق بهم من حيث المساحة والخدمات وهذا ما يحدث عادة في الكوارث والحروب.
ورداً على سؤال يتعلق بتقييم التجربة إن كانت تشابه مساكن الصفيح التي نسمع عنها في دول العالم الثالث، قال شحادة: هنا لا تصح المقارنة فمساكن الصفيح نوع من السكن العشوائي وليست مساكن إيواء، ولا يوجد علاقة بين المساكن والأبنية ذات الهياكل الحاملة، فنحن نتحدث عن بناء سكني يليق بالمواطن الذي تعوّد على سوية حياة بحدها الأدنى تفوق كثيراً مساكن الصفيح.
دمشق– كنانة علي