الصفحة الاولىمن الاولى

"القلق" يتنقل بين الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. وكيري يعلن "انحيازه الأعمى" للاحتلال العدو يستخدم أسلحة غربية محرّمة دولياً.. ويرتكب مجازر بـ "الجملة".. والحصيلة أكثر من 525 شهيداً المقاومة تستخدم للمرة الأولى صواريخ "مالوتكا".. وتقتل في عمليتين نوعيتين 17 جندياً إسرائيلياً

حالة من الهستيريا تسيطر على الكيان الصهيوني عقب العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية، أسر جندي إسرائيلي مثلاً، التي فاجأت قادة الاحتلال وأربكت مخططاتهم، ودفعتهم إلى ارتكاب المزيد من الجرائم المروّعة، حيث نفذت قوات الاحتلال مجزرة جديدة بحق عائلة صيام في مدينة رفح راح ضحيتها 11 شهيداً بينهم 7 أطفال وأكثر من 20 جريحاً إصابات بعضهم حرجة، فيما استشهد 37 فلسطينياً آخرين في مناطق أخرى من القطاع جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل ما يرفع حصيلة شهداء يوم أمس إلى 58.
وذكرت الأنباء أن مدفعية قوات الاحتلال أطلقت قذائفها بشكل عشوائي على منطقة الصيامات شمال غرب رفح ما أدى إلى وقوع هذا العدد الكبير من الشهداء والإصابات وغالبيتهم من عائلة واحدة، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة أنه تمّ انتشال 16 جثة بينها جثث أطفال من عائلة أبو جامع التي تعرّض منزلها للقصف في وقت سابق في شرق خان يونس جنوب قطاع غزة ما يرفع عدد الشهداء من نفس العائلة إلى 26 شهيداً.
وارتكبت قوات الاحتلال جريمة جديدة، وأقدمت على قصف مستشفى شهداء الأقصى، وقالت مصادر طبية فلسطينية: إن أربعة فلسطينيين استشهدوا وأصيب العشرات بينهم أطباء وممرضون ومرضى وجرحى سابقون في استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمشفى، الذي تعرضت أجزاء منه للتدمير، ووصف وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد هذا الاعتداء الجديد بأنه جريمة حرب دولية، محمّلاً قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى والأطباء والطواقم الطبية.
وبذلك يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المتواصل منذ أسبوعين إلى 548 شهيداً وأكثر من 3200 جريح.
يأتي ذلك فيما تشهد المستشفيات نقصاً حاداً في المستلزمات الطبية والأدوية اللازمة لعلاج الجرحى، فيما يتواصل الصمت إزاء الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق أهالي القطاع المحاصر.
وشهدت مستشفى الشفاء الطبي في قطاع غزة حالات فريدة من الإصابات التي وصلت إليها بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منطقة الشيخ رضوان في قطاع غزة، وأصابت منزل أحد المواطنين فيها، وقال القدرة: إن “إسرائيل تستخدم أسلحة غير تقليدية في حربها حالياً، ومنها أسلحة محرّمة دولياً بعيداً عن مراقبة العالم”، مؤكداً أن “80% من الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفى هم من الأطفال وأكثر من 90% من الجرحى هم أطفال أيضاً”، وأضاف: “إن الاحتلال استخدم الفوسفور الأبيض في المنطقة الشرقية لحي الشجاعية، حيث تصاعدت أعمدة الدخان الخانق”، وطالب المجتمع الدولي بالكشف عن هذه الجرائم الجديدة التي ترتكبها إسرائيل بحق الإنسانية والأطفال والنساء والمسنين بهدف إبادة المدنيين العزل في هذه المنطقة.
كما ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة راح ضحيتها 11 فلسطينياً بينهم 7 أطفال جراء استهدافها بالطيران برجا سكنياً وسط مدينة غزة، عقب الإفطار، وذكرت الوكالات أن طائرات إف 16 الإسرائيلية استهدفت الطوابق الرابع والخامس والسادس من البرج المكون من 11 طابقاً، ما أدى لإصابة نحو 75 فلسطينياً بجروح، وصفت جراح بعضهم بالخطرة.
المقاومة واصلت عملياتها في التصدي لقوات العدو، التي تريد الزحف برياً للسيطرة على القطاع، ونفّذت العديد من الكمائن، معلنة عن إصابات محققة في صفوف جنود الاحتلال، كما استمرت في قصف أماكن تحشد جيش الاحتلال ومستوطناته، إلى ذلك نعت المقاومة عشرة من مقاوميها أثناء تنفيذ عملية خلف خطوط العدو.
ورداً على مجزرة الشجاعية أعلنت المقاومة الفلسطينية عن تمكنها من تنفيذ عملية إنزال خلف خطوط الاحتلال الإسرائيلي والاشتباك مع قوات عسكرية إسرائيلية، وفي ظل تكتم قوات الاحتلال عن الخسائر التي تلحق بها كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن قيام مجموعتين تتبعان للمقاومة بالدخول من نفق شمال القطاع إلى الأراضي المحتلة عام 1948 وإطلاق صواريخ مضادة للدروع على جيب عسكري إسرائيلي.
واستخدمت المقاومة للمرة الأولى صاروخ مالوتكا، وقصفت مبنى تتحصّن فيه قوات العدو شرق البريج، وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن عدد الجرحى في صفوف جيش الاحتلال بلغ 101.
واعترفت القناة العاشرة الإسرائيلية بمقتل 25 ضابطاً وجندياً منذ بداية العملية في غزة، فيما أعلنت قوات الاحتلال عن مقتل 7 من جنودها وإصابة 30 بينهم 3 بحالة خطيرة على حدود القطاع.
وكانت المقاومة أعلنت قنصها جندياً للاحتلال على تلة أبو عيدة شرق جباليا، وقصفت مواقع الاحتلال في حيفا بصاروخ آر 160 وتل أبيب بـ 4 صواريخ أم 75 ومستوطنات أسدود بـ 15 صاروخ قسام، فيما استهدفت دبابة ميركافا 4 شرق حي التفاح بمدينة غزة بقذيفة آر بي جي، إضافة إلى استهداف ناقلة جند للاحتلال الإسرائيلي شرق بيت حانون بقذيفة آر بي جي، كما فجرت عبوة ناسفة بأفراد قوة عسكرية للاحتلال في بلدة القرارة، واشتبكت معها بشكل مباشر.
وفي الإطار ذاته طالب جيش الاحتلال سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة الالتزام بمنازلهم وعدم الخروج منها حتى إشعار آخر.
وأعلنت المقاومة عن قتل 10 جنود إسرائيليين في كمين محكم لدورية للاحتلال شرق الشجاعية، مؤكدة أن المقاومين عادوا بسلام بعد إتمام المهمة بنجاح.
سياسياً، لا تزال المفاوضات تراوح مكانها في ظل تخبط الدول الكبرى وتنازع في المبادرات لتمريرها على حساب الشعب الفلسطيني، وهذا ما بدا واضحاً في بيان مجلس الأمن الذي انعقد لبحث العدوان على غزة، حيث اكتفى بالإعراب عن قلقه الشديد وأسفه إزاء العدد المتزايد من الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع مجدداً دعوته من أجل “وقف فوري” لما أسماها بــ”الأعمال العدائية”، فيما كان واضحاً تخبط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في موقفه من العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووقع بزلة لسان بدت وكأنها انتقاد للكيان الإسرائيلي، حيث ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن كيري ردد قبل المقابلة مع محطة فوكس نيوز “يا لها من عملية دقيقة يا لها من عملية دقيقة” في إشارة إلى عدد الضحايا من المدنيين جراء الهجوم الإسرائيلي على ما يبدو، إلّا أنه وخلال المقابلة كرر مواقف إدارته الداعمة والمشجعة للكيان الإسرائيلي لمواصلة عدوانه، مجدداً القول: إن من “حق إسرائيل الدفاع عن نفسها”، وكعادة إدارته حاول كيري تحميل الفلسطينيين مسؤولية البدء بإطلاق الصواريخ رغم الوقائع المسجلة والمتابعة من خلال وسائل الإعلام أن إطلاق الصواريخ جاء رداً على قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمناطق مختلفة من قطاع غزة، مختصراً الحديث باتهام الفلسطينيين البدء بعملية إطلاق الصواريخ بعدما كانت إسرائيل تحاول إيجاد الأشخاص المسؤولين عن قتل ثلاثة إسرائيليين.
إلى ذلك عم الإضراب العام محافظات الضفة الغربية أمس تضامناً مع أهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لعدوان وحشي سافر ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي وسط صمت دولي عن الجرائم والمجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، بينما بدأ الحداد العام المعلن لثلاثة أيام بالضفة على الشهداء الذين سقطوا خلال مجزرة حي الشجاعية.
ونظم ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية الأردنية اعتصاماً أمام مكتب الأمم المتحدة في عمان استنكارا للعدوان الإسرائيلي الإجرامي البشع ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وقدّم المعتصمون مذكرة طالبت بتدخل أممي فعال يضع حداً لجرائم الحرب الدموية وتقديم المجرمين الصهاينة للمحكمة الجنائية الدولية، كما طالبوا بتأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال والإسراع في إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية وتنفيذ القرارات الدولية بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
ونظم مهنيون نقابيون أردنيون اعتصاماً مماثلاً أمام مجمع النقابات المهنية الأردنية، وحيا المشاركون في الاعتصام صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال، منتقدين الصمت على المجازر والعدوان.
من جهة أخرى طالبت منظمة أطباء بلا حدود الاحتلال الإسرائيلي بالتوقف عن قصف المدنيين في قطاع غزة واحترام أفراد الطواقم الطبية والمنشآت الصحية، وقالت في بيان: منذ بدء العملية العسكرية في القطاع وغالبية القتلى في غزة هم من المدنيين وغالبية الجرحى الذين يصلون إلى أقسام الطوارئ هم من النساء والأطفال، وأوضحت منسقة الأنشطة الطبية في المنظمة اودري لاندمان أن نصف الحالات التي أتت إلى غرفة الإنعاش في قسم الطوارئ بالمستشفى فارقت الحياة في غضون دقائق من وصولها إلى المستشفى والنصف الآخر كان بحاجة إلى تدخل جراحي عاجل ونصف هؤلاء على الأقل هم أطفال.
وأكد منسق مشروع المنظمة في غزة نيكولا بالارو في ذات البيان أنه في الوقت الذي يؤكد فيه المسؤولون الإسرائيليون أن هدف الهجوم البري تدمير الأنفاق فإن ما يجري على الأرض هو قصف عشوائي والذين يقتلون هم مدنيون.
وفي سياق متصل أعلنت الأمم المتحدة أن مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية سيعقد جلسة طارئة غداً الأربعاء بناء على طلب من مصر وفلسطين ودول إسلامية لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويضم مجلس حقوق الإنسان في عضويته 47 دولة والحد الأدنى لقبول طلب عقد جلسة طارئة 16 عضواً.