ثقافة

“عناية مشددة” ملامسة أوجاع الناس في ظل الأزمة

ضمن مشروع ثلاثي لمؤلفين اثنين من الجيل الشاب متعددي المواهب ومخرج سيبصر مسلسل “عناية مشددة” النور خارج الموسم الرمضاني ليقدم عملاً جديداً عن الواقع السوري خلال السنوات الماضية، والتغيير الطارئ في المجتمع، من خلال مجموعة من الحكايات، كتبها السيناريست علي وجيه بمشاركة زميله الفنان يامن الحجلي، مسلطين الضوء على العلاقات الاجتماعية المتشابكة وقصص الحب التي تمرّ بتحديات مختلفة. يرصد “عناية مشددة” كيفية قضاء المواطن السوري ليومياته، بالإضافة إلى قصص موثقة من الواقع تصور انعكاسات الأزمة على السوريين من كافة النواحي الاجتماعية والنفسية والمادية وغيرها.
وعن مشاركة المخرج أحمد ابراهيم أحمد في هذا العمل يقول: “عناية مشددة” مشروع ثلاثي، جمعني منذ بدايته بالكاتب علي وجيه والممثل يامن الحجلي، وأثناء كتابتهما للعمل كنت أقرأ وأتناقش معهم بكل الأفكار، وتعاملنا معه على أنّه مشروع حقيقي يعبّر عنّا وليس فقط كمسلسل عادي سيتم عرضه. في الواقع، “عناية مشددة” كنص يلفت الانتباه، فهو مكتوب بحرص وعناية، وتأتي خياراتي الفنيّة الآن في مرحلة التصوير لنكمل ما بدأنا فيه. ويؤكد أحمد: أن لا شيء يجمع بين “نساء من هذا الزمن” و”عناية مشددة” سوى المخرج، فلكل عمل توجه مختلف، ولكل منهما عوالمه وطروحاته، وهذا يصبّ في هدف التنوّع الذي أحرص عليه دائماً.
وعبر مخرج “نساء من هذا الزمن” عن رأيه بالدراما قائلاً: يمكنني القول إنّ الدراما السورية حققت الكثير خلال مسيرتها على المستوى العربي وحتى الإقليمي، واليوم أرى أن أمامها تحديات كبيرة أبرزها إقامة أسس متينة لتنتقل من مرحلة “شبه صناعة” إلى “صناعة” مستقلة قادرة على التحرر من كل أنواع الضغوط والإملاءات الخارجية، بحيث تعود إلى تقديم ما يراه صنّاعها مناسباً. الخطوة الأهم على هذا الطريق هو وجود محطات تلفزيونية سوريّة قادرة على شراء الأعمال السوريّة وتحقيق اكتفاء ذاتي بحيث يصبح السوق العربي والقنوات الكبيرة ربحاً وقيمة إضافية لهذه الدراما.
وعن حضوره بين السينما والدراما يقول مخرج الفيلم القصير “الرجل الذي صنع فيلماً”: لكل نوع فنّي أدواته وخياراته، في السينما أجد فرصة للتحرّر من آلية التفكير في السوق ومتطلباته والتفكير بأسلوب فني بحت، واعتبرها مساحة أكبر للجنون والتجريب وتقديم المشروع الفني الشخصي على حقيقته.
في الشهر الماضي، فاز فيلمه القصير “دوران” بجائزة أفضل فيلم في مهرجان سينما الشباب، واليوم يقدم الكاتب علي وجيه وجهاً آخر للكتابة، وهذه المرة عن طريق الدراما فيقول عن هذا التجديد: في الواقع، أريد أن أقدّم شيئاً للدراما، وخاصة أن التلفزيون يتميز بأنه وسيلة منتشرة عند الناس، وبالتالي يصل إلى أوسع شريحة منهم، أما العمل في السينما أو المسرح فلها خصوصية أخرى. ونحن من خلال “عناية مشددة” نقدم اقتراعاً للواقع، ولا نستطيع أن نتناول كل شيء في العمل الفني، لكن يمكننا أخذ زاوية محددة ومعالجتها بطريقة ما، فنحن نحاول ملامسة وجع الناس وقراءة التحولات الحادة التي يمرون بها كل يوم، بالإضافة إلى تقديم وجهة نظرنا بهذا الخصوص.
وعن واقع الدراما يقول وجيه: دائماً أقول أن الدراما من سيء إلى أسوأ، وهذا بالتأكيد مرتبط بوضع البلد الراهن، ولا يمكن بهذا الوضع إنتاج دراما منافسة، فهي اليوم لا تملك أي مقوم من مقومات الاستمرار باستثناء العاملين فيها والتقاليد الصناعية.
وبعد تجربة الصحفي علي وجيه، يدخل مخرج “موزاييك” يامن الحجلي عالم الكتابة الدرامية بمسلسل اجتماعي يمثل حالة دخول الوطن في مرحلة “العناية المشددة”، فيقول الحجلي عن هذه التجربة الجديدة:
ليست حالة تحول لكن الفنان لا يستطيع أن يقدم كل ما يريد قوله من خلال “رواق” واحد، وأنا أحببت أن أقدم وجهة نظري من خلال كتابة نص مع السيناريست علي وجيه لأنني حتى هذه اللحظة لم أحظ بدور تمثيلي يقدم هذا الوجه، لكن التمثيل مهنتي ومشروعي الكبير والكتابة هي عبارة عن تجربة أتمنى أن تتكلل بالنجاح في “عناية مشددة” الذي يقدم تحذيراً للأيام القادمة، لأن ثقافة الجريمة باتت حاضرة اليوم بيننا، وتعيش معنا. وفي كل لحظة من “عناية مشددة” نقدم رسالة كبيرة عن معنى الإنسان والإنسانية والعلاقات الجميلة التي تربينا عليها.
وعن رأيه في الدراما يتابع الحجلي: الدراما السورية لهذا العام تقدم أعمالاً مهمة، وأنا أشكر جميع زملائي وأقول لهم عسى أن نستطيع جميعاً الارتقاء والعودة بالدراما السورية كي تكون الرائدة عربياً كعادتها.
الجدير بالذكر أن “عناية مشددة” من إنتاج شركة “قبنض”، تدور معظم أحداثه في دمشق عامي 2013 و2014، إضافة إلى اللاذقية وبيروت، والعمل من بطولة النجوم: عباس النوري، وأيمن رضا، وأمانة والي، ومهيار خضور، وفادي صبيح، ورامز الأسود، وحلا رجب، ولينا كرم، وريمي سرميني، ومرام علي وغيرهم.
جمان بركات