اقتصاد

نقطة ساخنة تجّار “الفرح”..!

تحذيرات عدّة ترافق مواسم الأعياد والمناسبات السعيدة تطلقها بعض جهاتنا المعنية بأمن وسلامة المواطن، وتتمحور هذه التحذيرات حول منع استخدام الألعاب والمفرقعات النارية للتعبير عن البهجة والفرح، والابتعاد عن بيع مسدّسات الخرز المخصّصة للأطفال و غيرها من الألعاب النارية على اعتبار أنها مؤذية وتسبّبت بوقوع حوادث في المواسم السابقة.
وللحفاظ على ما تبقى من بهجة العيد، نضمّ صوتنا إلى صوت هذه الجهات، ولاسيما أن الأسر السورية لا ينقصها فواجع ومصائب جديدة، فيكفيها ما حلّ بها على مدار السنوات الثلاث الأخيرة من أحداث سلبت العيد نكهته وبهجته، وسرقت عنوة الفرحة من وجوه أطفالنا.
قد يحقق بيع هذه الألعاب أرباحاً مجزية، ولكن هل يستكين ضمير من يروّج لها في حال وقوع أي حادث أليم يودي –لا سمح الله- بعين طفل، أو يتسبّب بحريق لا تُحمد عقباه؟ وهل تنسيه أرباحه ما تجرّه من مصائب جلبت له فوائد على حساب صحّة وسلامة غيره؟ نعتقد أن من لا يرتدع عن الترويج لمثل هذه الألعاب السيّئة الصيت والتأثير لا يمتّ إلى الإنسانية بصِلة..!.
اللافت –حقيقة– أن هذه الألعاب متوفرة في الأسواق بشكل مستمر، ولا يقتصر ظهورها فقط في المناسبات، بل هي في متناول اليد على مدار العام، ما يعني أن هناك تجاراً على مستوى لا بأس به من النفوذ قادرين على إدخالها إلى البلد بسهولة ويُسر، ودون أدنى مساءلة قانونية، وأنهم غير معنيين بتحذيرات منع المتاجرة بها!.
ما يؤلم ويحزّ في النفس عدم الجدّية بقمع هذه الظاهرة رغم علم وإدراك الجهات المعنية بوجودها، والأكثر إيلاماً هو أن التعاطي معها يأتي من باب رفع العتب، وليس من باب المعالجة الجذرية وقمعها من الجذور، ما يثير الشكوك حول وجود شراكة مشبوهة بين تجار هذه الألعاب وبعض المعنيين المسؤولين عن متابعة هذا الملف!.
وهنا نرى من الضرورة تحديد هذا النوع من التجارة بشقّيها النظامي وغير النظامي، وحجمها وقيمها المالية للتضييق على المتاجرين بها عبر فرض رسوم أو ضرائب عالية جداً عليها، وبالتالي زيادة أسعارها لدرجة يعجز فيها الطفل أو ذووه عن شرائها وصولاً إلى وضع حدّ نهائي لها بجعلها تجارة خاسرة  بامتياز.
الخلاصة أن أطفالنا أمانة في أعناقنا، فإن لم نستطع حمايتهم وتأمين سلامتهم فنحن لا نستحقهم، ونعتقد أن المجتمعين الرسمي والشعبي مسؤولان عن قمع ظاهرة المفرقعات النارية والألعاب المؤذية، فالأول باجتثاث رموز تجارة هذه الألعاب، والثاني بإيلاء الاهتمام والرعاية لأبنائه من جهة، والتبليغ الفوري عن المروّجين لها من جهة ثانية، وكل عام وأنتم بخير.
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com